وصف عصماوي زين تجربته التي استغرقت عامين في كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز، بعد أن رشح للعمل الأكاديمي فيها بدءا من 1985م، بـ«الفريدة والثرية والمميزة» له وللجامعة وللطلاب السعوديين، مشيرا إلى أنه اكتسب خلالها الكثير من الخبرات، خصوصا أن العمل كان مع نخبة من الأساتذة في العمارة والتخطيط من مختلف الدول العربية والإسلامية الذين تم التعاقد معهم انطلاقا ــ في ذلك الوقت ــ من توجه ورؤية عميد الكلية من أجل تعليم متنوع وتأسيس بنية تحتية صلبة يقف عليها الطلاب السعوديون. وذكر أنه حظي بكثير من الاحترام من مختلف الأساتذة العرب وغير العرب؛ لالتزامه بالمهنية في التدريس ولخلفيته العلمية والتعليمية التي جعلته مرجعا للكثير من الاستشارات الهندسية. لم يجد عصماوي صعوبة في التواصل بينه وبين طلابه السعوديين وغيرهم من الذين كانوا يدرسون في جامعة الملك عبدالعزيز، حيث كانوا متمكنين في اللغة الإنجليزية كتابة ونطقا، مؤكدا أن طلابه في جامعة الملك عبدالعزيز كانوا أذكياء جدا، وأن اختيارهم في ذلك القسم تم بعناية خاصة، معربا عن اعتزازه بأن طلابه السعوديين اليوم يتبوأون مناصب مرموقة، إما في كليات العمارة والتخطيط في جامعات المملكة أو ريادة الأعمال، لافتا إلى أن تواصله معهم لم ينقطع. ورشح عصماوي في أكتوبر عام 2008 للمشاركة في رسم ملامح ورؤية توسعة الحرم المكي الشريف، لافتا إلى أنه كان ضمن لجنة مكونة من أشهر وأكفا مهندسي العمارة والتخطيط من 13 دولة، منها: السعودية، ماليزيا، مصر، الأردن، اليابان، ألمانيا، فرنسا، سويسرا، إنجلترا، الهند، وجنوب أفريقيا لمدة ثلاثة أعوام، برعاية وإشراف وزارة التعليم العالي. وبين أنه عاد من هذه التجربة إلى ماليزيا محملا بالكثير من الثقة والمعرفة وسفيرا معماريا شارك في رسم ملامح للتوسعة التاريخية المباركة للحرمين الشريفين، ما جعل الجمعيات المهنية المختصة في العمارة والتخطيط تدعوه لإلقاء المحاضرات والمشاركة بالمؤتمر عن تجربته تلك، موضحا أنه عاد ليسهم في الرؤية التي وضعت لتذليل كل الصعاب والمعوقات على الحجاج والمعتمرين والزائرين وقاصدي مكة المكرمة. وذكر عصماوي بأنه التقى العديد من الطلاب السعوديين المبتعثين في ماليزيا الذين عكسوا نماذج مشرفة عن المملكة، ودعاهم لأن يعودوا إلى وطنهم بمعرفة متنوعة مختلفة عن التعليم في الغرب، مؤكدا أن ماليزيا دولة إسلامية رائدة في التعليم لها هدف ورؤية ورسالة عظيمة تشارك فيها الأمة الإسلامية للنهوض بالعلم والريادة البحثية. وكان عصماوي صعد عام 1978 إلى منصة التكريم كأول خريج ملاوي من كلية العمارة والتخطيط بجامعة التكنولوجيا الماليزية، وما إن حصل على وثيقة التخرج بتفوق حتى رشح للعمل في الجامعة كمساعد محاضر، وما هي إلا فترة بسيطة حتى تم ترشيحه للابتعاث إلى المملكة المتحدة لإكمال الماجستير والدكتوراه في العمارة، ليعود بعد ذلك إلى مسيرته التعليمية بجامعة التكنولوجيا الماليزية.
مشاركة :