عادت الشركات النفطية العالمية العملاقة الى الاستثمار في البحث والتنقيب عن النفط مرة اخرى، بعد ان توقفت مع انهيار اسعار النفط في نوفمبر 2014، وخفّضت استثماراتها لتركز على خفض تكاليف الانتاج والبحث عن استثمارات تحقق منها ارباحا سريعة في فترات أسرع بالاستثمار في النفط التقليدي. ومع ارتفاع سعر النفط ما فوق 70 دولارا للبرميل عادت الشركات النفطية الكبرى لتحقيق ارباح وتدفقات مالية مع خفض استثماراتها النفطية، مما ادى الى مطالبات حملة الأسهم بالضغط بزيادة مصاريفها الاستثمارية. والعودة الى صلب استراتيجيتها واهدافها في مجال الطاقة مع مستقبل واعد بقوة للنفط على المدى القصير والثقة بمواصلة البرميل قوته بسبب ضعف الموجودات وقلة الاستثمارات. وعادت شركة «بي. بي» البريطانية استثماراتها النفطية بعد سنوات من التراجع بسبب أكبر كارثة بيئية نفطية بالتنقيب في المياه العميقة في خليج المكسيك التي كلفتها نحو 66 مليار دولار من الخسائر، خصوصاً البيئية، التي كادت تضعفها.. لتعلن في الأسبوع الماضي عن استحواذها على ممتلكات شركة «بي. أج. بي» الأنغلو الأسترالية على حقول النفط والغاز الصخري في ولاية تكساس الأميركية بمبلغ 10.5 مليارات دولار لنحو 190 الف برميل من النفط المكافئ لتجعلها في مصاف الشركات العالمية المستثمرة في هذا المجال. ليصل اجمالي انتاج بي.بي الى أكثر من 500 الف برميل من النفط المكافئ في الولايات المتحدة الأميركية. والشركات النفطية العملاقة لم تستثمر في النفط الصخري الا بعد ان تأكدت من جدواها الاقتصادية والفنية واعطت وقتا كافيا للشركات النفطية المستقلة في الكشف والبحث عن النفط حتى استطاعت ان تحقق المستوى المطلوب من الانتاج والأداء الفني. لتبدأ بشراء والاستحواذ على أصول هذه الشركات تدريجيا لتتمكن منها بالكامل والاعتماد على شركات الخدمات النفطية الكبرى في تكملة ومواصلة التقنيات التي تملكها ولتستحوذ وتهيمن في النهاية على صناعة النفط والغاز الصخري.. والتركيز سيكون على القيمة المضافة على حساب الكم من الانتاج، مما ادى الى تراجع معدلات الانتاج للشركات العملاقة مثل إكسون موبيل وشل الهولندية الانكليزية. وهذا امر غير مقبول لدى ملاك الشركة وحملة الأسهم.. وهذا ما فعلته شركة «بي. بي» البريطانية وبأقل المخاطر. كامل عبدالله الحرميnaftikuwaiti@yahoo.com
مشاركة :