معالم الإرهاب القانوني في نظام ولاية الفقيه

  • 8/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن قد بقيت إلا مدة قصيرة لبدء تجمع الإيرانيين الكبير في فيلبنت باريس في 30 يونيو الماضي عندما وضع الدبلوماسي الإرهابي التابع للنظام الإيراني أسد الله أسدي قنبلة في عهدة خلية نائمة في بلجيكا. وقد تم كشفه واعتقال الإرهابيين الموكلين بمهمة تنفيذ هذه العملية الإرهابية قبل أن يصل إلى مكان التفجير في تعاون وثيق بين الشرطة الفرنسية والألمانية والبلجيكية. على الرغم من أن هذه القنبلة لم تنفجر، لكن هذا الخبر في غضون فترة قصيرة جدا كان بمثابة قنبلة إعلامية فضحت النظام الإرهابي لولاية الفقيه الحاكمة في إيران أكثر فأكثر. فهذه الحادثة الإرهابية كانت أهم خبر تنشره وكالات الأنباء العالمية في يوم الاثنين 2 يوليو الماضي. تم التخطيط لتفجير هذه القنبلة في التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في قاعة فيلبنت في باريس، بحضور مائة ألف معارض إيراني. هذا العمل الإرهابي لنظام طهران، كما قال سابقا أمين مجلس الأمن الأعلى في النظام، هو انتقام من القوات المرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية لأنهم كان لهم يد في خلق الانتفاضة والمظاهرات المعادية للحكومة في جميع أنحاء إيران. خلال ذروة المظاهرات المعادية للحكومة في المدن الإيرانية المختلفة كان قد هدد علي شمخاني بأن المجاهدين سيتلقون ضربة قاسية من مكان لم يكونوا يفكرون فيه. على هذا النحو بيّن نظام ولاية الفقيه للعالم أجمع العنوان الحقيقي لبديله الديمقراطي. إن استهداف المجاهدين ومسؤولي المقاومة الإيرانية من قبل نظام طهران هو موضوع ليس بجديد ومنذ عام 1986 فما بعد يمتلك هذا النظام تاريخا حافلا من الاستهدافات لهم في دول فرنسا والعراق وتركيا وبقية الدول الأوروبية، لكن دخول دبلوماسي عامل في سفارة النظام في النمسا هو أمر جديد كليا ويتناقض مع جميع الموازين الدولية والأعراف والتقاليد الدبلوماسية. في يوم الخميس تاريخ 19 أبريل 2018 قال أدي راما رئيس الوزراء الألباني بخصوص كشف المؤامرة الإرهابية المحاكة ضد المجاهدين في ألبانيا: «أنا أعتقد أننا قمنا بالعمل الصائب فيما يتعلق بالمجاهدين. نحن قبلنا مجموعة كانت تتعرض للأذى والملاحقة. فيما يتعلق بسؤالكم حول الأمن والتهديدات نحن وقفنا في الجهة الصحيحة من التاريخ. نحن جزء من مجموعة الدول الأوروبية الأطلسية نتعرض بطرق متشابهة للتهديد. أنا أعتقد أن هذه الدول تعمل ضد التهديدات الإرهابية». (تلفزيون ويجن بلاس - 19 أبريل 2018). إن ما قام به نظام طهران من تحويل لمراكزه الدبلوماسية في الدول الأوروبية هو أمر أكدته المقاومة الإيرانية وأوضحته منذ قرابة أربعة عقود. فالنظام الإيراني هو عبارة عن نظام متخلف وغير قادر على حل وفصل مشاكل وقضايا واحتياجات الشعب الإيراني. لذلك أبقى على نفسه في السلطة من خلال تطبيق أشد أنواع القمع في الداخل والفوضى والمغامرات ونشر الحروب في خارج حدود إيران. قامت الفاشية الدينية للملالي مسبقا بتهيئة الأرضية المناسبة من إعداد العدة وأدوات وأعمال من أجل شرعنة أفعالها. إن الإقدام على الإرهاب والتدخل في دول المنطقة هو عمل قانوني ومبرر من وجهة نظر الملالي الحاكمين في إيران منذ عام 1979 واستمروا في اتباع نفس هذا الأسلوب على نفس المنحى والسياق. يعتبر دستور هذا النظام أن خلق الحكومة العالمية هو مهمته وهدفه، كما يعتبر ولي فقيه النظام نفسه بأنه قائد مسلمي العالم، لذلك يسمح باستخدام كل إمكانية من أجل الوصول إلى الأهداف التي تم تأسيسها في الدستور، ومن خلال إلقاء نظرة عامة على دستور نظام الملالي يتبين لنا هذا الموضوع بوضوح. تنص مقدمة دستور نظام ولاية الفقيه على أن هذا الدستور يشرح ويبين المؤسسات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمع الإيراني على أساس المبادئ والمعايير الإسلامية، التي تعكس إرادة الأمة الإسلامية. وبالنظر إلى محتوى الثورة الإسلامية في إيران، التي كانت حركة تهدف إلى نصرة جميع المستضعفين على المستكبرين، فإن الدستور يعدّ الظروف لاستمراريّة هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، وخصوصًا بالنسبة إلى توسيع العلاقات الدولية مع سائر الحركات الإسلاميّة والشعبيّة، حيث يسعى إلى بناء الأمة العالمية الواحدة ويعمل على مواصلة الجهود لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم. البند 16 من المادة الثالثة: تنظيم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين، والدعم الكامل لمستضعفي العالم. المادة الحادية عشرة: يعتبر المسلمون أمة واحدة، وعلى حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وأن تواصل سعيها من أجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي. نتيجة ذلك، فإن نظام ولاية الفقيه الملتزم بنفس هذا الدستور وبالاعتماد على نفس هذا الدستور قام بتنظير وشرعنة جميع جرائمه الداخلية والخارجية. إن الحقيقة المجربة والمُرة طوال 39 عاما الماضية التي كان فيها النظام على كرسي السلطة تخبرنا بأن الطريق الوحيد لمواجهة هذا النظام وتدخلاته وإرهابه المشرعن والمؤسس هو استخدام لسان الحسم أي نفس مطالب الشعب والمقاومة الإيرانية. الشعب الإيراني في مواجهة قمع هذا النظام في الداخل الإيراني يطالبون بإسقاط هذا النظام من خلال الثورة والانتفاضة والمظاهرات. المقاومة الإيرانية أيضا منذ سبع وثلاثين عاما جهزت نفسها لإسقاط هذا النظام ونقل السيادة إلى الشعب الإيراني. فيلبنت هذا العام بمشاركة مائة ألف إيراني ومئات السياسيين والبرلمانيين والشخصيات السياسية البارزة من القارات الخمس دعم وأيد هذه المقاومة باعتبارها بديلا قادرا وقويا بقيادة السيدة مريم رجوي، لذلك هذا الأمر يتطلب أن تعترف رسميا دول العالم، ولا سيمادول المنطقة وجوار إيران بالمقاومة الشرعية والمطالب المحقة للشعب المعترض، وأن تغلق أوكار الجاسوسية التابعة لنظام ولاية الفقيه وتطرد جواسيس هذا النظام من دولها، وتقبل الممثلين الحقيقيين للشعب الإيراني وترحب بهم على أراضيها.

مشاركة :