اتفاق لتقاسم الحكم في جنوب السودان ينعش آمال السلام

  • 8/7/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

جوبا- يرى محللون أن اتفاق تقاسم السلطة بين الفرقاء في جنوب السودان بعد جهود حثيثة ووساطات قادتها العديد من العواصم الأفريقية، مهدد بالانهيار في أي لحظة ما لم تتوفر إرادة حقيقية لدى الخصوم من أجل تتويجه باتفاقية سلام شاملة، حيث فشلت اتفاقيات سابقة وقعها الطرفان في بلوغ الهدف المنشود وانهارت حتى بعد ساعات قليلة على إعلانها. ووقعت حكومة جنوب السودان ومجموعات متمردة وأحزاب معارضة اتفاقا لتقاسم الحكم الأحد، في العاصمة السودانية الخرطوم بعد أسابيع من المفاوضات وسنوات من العنف في أحدث دولة في العالم. وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير في بيان متلفز إن الاتفاق سيشهد تشكيل حكومة انتقالية مع عودة زعيم المتمردين رياك مشار إلى منصبه كنائب للرئيس، حيث سيكون هناك 20 عضوا من جماعة كير في الحكومة الجديدة المؤلفة من 35 عضوا فيما ستحصل جماعة مشار ومجموعات معارضة أصغر على باقي المناصب. ويمهد التفاهم الطريق أمام التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يمنح فور توقيعه الطرفين ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة انتقالية تتولى السلطة لثلاث سنوات. وأبدت بعض جماعات المعارضة شكوكها في الاتفاق الجديد وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن به الكثير من النقائص ومنها “الافتقار الخطير للاتساق في ما يتعلق بتخصيص نسب تقاسم السلطة في كل مستويات الحكم”. ولم تصمد اتفاقات سابقة، وأحدثها كان في 2015، سوى لأشهر قبل أن يتجدد القتال، فيما أرجع كير ذلك لتدخلات خارجية، حيث توسط السودان ودول أخرى في شرق أفريقيا في إبرام اتفاقي السلام في 2015 و2018. ودخلت الدولة الأحدث عهدا في العالم التي نالت استقلالها العام 2011 في حرب أهلية منذ العام 2013 بعدما اتهم الرئيس سلفا كير خصمه ونائبه سابقا رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه، ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى، فيما نزح 4 ملايين من سكان البلد الذي يعد 12 مليون نسمة. وبينما اندلعت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار، ظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل في ما بينها ما يثير الشكوك بشأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب. ولتحقيق حد أدنى من النتائج، يفترض أن يتجاوز الرجلان اللذان طبعت المنافسة بينهما مصير جنوب السودان منذ استقلاله في 2011، غياب الثقة بينهما، لكن من غير المؤكد حسب محللين، أن يكون سلفا كير على استعداد لتقديم أي تنازلات لأن قواته على وشك التفوق عسكريا في مواجهة حركة تمرد تزداد تفككا.

مشاركة :