تصاعد احتجاجات إيران عشية العقوبات

  • 8/6/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استمرت موجة الاحتجاجات الشعبية العارمة في إيران، أمس الأحد؛ رغم اغتيال أحد المتظاهرين، واعتقال عشرين ممن كانوا يتظاهرون اعتراضاً على سوء الأوضاع المعيشية، وتدهور قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي، فيما تواصلت الإضرابات العمالية احتجاجاً على تأخير صرف الرواتب، بينما أعلنت السلطات حظر التجول في بعض المدن تحسباً لتجدد التظاهرات، في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الهلع عشية فرض حزمة من العقوبات الأمريكية تبدأ اعتباراً من الغد.وكانت مدينتا كرج واشتهارد في محافظة ألبورز، شهدتا التظاهرات الرئيسية خلال الأيام القليلة الماضية. وقال خيرالله ترخاني، رئيس الدائرة السياسية والأمنية في محافظة ألبورز، عن الاحتجاجات إنه «خلال هذه الفترة، حاولنا حضور التجمعات والاستماع إلى الناس، لكننا رأينا أن هذه المطالب ليست اقتصادية، وإنما تحولت إلى احتجاجات ضد النظام».وذكرت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية، أن القتيل يدعى رضا أوتادي، 25 عاماً، سقط برصاص مجهولين خلال وجوده في إحدى التظاهرات المنددة بالاضطرابات الاقتصادية، على حد زعمها، وأوضحت الوكالة شبه الرسمية أن القتيل كان يشارك في احتجاج بمحافظة ألبرز شمالي البلاد، وقتل في مدينة كرج (نحو 50 كم غربي طهران). وأضافت أن الرجل قتل «عندما أطلق أحدهم النار من سيارة»، من دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل، وقالت «فارس» إن السلطات ألقت القبض على 20 محتجاً، وكان العديد من قادة الاحتجاج من النساء.وذكر نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن التظاهرات والاحتجاجات تركزت بمدن «طهران، وكرج، وشيراز، وقم، واشتهارد»، وسط انتشار أمني مكثف في الشوارع والمدن الرئيسية، واتهمت عائلة القتيل، بحسب شبكة «إيران واير» الناطقة بالفارسية، قوات الأمن الإيرانية، وعلى رأسها الحرس الثوري باستهداف نجلها خلال وجوده في الاحتجاجات. وكشف أحد أقارب أوتادي عن أن القتيل سقط حينما فتحت قوات الأمن النيران على محتجين في مدينة جوهردشت، لافتاً إلى أن السلطات الإيرانية لم تسلم الجثمان إليهم حتى الآن، بينما نقل مقربون للعائلة، بحسب إيران واير، أن مسؤولين أمنيين حذروا والد القتيل من التحدث لوسائل الإعلام عن ملابسات مقتل نجله، بعد أن رفع لافتة عزاء أعلى واجهة متجر يديره لبيع الأقمشة.وعلى صعيد متصل، اندلعت موجة جديدة من الإضرابات العمالية في مناطق مختلفة من البلاد، بطلها عمال السكك الحديدية، بسبب سوء أوضاعهم المعيشية، ومطالب فئوية أخرى تشكل الأجور، وأصدر مجلس نقابي مستقل لعمال السكك الحديدية، بياناً أكد فيه استمرار تلك الإضرابات حال عدم تحقيق مطالب العمال، الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ 4 أشهر، وتركزت احتجاجات عمال السكك الحديدية في مناطق كبرى مثل أصفهان، وخراسان، وأذربيجان، حيث هددوا بتنظيم إضرابات أخرى في شتى أنحاء إيران.ومنذ أيام، يواصل الإيرانيون الخروج في احتجاجات متفرقة في عدد من المدن، من بينها العاصمة طهران، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وأفادت وكالات أنباء إيرانية، ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن متظاهرين هاجموا حوزة شيعية إلى الغرب من العاصمة طهران، في إشارة تظهر مدى غضب المتظاهرين من أي رمز من رموز نظام الملالي، الذي أدت سياسته إلى انهيار الأوضاع الاقتصادية في البلاد، واندلعت الاحتجاجات في أنحاء مختلفة من البلاد بينها طهران وأصفهان وكرج وشيراز وقم، بعد ارتفاع التضخم وتراجع قيمة الريال، وسط مخاوف إعادة فرض العقوبات الأمريكية في السابع من أغسطس/ آب.وانسحبت الولايات المتحدة في مايو/ أيار من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015، الذي قضى بتخفيف العقوبات الدولية على طهران، مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، وقررت واشنطن بانسحابها إعادة فرض العقوبات على إيران، قائلة إن طهران تمثل تهديداً أمنياً، كما أوصت الدول الأخرى بضرورة وقف كل وارداتها من النفط الإيراني اعتباراً من الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، وإلا ستصبح عرضة لإجراءات مالية أمريكية.(وكالات)

مشاركة :