جيفري فاولر خبر غريب أعلنت عنه فيسبوك مؤخراً، أنها ستخبرك كم تستغرق من الوقت في تصفح حسابك، بل إنها ستخبرك إذا ما وصلت إلى حد معين تعتبره مضيعة للوقت. وستدشن فيسبوك وإنستجرام ميزة جديدة على تطبيقاتهما في الهواتف، أطلق عليها اسم «الوقت ونشاط المستخدم»، وعند قيام المستخدم بالضغط على الخاصية، ستظهر لوحة تشير إلى الوقت المستغرق خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى أنها ستتيح ميزة ضبط سقف محدد للوقت المستغرق على التطبيقين. يبدو هذا الأمر مثل كمية السعرات الحرارية التي تستهلكها، والتي تظهر في بعض قوائم الطعام الشهيرة. وبما أنني مدمن على موقع التواصل «إنستجرام»، فإنني بالطبع سأرحب بأي حل يمكنني من التغلب على هذا الإدمان، وأعتقد أن هذه الخاصية الجديدة واحدة من أهم المميزات التي أطلقتها فيسبوك حتى الآن، خاصة في ظل تزايد السخط على المنصة الاجتماعية واتهامها بهدر الوقت والتسبب في الكآبة والأمراض النفسية للبعض.الكثير من الناس أبدوا قلقهم من الأضرار التي يمكن أن تنتج عن هذا الأمر، خصوصاً أن سؤالاً مهماً يدور في خلد الكثير من الناس، هل فيسبوك ملتزمة حقاً بأن تقوم بتوفير خاصية تدعم تقليل الوقت الذي يستغرقه المستخدم على حسابه؟ مارك زوكربيرج قال قبل فترة إن المنصة مهتمة جداً بهذا الأمر، ولكن في المقابل، فإنه كلما استغرق المستخدم وقتا أطول، فإن فيسبوك تحقق ربحا أكبر، فهل يمكن تصديق أن هذه الخطوة فعلا تصب في صالح تقليل الوقت؟ أم أن هنالك أسباباً خفية لا نعرفها؟ هذه الخاصية الجديدة تشبه في طبيعتها ما تمتلكه كل من جوجل وأبل، التي سيتم إطلاقها نهاية العام الجاري، إذ سيقوم نظاما التشغيل بتوفير بيانات الوقت المستغرق على جميع التطبيقات الموجودة على الهاتف الذكي.أعتقد أن الافتراض الذي يشير إلى أن هذه الخواص الجديدة تعكس الجهود التي يبذلها عمالقة التكنولوجيا ستقود إلى تغير سلوك الناس إيجابا، أمر صحيح نسبيا، حيث سيكون في مقدور المستخدمين التحكم في الوقت المستغرق، وتمكينهم من اتخاذ القرارات بشكل مستقل تماما عن المغريات التي تقدمها تلك التطبيقات والبرامج. ماذا إذاً عن الأشخاص المدمنين جداً على تلك التطبيقات؟ أعتقد أن هذه الخواص الجديدة سوف تساعد الكثير منهم على التخفيف من حدة إدمانهم على تلك التطبيقات، ولكن لا بد لفيسبوك من إيجاد حلول أكثر فاعلية لهذه الفئة، وتخصيص جزء من إمكانياتها الكبيرة لهم، لكي تستعيد على الأقل بعضاً من سمعتها النظيفة التي فقدتها بسبب الفضائح التي تورطت فيها مؤخراً. واشنطن بوست