تنتظر الجامعات والمعاهد الخاصة كل عام وقت التقديمات ومكاتب التنسيق وهي تكون في الغالب عقب اعلان نتائج الثانوية العامة وبداية الاعلان عن التنسيق للمراحل المختلفة للجامعات , وذلك من أجل جمع أموال طائلة بغير حق من أولياء الامور الذين يعانون من كثرة الطلبات المادية للجامعات الخاصة والمعاهد العليا الخاصة البعيدة تماما عن رقابة وزارة التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات , بعدما صارت الجامعات الخاصة والمعاهد بمثابة دولة مستقلة داخل الدولة تمارس عملها ربما باستقلالية عن الوزارة والمجلس الاعلي للجامعات ولجنة القطاع بالوزارة وذلك تحت مسميات ما أنزل الله من سلطان , فتارة يسمونها "اختبارات قبول" وتارة "وضع الطالب في قوائم الانتظار" في كلية ما وتارة "رسوم مقابلات" وتارة اخري "فتح ملف " دون ان يكون من حق الطالب استرداد المبالغ التي دفعها في حالة عدم تمكنه من الالتحاق بالكلية المزعومة ! فتكون النتيجة جمع أموال طائلة بالملايين وربما بالمليارات قبيل ان يدخل او يلتحق الطلاب بالجامعة ويقيدون فيها قبل بداية الدراسة ! من خلال هذه السبوبة التي يخدع بها أصحاب الكيانات الخاصة والمعاهد الطلاب واولياء الامور الذين لا يجدون مفرا منهم سوي الرضوخ لمطالبهم المادية والدفع لهم دون ان يحصلون علي ايصالات بذلك وفي احيان اخري تجد الجامعات الخاصة تنخفض بدرجاتها عن النسبة المعلنة رسميا مقابل الحصول علي مقابل مادي من اوليات الامور خاصة في كليات القمة كالطب وطب اسنان والهندسة وغيرها من الكليات دون اعلان ذلك صراحة الامر الذي ينعكس علي مستوي خريجيها كل عام فيكون هؤلاء غير مؤهلين لسوق العمل لعدم توافر التدريب الكافي والاجهزة العملية والمعامل المجهزة في بعض هذه الجامعات والمعاهدللاسف الشديد فهناك بعض الجامعات الخاصة -وإن لم يكن معظمها- ربما يمارسون البلطجة علي أولياء الامور بفرض الاتاوات والمصروفات غير الحقيقية عليهم في مخالفة صريحة للمجلس الأعلي للجامعات عندما يتقدم الطلاب الحاصلون علي شهادة الثانوية إلي هذه الجامعات الخاصة فنجد هذه الجامعات تطالبهم بدفع مبلغ 1500 جنيه قيمة ما يسمي " الابليكيشن 1000 جنيه ومبلغ آخر 500 جنيه قيمة رسم امتحان الانجليزي" للالتحاق بالجامعة الخاصة مثل الجامعة الخاصة بالهضبة الوسطي بالمقطم علي سبيل المثال وفي مقابل انهم يعطوا المتقدم ايصالا بمبلغ 500 جنيه فقط وهو ما يعني قانونا أنه دفع 500 جنيه فقط وهذا النظام يطبق في معظم الكليات في الجامعات الخاصة الأمر الذي يعني انهم يجمعون ما يقارب 30 مليون جنيه سنويا من الهواء عند تقديم 20 ألف طالب فقط بمختلف الكليات جامعة واحدة فقط ! وهذا يحدث في غيبة من رقابة المجلس الأعلى للجامعات الذي ربما يكون مشاركا معهم من خلال بعض الموظفين معدومي الضمير وما أكثرهم في بلدنا ! وربما يتعمد أصحاب الجامعات فعل كل هذا من اجل ان ينعم اولادهم بالاقامة الدائمة أجنحة فاخرة في فنادق الخمس نجوم علي حساب أولياء الأمور.وهناك معاهد عليا تطبق نظام وضع الطلاب المتقدمين من دون التنسيق الجامعي في نظام "الويتنج ليست" او ما يسمي بقائمة الانتظار وهي أن يدفع المتقدم مبلغ 500 جنيه او 1000 جنيه مقابل ما يسمي بفتح ملف للطالب المستجد ثم يوقع الطالب بعدم أحقيته في استرداد المبلغ إذا لم يحالفه الحظ في التقديم في الجامعة او المعهد العالي الخاص كما في الكيانات الخاصة التعليمية بالمقطم و6 أكتوبر ! وهو ما يعني أن هذه الجامعات الخاصة والمعاهد العليا تقوم بـ "تقليب " أولياء الأمور والمواطنين دون وجه حق والشعب المصري يئن من غلاء المعيشة وصابر عليها حتي نحافظ علي بلدنا ونحصد ثمار وعوائد التنمية فيما بعد ولكن ما يفعله بعض ملاك الجامعات الخاصة يدمر ما تبنيه الدولة عبر تخريج أجيال لا تنال تعليما جيدا تمكنها من قيادة البلاد في المستقبلعلي أي حال فبالإضافة إلى الملايين التي يجمعها أصحاب الجامعات الخاصة والمعاهد العليا في هذه التوقيت فقط عند التقديم لخريجي الثانوية العامة والشهادات الاخرى كالدبلومات الفنية والشهادات المعادلة الأجنبية لهذه الكيانات وتجمع المليارات سنويا الا انه تحصد اضعاف هذه المبالغ من المصروفات العادية لكل ترم دراسي وهي بالمليارات أيضا لمختلف الجامعات الخاصة وكلياتها فمثلا مصاريف كلية الطب وصل الي 150 الف جنيه في احدي الجامعات الخاصة وهناك جامعات تحصل علي المصروفات بالاسترليني وأخرى باليورو وأخرى بالدولار وهي عملات تفوق الجنية المصري بـ 18 مرة الامر الذي حول معظم ممارسات الجامعات الخاصة والمعاهد العليا الي سبوبة سنوية تمارس من اجل حصد مال بشكل غير مشروع بينما الجهات المسؤلة لا تحرك ساكنا ولا مسافرا.
مشاركة :