المستهلك يدفع الثمن

  • 8/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلوم 4879 حساباً لبيع البضائع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذا ليس رقماً إحصائياً للمواقع أو الصفحات التي تحولت إلى سوق تجاري تنشط فيه الحركة ربما أكثر بكثير من المحال التجارية المنتشرة في كل مكان، إنما هو فقط عدد الحسابات التي تم إغلاقها خلال النصف الأول من هذا العام في دبي، لأنها تروّج لبضائع مقلّدة باعتبارها أصلية.الكل معرض للوقوع في الفخ ولا يكتشف أن البضائع مزورة إلا لاحقاً. ولعل العطور تفضح التزوير أكثر من غيرها، فهي تعبق بالروائح في البداية، ثم تتبخر سريعاً ولا يبقى سوى الرذاذ، ولا نبالغ حين نقول «الكل»، فحسب «اقتصادية دبي»، بلغ عدد المتابعين لتلك المواقع أكثر من 33,5 مليون متابع، وهو أمر طبيعي إذ تحولت تلك المواقع إلى سوق مفتوح للبيع والشراء والترويج لمختلف أنواع الأعمال والبضائع. كم رسالة تتلقى في اليوم الواحد، سواء عبر الواتس أب أو فيسبوك أو إنستجرام أو غيرها.. تغريك لشراء البضائع خصوصاً الحقائب والنظارات وأدوات الماكياج والعطور والإكسسوارات المتنوعة؟ يحيطون بك من كل اتجاه، والأسعار مغرية جداً، والأكثر جذباً للزبائن هو الترويج للبضائع التي تحمل أسماء ماركات معروفة، فيحسب المستهلك أنه وجد فرصته لشرائها بأسعار مخفضة والمجال مفتوح أمامه «للتوفير». وبعد الدفع والاستلام يكتشف أن البضاعة مقلّدة والنسخة متطابقة جداً إلى حد العجز عن التمييز بين الأصلي والمزوَّر. الفيصل يكون عند الاستلام أو الاستخدام، حيث يتلف المنتَج سريعاً، أياً كان نوعه، والمستهلك يدفع الثمن. ليس سهلاً إحصاء المواقع والصفحات التجارية، وفي المقابل ليس سهلاً على المستهلك أن يميز بين ما هو أصلي وما هو تقليد في وقت صار التزييف تجارة قائمة في حد ذاتها ومنتشرة في كل مكان في العالم، والتعامل بين البائع والمشتري يتم بشكل مباشر وأحياناً بعيداً عن أعين الرقابة الاقتصادية وحماية المستهلك. والمعروف أن البيع «أونلاين» أثّر بشكل واضح في المحال التجارية، وخضعت له ولقوانينه أشهر الماركات العالمية.وطالما ننعم بوجود الرقابة والعين الساهرة لحماية المستهلك في الإمارات، التي تحذر باستمرار من الوقوع في فخ «النصب» والاحتيال والتزوير بمختلف أشكاله وأنواعه، الذي يصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نتمنى من تلك الجهات المعنية أن تنشر لوائح بأسماء المواقع والحسابات التي تروّج البضائع المقلّدة، أو بالعكس تنشر تلك الموثوق بها والمرخصة، لمزيد من حماية المستهلك وتوعيته. المغريات كثيرة والمعلنون يطاردون المستهلكين على عدد الثواني، والتمييز بين الأصلي والمغشوش صعب بل أحياناً مستحيل لغير الخبراء. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :