هل سيؤدي كأس العالم إلى موسم غير متوقع في الدوري الإنجليزي الممتاز؟

  • 8/7/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لن يمر وقت طويل قبل أن نعود للحديث مجدداً عن الفرق التي تواجه المشكلات والمصاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز من أسبوع إلى آخر، لكن في الوقت الحالي يبدو أن كأس العالم 2018 بروسيا ستلقي بظلالها على الدوري الإنجليزي الممتاز، والدليل على ذلك أننا لم نرَ حتى الآن نشاطاً ملحوظاً في فترة الانتقالات الصيفية رغم أنه يتبقى أقل من أسبوع على انتهائها، ولا يزال بعض اللاعبين في العطلات التي حصلوا عليها بعد انتهاء مشاركتهم في المونديال، ويبدو أن الوقت لم يكن كافياً لكي تستقر الأمور بالنسبة لكل فريق من الفرق المشاركة في الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز. ويعني ذلك، من الناحية النظرية، أنه سيكون من الصعب التنبؤ بهوية الفريق الذي سيفوز باللقب، على الأقل في بداية الموسم. وفي حين أنه سيكون من الخطأ أن نقول إن الموسم الذي يعقب كأس العالم عادة ما يشهد فائزاً غير محتمل بلقب البطولة، فإن الشيء المؤكد هو أن فارق النقاط بين الفريق الذي يفوز باللقب والفريق الذي يليه دائماً ما يكون أقل في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم التالي لإقامة بطولة كأس العالم. ومنذ فوز مانشستر يونايتد بدرع الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1998/ 1999 لم يتمكن أي فريق من الفرق الفائزة باللقب في الموسم التالي لإقامة بطولة كأس العالم من الحصول على عدد من النقاط أكبر من متوسط عدد النقاط التي حصل عليها البطل خلال المواسم الثلاثة السابقة لإقامة المونديال - وكان ذلك قبل أن يمتلك كل فريق من فرق الدوري الإنجليزي الممتاز 6 لاعبين في المتوسط من لاعبيه يشاركون مع منتخبات بلادهم في كأس العالم. لكن هذا الأمر لا ينطبق على نادي مانشستر سيتي. ولا يقتصر الأمر على كسر كل الأرقام القياسية الممكنة في طريق الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، لكن الأمر امتد إلى درجة أن الفريق كان يقدم مستويات مختلفة عن جميع فرق المسابقة بدءاً من منتصف الموسم الماضي. ومن الواضح أن مانشستر سيتي لديه الأموال اللازمة لكي يشتري اللاعبين الذين يريدهم إذا احتاج إلى ذلك، وقد كانت محاولات النادي لشراء جورجينيو بمثابة إشارة إلى أن المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا يرى أن خط وسط الفريق قد يعاني من عجز محتمل مع توالي المباريات - لكن مانشستر سيتي في موقع يحسد عليه فيما يتعلق بوجود فريق متوازن ما زالت لديه القدرة على التطور والنمو بمرور الوقت. صحيح أن هناك كثيراً من علامات الاستفهام فيما يتعلق بأداء الخط الدفاعي للفريق أمام الفرق الكبرى، لكن تعرض الفريق للخسارة أمام ليفربول مرتين الموسم الماضي لا يعني أن الفرق الأخرى ستكون قادرة على إلحاق الهزيمة به، والدليل على ذلك أن نادي توتنهام هوتسبير حاول الضغط على مانشستر سيتي واستغلال الأخطاء الدفاعية، لكن الأمر انتهى بخسارته في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بـ7 أهداف مقابل هدفين. ويبدو أن التهديد الأكبر الذي يواجهه مانشستر سيتي هو ما تحدث عنه غوارديولا نفسه في أول موسم له مع الفريق عندما أشار إلى أن النادي «يفتقر إلى التاريخ». ولم ينجح مانشستر سيتي من قبل في الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى أنه هبط لدوري الدرجة الأولى في الموسم التالي لتتويجه باللقب في موسم 1937/ 1938! وحتى في الآونة الأخيرة، عندما يحصل الفريق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز فإنه يواجه صعوبات في الموسم التالي ويفشل في الحفاظ على اللقب. ومن الصعب أن نرى مديراً فنياً بخبرة غوارديولا يسمح بحدوث ذلك الأمر مرة أخرى، كما أن الفريق يضم كوكبة من النجوم والعناصر القادرة على تعويض غياب أي لاعب عن الفريق بسبب الإرهاق نتيجة المشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم، وخصوصاً بعد تعاقد النادي مع النجم الجزائري رياض محرز. صحيح أن غوارديولا لن يجد المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي بسهولة المنافسة نفسها على لقب الدوري الألماني في آخر موسمين له مع بايرن ميونيخ، عندما حصل على «البوندزليغا» بسهولة كبيرة، لكن غوارديولا يدرك الآن جيداً أنه سيتم تقييمه بناء على نتائج فريقه في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. أما بالنسبة للأندية التي ستكون قادرة على منافسة مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، فقد يكون المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو هو أفضل من يتحدث عن ذلك الأمر، لأنه بعد إخفاقه في إقناع مجلس إدارة ناديه بالتعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم قد قارن بين موقف ناديه وبين نادي ليفربول، الذي ضم حارس مرمى المنتخب البرازيلي أليسون ليعالج بذلك أكبر نقطة ضعف كان يعاني منها، كما دعم صفوفه بكل من فابينيو ونابي كيتا وشيردان شاكيري، وهم اللاعبون الذين سيشكلون إضافة كبيرة للغاية لفريق لم يكن لديه كثير من الخيارات بنهاية الموسم الماضي. ويعد المدير الفني الألماني يورغن كلوب هو المدير الفني الوحيد في العالم الذي يتفوق على غوارديولا في المواجهات المباشرة. وفي حين أنه سيكون من السخف أن نقول إن ليفربول لديه فريق بقوة مانشستر سيتي، فإن «الحمر» ما زال بإمكانهم المنافسة على اللقب. ويرى مورينيو من الآن أن فريقه سيقاتل فقط من أجل احتلال المركز الثاني خلف مانشستر سيتي. وقد حاول المدير الفني البرتغالي أن يصور حصول فريقه على المركز الثاني الموسم الماضي على أنه انتصار، لكن مورينيو يتعرض الآن لانتقادات أكبر من ذي قبل، خصوصاً في ظل ظهور اثنين من لاعبي فريقه، وهما روميلو لوكاكو وبول بوغبا بشكل أفضل كثيراً في كأس العالم، وهو ما يشير إلى أن مورينيو لم ينجح في مساعدتهما على تقديم أفضل ما لديهما مع مانشستر يونايتد. أما بالنسبة لنادي توتنهام هوتسبير، فلا يمكن تقييم أداء النادي من حيث التعاقدات الجديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لأن النادي عودنا دائماً على إبرام الصفقات في اللحظات الأخيرة. لكن في ظل عدم التعاقد حتى الآن مع لاعبين من العيار الثقيل، وبالنظر إلى حقيقة أن عدد الدقائق التي لعبها لاعبو توتنهام في كأس العالم كانت أكثر من عدد الدقائق التي لعبها لاعبو أي فريق آخر من الدوري الإنجليزي الممتاز في كأس العالم، وفي ظل انتقال الفريق للعب في ملعب جديد، فسيكون من الصعب للغاية أن يحقق الفريق نتائج أفضل من التي حققها الموسم الماضي. أما تشيلسي فقد وضع حداً للمشكلات الإدارية التي كان يعاني منها وأقال أنطونيو كونتي وحرمنا من رؤية كونتي وماوريسيو ساري وهما يوجدان جنباً إلى جنب في المنطقة الفنية نفسها لتوجيه لاعبيهما! ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان آرسنال سيصبح جزءاً من الحديث عن المنافسة على اللقب أم لا. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة الآن هو: هل تعاقد آرسنال مع المدير الفني الإسباني أوناي إيمري المتخصص في الفوز بلقب الدوري الأوروبي، لأن آرسنال أصبح يرى نفسه على أنه نادٍ ينافس على بطولة الدوري الأوروبي، أم أن إيمري سيكون قادراً على تطوير الفريق إلى مستوى أعلى ويجعله قادراً على المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ وتجب الإشارة إلى أن النادي أنفق بشكل مثير للاهتمام فيما يتعلق بتدعيم صفوف الفريق في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وهو ما يعد شيئاً جيداً للنادي في نهاية المطاف، لكن من المرجح أن يكون هدف الفريق هو إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا بعد ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق. وبناء على كل ذلك، فإن مانشستر سيتي هو الأوفر حظاً للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، لكن هناك شعوراً بأن كأس العالم سوف تكون لها تداعيات كبيرة على الموسم الجديد، وهو ما يمكن أن يكون بمثابة فرصة للفرق الأخرى للمنافسة على اللقب.

مشاركة :