يكافح قادة الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، والإبقاء على تعاونهم الاقتصادي مع طهران بعد إعادة واشنطن فرض العقوبات عليها. ورغم تفعيل الاتحاد أمس الاثنين، نظاما يحمي شركاته من تأثير العقوبات الأمريكية ويتيح لها عدم الالتزام بهذه العقوبات، إلا أن الواقع ينذر بأن الشركات الأوروبية ستكون مضطرة للرضوخ لواشنطن والخروج من إيران. ويرى الكاتب والباحث السياسي كريم بدر، أن الشركات الأوروبية ستخرج من السوق الإيرانية، خوفا على أنشطتها في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن نظام الاتحاد الأوروبي الحمائي غير كاف. وأوضح الخبير بدر في حوار مع RT، أن عددا كبيرا من الشركات الأوروبية لديها أصول في الولايات المتحدة، لذلك من الصعب عليها مواجهة العقوبات الأمريكية، وكمثال على ذلك أشار إلى شركات السيارات "رينو" و"فولكس فاغن" وغيرها، التي لن تضحي بالسوق الأمريكية لأجل البقاء في إيران. وتضم قائمة الشركات المتأثرة بتجديد العقوبات الأمريكية على إيران شركات أوروبية كبرى، وأعلنت شركة النفط الفرنسية "توتال" في مايو الماضي، أنها ستتخلى عن اتفاق لتطوير حقل غاز ضخم في ايران. كما أكدت شركة "سيمنز" الألمانية أنها تعتزم احترام قوانين التصدير، بما فيها العقوبات الأمريكية، وأشارت إلى أنه لا يمكنها القيام بأي عمل تجاري جديد في إيران، فيما سارت على نفس الخطى مجموعة شركات الشحن الدنمركية "مايرسك"، التي أعلنت أنها ستتوقف عن العمل في إيران. ومن المتوقع أيضا أن تتأثر شركات صناعة السيارات الألمانية، فلدى "دايملر" اتفاقيات لتوفير شاحنات "مرسيدس بنز"، كما أعلنت شركة "فولكس فاغن" في العام الماضي عن خطط لبدء بيع السيارات في إيران بعد سنوات من الغياب، لكن وجودها القوي في الولايات المتحدة قد يجبرها على إعادة التفكير في قرارها. أما شركة تصنيع السيارات الفرنسية "بيجو ستروين"، والتي تحتل المرتبة الثالثة في السوق الإيرانية، فقد قررت أيضا تعليق استثماراتها في هذا البلد، في حين قالت "رينو" إنها تريد الاحتفاظ بحضورها في إيران، لكن دون تعريض مصالح الشركة للخطر. المصدر: وكالات
مشاركة :