متاحف جدة .. شواهد الماضي تقاوم الزحف المعماري

  • 12/21/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعد المتاحف العامة والخاصة في محافظة جدة، سجلا زاخرا بشواهد الماضي التي تحتضنها إيقاعات العصر المتطور، وتتحدث عنها لغة الحاضر العريق, حيث تقف منطقة جدة التاريخية شامخة في مقدمة المتاحف المفتوحة، على الرغم من الزحف المعماري الذي اجتاحها بغزارة ما تخفيه من أبنية تراثية قديمة وأساليب الحياة البسيطة، إلى جانب المواقع التاريخية من مساجد أثرية، وأسواق شعبية يرتادها أهالي العروس وزوارها؛ ليستمتعوا بعراقة العادات القديمة. ويتابع أجيال اليوم ما تسجله المتاحف من محاكاة واضحة لما كان عليه "رتم" حياة الآباء والأجداد، لتشد أبناء المجتمع بما تقدمه من مقتنيات أثرية، وأزياء، ومعروضات، وأكلات شعبية؛ حيث يعد الكورنيش الشمالي والأوسط متحفا ساحليا مفتوحا، والميادين العامة لما تحويه من مجسمات جمالية تزيد على 360 مجسما تظهر قوة الإبداع الفني الراقي، ومدى ارتفاع الحس الهندسي بجهود أمانة محافظة جدة للتعريف بالفن المعاصر بمختلف مدارسه، من خلال إقامة متنزهات للترفيه وممشى لكل الفئات، تندمج فيه التحف الفنية المعاصرة بطريقة تثقيفية مع فضاءات الترويح ولعب الأطفال والشباب. فضاءات للترويح ولعب الأطفال والشباب في ساحات المتاحف. ووفقا لتقرير بثته وكالة الأنباء السعودية، فقد تصنف المعروضات بهذا المتحف المفتوح إلى ثلاث مجموعات رئيسة: الفن الشعبي أو الفن البنيوي، والفن العضوي، والفن التعبيري, في حين يعد متحف قصر خزام أهم المتاحف ضمن قصر الملك عبد العزيز الذي يعبر عن الجمال المعماري الجديد كأول مبنى شيد بالأسمنت المسلح قبل 85 عامًا، حيث قضى به الملك عبد العزيز - رحمه الله - جانبًا من حياته العملية، واستخدمه ديوانًا يستقبل فيه ضيوف الدولة وكبار المسؤولين وعامة الشعب, ويعتبر تراثا معماريا لمباني جدة في فترة مبكرة من التطوير العمراني والفني المرتبط بالقواعد السياسية والتنظيمية للدولة. وقد شهد القصر توقيع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة العربية السعودية وشركة ستاندر أويل أوف كاليفورنيا عام 1352هـ واتفاقيات إقامة علاقات بين المملكة وعديد من الدول، ويوجد فيه مكتب ومجلس ومصلى الملك عبد العزيز - رحمه الله -, كما استخدمه الملك سعود بعد وفاة المؤسس مكاتب إدارية حتى عام 1384هـ؛ حيث ضم بعد ذلك إلى قصر الضيافة. نظرًا لأهمية القصر التاريخية تم تسليمه إلى وكالة الآثار والمتاحف، ورممت مقدمته مع الاهتمام بمراعاة المحافظة على طابع المبنى المعماري المتميز؛ حيث يزوره أكثر من 200 ألف زائر سنويا من ضيوف الدولة والسفراء والوفود الرسمية وطلاب المدارس والمواطنون والمقيمون. أساليب حياة الآباء والأجداد البسيطة في ثنايا كل متحف. ويحتوي القصر على بعض المقتنيات الشخصية للملك عبد العزيز والملك سعود - رحمهما الله -، وبعض صور آثار المملكة وآثار عصر ما قبل التاريخ إلى العصر الحجري، ومعروضات من فجر الإسلام، والعصور الإسلامية المتأخرة، ومعروضات عن مدينة جدة قديما وحديثاً، ومقتنيات التراث الشعبي، وعديد من الصور التاريخية لملوك المملكة مع رؤساء الدول والوفود الرسمية، وصور المراسلات والوثائق والعملات الورقية والمعدنية التي صكت في عهد المؤسس الملك عبد العزيز وابنه الملك سعود.

مشاركة :