برلين – أبدت الكاتبة التركية المنفية في ألمانيا أسلي أردوغان قلقها على مستقبل بلادها في ظلّ حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، مشبهة تركيا بألمانيا قبل أن يشتدّ فيها حكم النازيين في الأربعينات من القرن الماضي. وقالت الكاتبة التي لا تربطها أي صلة قربى بالرئيس التركي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية الأحد “الطريقة التي تسير بها الأمور في تركيا تشبه ألمانيا النازية”، فيما أحكم أردوغان قبضته على البلاد بعد فوزه بولاية ثانية ذات صلاحيات رئاسية موسعة. و أضافت أسلي البالغة من العمر 51 عاما “أعتقد أننا أمام نظام فاشي، لا أقول إننا في ما يشبه ألمانيا في الأربعينات، ولكن في الثلاثينات قبل أن يشتدّ حكم النازيين”. ولا تبدي الكاتبة الحائزة على جوائز عالمية أي ثقة بالقضاء التركي، وهي نفسها ملاحقة بتهمة “الدعاية الإرهابية”، خصوصا لأنها عملت في صحيفة “أوزغور غونديم” المموّلة من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظّمة إرهابية. وأشارت إلى أن “غياب النظام القضائي يشكّل عاملا حاسما” في تردّي تركيا، مؤكدة أن سجون بلدها مكتظة، والتحقيقات توكل لقضاة شباب ليس لديهم أي خبرة، لكنهم موالون للسلطة، وقد حلّوا مكان أولئك الذين أقصوا من مهامهم بعد الانقلاب الفاشل في 2016. وأكدت الكاتبة أن الرئيس التركي يمسك بكلّ مقاليد البلاد، فهو “من يحدّد أسعار الأدوية، ومستقبل الرقص الكلاسيكي، ويتولّى أفراد من عائلته الشؤون الاقتصادية، أما الأوبرا التي يكرهها فهي مرتبطة به مباشرة”. ومع تعزيز صلاحيات الرئيس التركي بعد الانتخابات الأخيرة والاتجاه لإصدار قانون مثير للجدل باسم مكافحة الإرهاب ليحلّ محلّ حالة الطوارئ، ترى الكاتبة أن الأمور تتجه لما هو أسوأ. و تماهيا مع تصريحات أسلي، قال فيليب لامبرتس الزعيم المشترك لكتلة الخضر في البرلمان الأوروبي إن أردوغان يقود تركيا نحو حكم الفرد على غرار الأنظمة الديكتاتورية وبعيدا عن الاتحاد الأوروبي. فيليب لامبرتس: يتعين علينا أن نضغط على أردوغان من خلال العقوبات الاقتصاديةفيليب لامبرتس: يتعين علينا أن نضغط على أردوغان من خلال العقوبات الاقتصادية وأضاف لامبرتس في حوار مع موقع أحوال تركية، الناطق بالإنكليزية والعربية والتركية، “المضي قدما صوب نظام حكم مستبد، إن لم يكن نظاما على غرار الأنظمة الديكتاتورية، لم يتوقف في تركيا”، مشيرا “لا أعرف إذا كان بإمكانك أن تصف أردوغان بأنه ديكتاتور بالفعل، لكنني أعطيه هذا اللقب منذ فترة طويلة، إذ أرى أن كل شيء يطبّق في البلاد يكون وفقا لهواه”. وأضاف “إذا هو أراد أن يطيح بأشخاص من وظائفهم، يفعل ذلك؛ وإذا أراد أن يعين أناسا بعينهم في مناصب، يفعل ذلك أيضا. فمن الواضح أنه يقرر كل شيء بشكل منفرد”. واستدرك “في داخل حزبه لا توجد ضوابط وتوازنات، فالبعض لم يكونوا سعداء تماما بما يفعله في الحزب؛ أعني هنا أمثال الرئيس السابق عبدالله غول، لقد أُسكت هؤلاء أو قبلوا بإسكاتهم، لا توجد ثمة ديمقراطية في حزبه وهذه مشكلة ببساطة لأن تركيا ليست في الطرف الآخر من العالم، إنها جارة لنا”. واتهم البرلماني الأوروبي، الرئيس التركي بدعم تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تشير تقارير إعلامية أن فلول داعش الفارين من العراق وسوريا قد وجدوا في تركيا ملاذا آمنا لإعادة الانتشار في الدول الأوروبية وتنفيذ هجمات إرهابية. وقال رئيس كتلة الخضر بالبرلمان الأوروبي “بالطبع أعتقد ذلك، وإلا كيف كان لتنظيم الدولة الإسلامية أن يبيع النفط من غير دعم تركيا؟ لو كانت تركيا تريد أن تحارب تنظيم الدولة الإسلامية لكانت أظهرت ذلك، وقد كانت في أيديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من فعل ذلك”. ودعا البرلماني الأوروبي إلى الضغط بقوة على الرئيس التركي من خلال العقوبات الاقتصادية، قائلا “أعتقد أنه يتعين علينا أن نضغط بقوة من خلال العقوبات الاقتصادية، أنا على سبيل المثال لن أجعل تحديث الاتحاد الجمركي أمرا سلسا، بل سأضغط فيه بقوة، معظم الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون سلسا في هذا الشأن، لكنني بصراحة أعتقد أن هذه هي الورقة الوحيدة في أيدينا التي يمكننا أن نضغط بها على تركيا في الوقت الحالي”. ونشر موقع باز فيد، واسع الانتشار، تحقيقا استقصائيا كشف فيه أن مقاتلين من تنظيم داعش المتشدد قد انتقلوا إلى تركيا، حيث وجدوا فيها ملاذا آمنا، على إثر فرارهم من سوريا والعراق بسبب انهيار التنظيم هناك، فيما امتنع مسؤولون أتراك عن الإجابة على أسئلة الفريق الصحافي الذي أنجز التحقيق. وفند الموقع في تحقيق نشره حول وجهة مسلحي تنظيم داعش بعد فرارهم من سوريا والعراق، كل الأخبار المتواترة من سوريا والقائلة بأن آلاف عناصر التنظيم قد قتلوا. وجاء في التحقيق أن الأخبار الواردة من سوريا تزعم مقتل آلاف العناصر الإرهابية، لكن حقيقة الأمر تظهر أن معظم هؤلاء ينتقلون إلى تركيا، حيث يجدون مقرا آمنا استعدادا للعودة إلى القتال أو نشر أفكار التنظيم في أوروبا وفي مناطق أخرى حول العالم. وكشف المحققون أن بعض شبكات التهريب يجري إدارتها من مناطق مختلفة في تركيا، كإسطنبول، وأن هذه الشبكات تقوم بتهريب بعض الأشخاص لاحقا إلى أوروبا عبر البر أو البحر، أو عبر عمليات معقدة تجري داخل الأراضي التركية. وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن الغالبية الساحقة من مقاتلي التنظيم ماتوا في المعارك داخل كل من سوريا والعراق، لكن المهربين الذين يعملون في شبكات تجارة البشر على جانبي الحدود أظهروا عكس ذلك.
مشاركة :