دبي : «الخليج» أكد محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، نائب رئيس مجلس الأمناء، العضو المنتدب لمؤسسة «دبي المستقبل»، أن صناعة المستقبل واستشرافه علم قائم بحد ذاته في دولة الإمارات، ومنهج يدرس في جامعاتها ومعاهدها، وله أكاديمياته، ومراكزه المتخصصة، وهذا العلم مبني على رؤية بعيدة المدى، بنيت عليها دولتنا، وترجمتها قيادتنا الرشيدة في مبادرات وتوجيهات هدفها الأساسي صناعة مستقبل أفضل لمجتمعاتنا، وأجيالنا القادمة.وأوضح القرقاوي، في مقدمة تقرير لمركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل، بعنوان «استشرافات مستقبلية»، أن هذا العلم هدفه رسم صورة واضحة لشكل المجتمعات الإنسانية بمجموعة من التصورات المستقبلية التي وضعها نخبة من أبرز الخبراء والمختصين في جميع القطاعات الحيوية التي تحظى بأولوية، وأهمية استراتيجية كبرى، استناداً إلى حقائق ومعطيات ومؤشرات واقعية ترتبط بما يشهده عالمنا من طفرة تكنولوجية جعلته على أبواب ثورة صناعية رابعة ستشكل قفزة نوعية في مسيرة التنمية للمجتمعات الإنسانية وتطورها.واكد أن «صناعة المستقبل ليست جهداً فردياً، بل هي عمل جماعي يتطلب أن تكون حكومات دولة العالم صاحبة المبادرة فيه، وأن تعمل على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص للعمل معاً في إرساء الأسس التي يمكن بها التحكم في اتجاهاته والتعامل مع متغيراته وتلبية احتياجاته».وقال «وفي دولة الإمارات أدركنا متغيرات الواقع ومتطلبات المستقبل، ومنها انطلقنا بالشراكة مع الشركات ورواد الأعمال نحو صناعة المستقبل ضمن منظومة ونهج حكومي نسعى من خلاله إلى تحقيق أهدافنا في التميز والريادة، وفي أن تكون دولتنا نموذجاً عالمياً يحتذى به في استشراف مستقبل أفضل للإنسانية، عبر العمل على دراسة التحديات ومعرفة الفرص لوضع الحلول والعمل على تطوير الابتكارات لنقدم عبرها مثالاً في طبيعة دور الحكومات الأساسي والمهم في صناعة مستقبل أفضل تتوافر فيه سبل السعادة والرفاهية لأجيالنا القادمة».وأضاف «يأتي إصدار تقرير استشرافات مستقبلية، ليكمل جهوداً بدأتها مؤسسة دبي للمستقبل جزءاً من دورها في العمل على تنفيذ أجندة دبي المستقبل، بالتعاون مع نخبة من العلماء والخبراء والمختصين من أرقى الجامعات والمعاهد العالمية، بهدف توسيع المدارك، وإثراء المعارف لدى أجيال وقادة المستقبل، وليكون حافزاً لإلهامهم وإطلاق قدراتهم على الابتكار والإبداع في رسم ملامح مستقبل أفضل لمنطقتنا، ويعزز من مكانة دولتنا مصدراً أساسيا لعلوم المستقبل وحلوله وأدواته المتعددة في مختلف المجالات». قطاع الصحة : الاستغناء عن المستشفيات وإبطاء عداد الشيخوخة يتناول تقرير «استشرافات مستقبلية» التوجّهات التقنية المتقدمة التي قد تؤثر في المدن في جميع أنحاء العالم، خلال العشرين، إلى الثلاثين عاماً المقبلة. ويولي التقرير اهتماماً خاصاً بمدى تأثير مثل هذه التقنيات في القطاعات السبعة المذكورة فيه، والمحددة في الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً في العالم.واستند التقرير إلى معلومات من خبراء عالميين، وتصريحات جهات تابعة لحكومة دبي، عن الدور الذي قد تؤديه الحكومات في دعم تقنيات المستقبل، وخلق بيئة اقتصادية وتشريعية ملائمة وداعمة للقطاع الخاص. وبالتالي، لا يعد التقرير مجرد استعراض للتوجهات التكنولوجية فحسب، بل يقدم دليلًا إرشادياً يمكن أن تستعين به الحكومات لفهم مثل هذه التقنيات.وبحسب التقرير، أظهرت الإحصاءات أن مرض السرطان يصيب نحو 15 مليون شخص سنوياً، ويتوفى نحو 20 مليوناً بسبب الأمراض القلبية والوعائية، ويمكن خفض هذه الأعداد كثيراً في المستقبل.وأوضح أهمية تسريع ودعم الأبحاث الطبية لتحقيق ذلك، بالتنبؤ بالأمراض قبل ظهور أعراضها بمساعدة تقنيات المستقبل الخاصة بمعالجة المعلومات الصحية، وتحليل الحمض النووي، الأمر الذي يغنينا عن الذهاب إلى المستشفيات، حيث ستتحول العيون البيونية، والأعضاء الاصطناعية والهياكل الروبوتية إلى «سايبورجات» ( خليط بين البيولوجيا والإلكترونيات)، وإذا بدأنا بتطوير هذه التقنيات اليوم فسيعيش البشر حياة أكثر صحة في المستقبل.وشمل التقرير أقساماً عدة، تضمنت الاستغناء عن المستشفيات، وإبطاء عداد الشيخوخة، كما عرض طريقة جديدة لمكافحة الأمراض، فضلاً عن قسم عن هيكل عظمي من نوع جديد، وقسم آخر عن التحول إلى سايبورج، وشارك في التقرير أربعة خبراء متخصصين في الإجابة عن أسئلة متعلقة بالأحداث العلمية في قطاع الصحة، وتأثيرها في الحياة في العشرين أو الثلاثين عاماً المقبلة التي لخصت في سلسلة من المقالات.كما بين أن تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتم تحليلها قادرة على الكشف عن السرطان بسرعة أعلى من الأطباء بثلاثين مرة، وبدقة تبلغ نسبتها 99%. وأن التقنيات ساعدت في إطالة متوسط عمر البشر بفضل الابتكارات الحديثة، مثل الروبوتات النانوية التي تحمي كل خلية من خلايا الجسم البشري. الاستغناء عن المستشفيات وذكر التقرير أنه وبفضل التقنيات واستخدام البيانات في تشخيص وعلاج الأمراض قبل ظهورها سيؤدي ذلك إلى الاستغناء عن المستشفيات، وربما الاستغناء عن الأطباء أيضاً في المستقبل. إبطاء الشيخوخة وتوقع التقرير أن أجيال المستقبل ستعيش أعماراً أطول من سابقتها، وباقتراب العلماء من إيقاف أسباب موت الخلايا، واكتشاف الوسائل التي تضمن لنا حياة أكثر صحة، فإننا قد نتمكن من منح البشر صحة أدوم في المستقبل، وأن البشر لا يرغبون في العيش أعماراً أطول تقدر ب200 أو 300 عام فقط، بل يتطلعون إلى حياة العيش بصحة، وتحسين جودة الحياة.وأوضح التقرير أن الحكومات تواجه تحديات في المستقبل تتضمن سهولة توفير خدمات الرعاية الصحية لجميع البشر، في سبيل تحسين جودة الحياة بشكل عادل للجميع، وحدد التقرير سبعة أهداف لمكافحة الشيخوخة بعلاجات افتراضية، منها هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة التي تعالج ظاهرة موت الخلايا المبرمج وضمور الأنسجة التي اكتشفت في خمسينات القرن العشرين، إضافة إلى دعم الأبحاث والتركيز على سن تشريعات لضمان سلامة استخدام تقنيات تعديل الجينات والخلايا الجذعية بمسؤولية وانضباط. هيكل من نوع جديد وذكر التقرير أن وكالة «ناسا» للفضاء تدرس في الوقت الحاضر كيفية تحسين كفاءة البشر بمعدات روبوتية، وتبحث شركات التصنيع عن تقنيات مشابهة لتحسين مستوى سلامة الموظفين لديها، وتطور المؤسسات الأمنية تقنيات تزيد من قوة أفرادها وسرعتهم.وتوقع أن يستفيد من تلك الهياكل رواد الفضاء والعمال في إنجاز مهماتهم كرفع المواد الثقيلة، ما يقي من إصابات العمل الخطرة والمكلفة، كما توقع التقرير تسخير تلك الهياكل في مجال الصحة والرعاية الصحية، حيث يمكن استخدامها فيه ويستفيد من تلك التقنيات الأشخاص المعاقون وتمكنهم من الحركة.وتوقع الخبراء أن تتطور صناعة الهياكل بحيث تكون أخف وذات مواصفات تتلاءم مع جسم الإنسان. التحول إلى سايبورج وتطرق التقرير إلى الأنظمة المتطور التي يمتلكها البشر حالياً وتضمنت ناظمات قلبية صناعية، ومساعدات للسمع، وغيرها، وتوقع أن يمتلك البشر عيوناً بيونية، وأعضاء صناعية، وأنسجة متجددة، ستساعد في دمج أحاسيس أجسام البشر والشفاء من الإصابة الخطرة التي كانت تتطلب جراحات كبيرة في الماضي. قطاع التعليم : الواقع الافتراضي عماد صفوف المستقبل قال التقرير أبرز التوجهات التقنية في قطاع التعليم إن ازدهار المدن في المستقبل يتطلب تلقي كل مواطن فيها تعليماً جيداً، خاصة شريحة الشباب المتنامية إذ يساعد تطوير التقنيات على توفير برامج تعليمية متخصصة للأفراد، وكافة نواحي التعليم خارج الصفوف الدراسية افتراضياً، كما تلوح في الأفق تطورات تقنية متقدمة مثل الاتصالات المباشرة بين أدمغة البشر والحواسيب إلى تطوير علوم البشر الوراثية، ووفقاً للتقرير فقد بلغ عدد مستخدمي كوديكاديمي 25 مليون مستخدم في يناير/ كانون الثاني 2016، كما يستعيض أكثر من 58 مليون طالب عن الحصص الدراسية بالدورات المجانية على«الإنترنت» وتشكل رواتب الموظفين 80% نفقات المؤسسة التعليمية، مشيراً إلى أن نحو 40 - 60% من الوظائف ستستبدل بها الأتمتة بحلول عام 2030سيصبح الواقع الافتراضي ضرورة في صفوف المستقبل لمنح الطلاب تعليماً عالي المستوى، ما يتطلب تشكيل شراكات قوية مع شركات القطاع الخاص التي تبتكر في مجال الواقع الافتراضي، ووصلها بالمؤسسات التعليمية لضمان تطبيق التقنيات بكفاءة، مع تأكيد أهمية معرفة احتياجات الطالب التعليمية للوصول إلى مزيد من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، وإجراء تغييرات على المناهج الدراسية أولاً بأول، وتهيئة نظم الذكاء الاصطناعي لاستبدال أساليب التقييم التقليدية.وأكد التقرير أن الكثير من الوظائف ستستبدل بها الأتمتة مستقبلاً، ويتطلب حل هذه المشكلة تعليم الطلاب مهارات لا تستطيع الأتمتة استبدالها مصممة خصيصاً لاحتياجات وظروف محددة، والى تعريض الطالب إلى ثقافات وأفكار أخرى وتحفيز التعلم المستمر المتمحور حول الفضول والإبداع وحل المشكلات، وحث تقرير التعليم على التأكد من عدم تحفظ الأشخاص على استخدام التقنية ومن وجود أشخاص مسؤولين عن ترويج هذه التقنيات الجديدة ضمن القطاعات المدرسية.تساعد تقنية الواقع الافتراضي الطلاب على تفحص أعضاء أي كائن حي من دون الحاجة للكتب، كما يفتح الواقع المعزز ومعه التقنية ثلاثية الأبعاد آفاقاً جديدة في التعلم عن بعد، ما يسمح للطلاب بالتفاعل، والاستفادة من أي معلم في أي مكان على الأرض في صفوف دراسية افتراضية، إذ تمر الصفوف الدراسية بتحول تدريجي، حيث كشفت الأبحاث الحديثة أن التعليم الموجه والتفاعلي فعال أكثر من مجرد الاستماع إلى محاضرة، أو قراءة المعلومات من كتاب مدرسي.وتنبأ التقرير بظهور معلمين من نوع جديد، مزودين بالذكاء الاصطناعي وأساليب تقييم متقدمة، وبرامج مخصصة تتيح وضع منهاج خاص لكل طالب، مشيراً إلى أن عدد الطلاب اليوم يفوق المعلمين بكثير، ونتيجة لذلك اعتمدت معظم المدارس مبدأ منهج واحد يناسب الجميع في التعليم، بحيث يدرس كل طالب المواد ذاتها، وبالوتيرة ذاتها في الصفوف الدراسية، ببساطة لا يوجد عدد كاف من المعلمين، لضمان أن يحصل كل طالب على منهاج مصمم خصيصاً لاحتياجاته، لكن خلال العشرين عاماً المستقبلة ستدعم وتقود ملايين الأنظمة الذكية عملية التعليم.في المستقبل قد تساعد البحوث العلمية في مجال التأثيرات فوق الجينية على تحسين القدرات التفكيرية لدى الطلاب، وسيساعد هذا التقدم على تحقيق مساواة أكثر بين الطلاب في طريقة التعلم، وتوقع أي مشكلة تعليمية قبل حدوثها، وأشار التقرير إلى تقدم بحوث علم المورثات إلى أكفأ المعززات التي تحدث عبر التغييرات البيئية والى المعززات التي تحسن التعلم. قطاع الفضاء : إعمار الكون والسفر إلى الفضاء بأسعار زهيدة في قطاع الفضاء، أكد التقرير أنه في المستقبل لن تقتصر مدن البشر على الأرض فقط، إذ يكشف التقدم التقني في قطاع الفضاء عن إمكانية إعمار الكون، وإنشاء مدن في كواكب أخرى، وستثمر هذه الجهود في العقود المقبلة، مع تقدم الصناعات والأبحاث إلى السفر للفضاء بأسعار زهيدة، مع ضمان سلامة وصول البشر إلى المدن الفضائية، ولتحقيق ذلك على الحكومات وضع الأسس والبيئة المناسبة لابتكار التقنيات ودعم توفير منصات إطلاق المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام، وتكنولوجيا التعدين في الكويكبات.وأظهر التقرير الكثير من المعلومات المهمة في هذا القطاع، منها تحتاج «نيوهورايزونز» أسرع مركبة فضائية أطلقت، إلى 78 ألف سنة للوصول إلى ألفا ستوري، كما أن كلفة إطلاق المرحلة الأولى للصاروخ اليوم تكلف 61 مليون دولار، وعدد الروبوتات الفضائية النشطة على المريخ اليوم اثنان، إضافة إلى أن عدد السياح الخاصين الذين سافروا إلى الفضاء حتى الآن سبعة، فضلاً عن أن أبعد مسافة قطعها البشر عن الأرض 400 ألف كم.واظهر التقرير أن عالم الغد سيشهد أن الوقت اللازم للوصول إلى «الفاسنتوري»، بمركبة بريكثرو ستارشوت 20 عاماً، كما سيكلف إطلاق المرحلة الأولى للصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام 48.3 مليون دولار، بافتراض أن نصف الوفورات ستمرر إلى الزبائن، وكلفة رحلة مستقبلية إلى الفضاء على «فيرجين جالاكتيك» 250 ألف دولار، فيما بلغ عدد الشركات والدول التي تخطط لإيصال البشر إلى سطح المريخ بحلول أربعينات القرن الحالي: 6 تشمل (ناسا والصين والإمارات وروسيا وسبيس اكس ومارس ون)، والمسافة التي سيقطعها البشر للوصول إلى المريخ 223 مليون كلم في المتوسط.وأظهر التقرير أنه على الجهات الحكومية أن تحدد المخاطر المحتملة من الإشعات والجاذبية المنخفضة والتهديدات المماثلة. قطاع النقل : سفر أسرع بالهايبرلوب وسيارات طائرة تناول التقرير التطورات العلمية الكبيرة في قطاع النقل، حيث يسبب الازدحام المروري حالياً خسائر تقدر بالمليارات، وينتج كميات ضخمة من الغازات العادمة الناتجة عن الوقود الاحفوري، ونتيجة لتزايد أعداد السكان، ستحتاج المدن لحلول أكثر كفاءة واستدامة لنقل البضائع والبشر، وستجعل الوسائل الجديدة مثل الهايبرلوب، والسيارات الطائرة، والمركبات ذاتية القيادة، السفر أسرع وأسهل.ويستشرف التقرير تجربة حكومة دبي في النقل، حيث أظهر أنه «تسعى حكومة دبي من خلال مركبة ايهانج 184 إلى إطلاق خدمات التاكسي الجوي ذاتي القيادة الذي يعمل بالطاقة الكهربائية بحلول عام 2030»، إذا تم تبني استخدام السيارات الكهربائية فسيقلل قطاع الكهرباء من انبعاث الغازات الدفيئة بنحو 1700 مليون طن بحلول العام 2050 مقارنة بمستويات الانبعاث في العام 2015 ما يعادل انخفاض الانبعاث بنسبة 70%.وسيستغرق السفر من سان فرانسيسكو إلى لوس أنجلوس نحو 30 دقيقة من خلال نظام هايبرلوب عالي السرعة.ويقول التقرير إن العقود القادمة سوف تشهد تطويراً للشبكات الكهربائية في المدن لتستوعب استخدام المركبات الكهربائية، وتشهد الشوارع انتشار نوعية جديدة من المركبات، ما يعني تطوير بنية تحتية جديدة في مجال الطاقة. إلى جانب ذلك، ولاكتمال المنظومة لن تكون طرق المستقبل مجرد أرصفة بسيطة، إذ ستسمح أجهزة استشعار ذكية بقياس دقيق لحجم حركة المرور، وستجعل تقنيات الرصف المتكيف الحفر شيئاً من الماضي، وستهيأ المساحات غير المستخدمة من الرصيف لتوليد الطاقة. قطاع المياه : بذر السحب لتكوين الأمطار فيما يخص قطاع المياه أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن تزيد نسبة الطلب العالمي على المياه، بمقدار 40% على نسبة العرض بحلول عام 2030، ويتعذر في بعض المناطق اليوم الحصول على مياه لري المحاصيل، فضلاً عن مياه الشرب، وما يزيد الأمر تعقيداً هو الإدارة غير السليمة للموارد المائية، التي أدت إلى تلويثها وإهدارها، ولذا سيتطلب من الحكومات زيادة جهودها لتحلية وتنقية الموارد المائية المتوفرة لديها وكذلك على تسريع دراسات وبحوث تعديل الطقس، وترشيد استهلاك المياه لتمهيد السبيل إلى الأمن المائي العالمي.ويشير التقرير إلى أنه لبناء مستقبل يجب توفير حلول مستدامة وفعالة لمساعدة المناطق التي نهشها الجفاف.وذكر أنه رغم تغطية المياه 70% من سطح كوكب الأرض، لا يصلح منه للشرب إلا قدر قليل فمعظمه مالح يملأ المحيطات، إلا أن ذلك في تغيير مستمر بسبب تقنيات التحلية المبتكرة التي تمكن البشر من الاستفادة من كامل مياه الأرض للشرب بتكلفة منخفضة.وفي المستقبل ستعتمد المدن الساحلية، وحتى بعض المدن الداخلية البعيدة عن الساحل على تحلية المياه، لتمد سكانها بمياه الشرب، ولاسيما بعد استنفاد مصادر المياه الأخرى، ومعلوم أن تقنيات التحلية الحالية مكلفة وتستهلك طاقة عالية، لكن بالاستثمار في تقنيات ومواد تحلية جديدة واستخدام حلول الطاقة المتجددة سيسع البشر خفض هذه التكلفة.ومن تقنيات المستقبل الواعدة، بذر السحب لكونها تحفز تكون المطر بتكوين بذور من مركبات كيميائية كيوديد الفضة، ليشكل بخار الماء من حولها بلورات تتحول لاحقاً إلى مطر، لكن مشكلة هذه التقنية هي تعذر قياس مدى التأثير البشري في نظم الطقس واسعة النطاق قياسياً مباشراً، ولذا فليس بين العلماء إجماع على فعالية بذر السحب. الطاقة المتجددة : شوارع تستشعر المشاة ومصانع للكربون يرى الخبراء، وفقاً للتقرير، أن أكثر من 90% من الغاز الطبيعي يلبي من احتياجات الإمارات الطاقة النظيفة، كما انه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يتسبب التعرض المطول لتلوث الهواء بوقوع أكثر من ثلاثة ملايين وفاة سنوياً.واستشهد التقرير باستراتيجية دبي للطاقة 2050 التي تستهدف إلى توفير نسبة 7% من طاقة مدينة دبي اعتماداً على الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و 25% بحلول عام 2030، و 75% بحلول عام 2050.وتكمن الخطوة الأولى نحو الاستفادة المثلي من الطاقة في مراجعة حسابات الطاقة في المباني القديمة وإدماج تقنيات الطاقة المتجددة فيها قدر الإمكان، إذ ستمهد التحسينات المتزايدة في البنى التحتية الطريق أمام المدن لإحداث تغيرات اشمل في تقنيات الطاقة مستقبلاً.وفي المستقبل يعتمد تخفيض انبعاثات الكربون على تشجيع المؤسسات التجارية على التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.وفي مدن المستقبل نتحكم بكل الأجهزة اعتماداً على الطاقة المتجددة، ونحقق كفاءة عالية في الاستخدام، فكل شارع يستشعر أنك تسير عليه، ولن تنير طريقك أعمدة إلا إذا مشيت بالقرب منها».ويقول التقرير انه في غضون العقود الثلاثة المقبلة سوف يتسنى للفرد استغلال التقنية القابلة للارتداء بإنتاج معاطف مزودة بألواح شمسية تساعد في توليد الكهرباء من جسده وحركاته، فلا يكون هناك خوف من نفاد الطاقة من الأجهزة المحمولة.وذكر أن هذا العام سيشهد إطلاق أول مصنع تجاري لالتقاط الكربون من الغلاف الجوي بالقرب من زيوريخ بسويسرا، ويعمل على سحب وضغط ثاني أوكسيد الكربون، وتعتزم شركة «كلايموركس» السويسرية مطورة المشروع التقاط 15 من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة في جميع أنحاء العالم بحلول العام 2025. قطاع التقنية : العالم عبر عدسات النظارات ستساعد التطورات التقنية على تلبية حاجات البشر في المستقبل، إذ ستتيح تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد إمكانية طباعة المنازل، والمنشآت التجارية، وحتى البضائع الاستهلاكية خلال زمن قياسي، وسيغير الذكاء الاصطناعي من طريقة العمل الروتينية إذ ستتولى الحواسيب الذكية وظائف عدة مثل التحليل، والمحاسبة، كما ستغير تقنية التعاملات الرقمية «بلوكتشين» طريقة عمل قطاعات حيوية مثل القطاع المالي والحكومي، وستساعد تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في الهندسة المعمارية والتعليم والترفيه، وبذلك سنستهل عالماً رقمياً جديداً.ونقل التقرير، بحسب التصريحات الحكومية لحكومة دبي أنه بحلول عام 2030 ستكون 25% من مباني مدينة دبي مطبوعة بالتقنية الثلاثية، كما يتوقع الخبراء أن تبلغ قيمة عملة البتكوين نصف مليون دولار بحلول عام 2030.ويقول التقرير إن تقنيات «البلوكتشين» ستسهل تبادل الأموال (البيع والشراء) ومشاركة المعلومات، ولجعل هذا الأمر ممكناً على الحكومات تعريف عامة الشعب بمزايا تلك التقنيات وتوفير الوصول للإنترنت للجميع والمبادرة بحماية الشركات والاقتصاد من نتائج هذه التطورات.بدأت تقنيات التعاملات الرقمية «البلوكتشين» بقيادة حلول الخدمات البنكية حيث تسمح التقنية بمعالجة كميات كبيرة من المعاملات المالية وإتمامها بإتقان وأمان وسرية كاملة، وفي الوقت نفسه ستسمح التكنولوجيا بإيجاد عالم أكثر ديمقراطية ومجتمع أكثر مساواة.في المستقل سنرى العالم بأكمله عبر عدسات النظارات، فإضافة إلى استخدامات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في مجالات الألعاب والترفيه، سيبني الجيل القادم من هذه التقنيات عوالم تتكيف مع حاجاته فتتيح الاطلاع على الأخبار العاجلة من ارض الحدث، وتعلم مهارات جديدة من معلم يسكن في الجانب الآخر للكرة الأرضية.وقال إن 1.4 مليون عدد الروبوتات الصناعية المتوقع تشغيلها في المصانع بحلول العام 2019.
مشاركة :