رغم المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، للتوصل إلى ترتيبات طويلة الأمد في قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي، أمس، في غارة على القطاع، عنصرين من "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ "حماس". وأفادت "القسام" بأنه تم استهداف العنصرين "أثناء التدريب، وهما من وحدة الضفادع البشرية القسامية، وكانوا على منصة الانزال". وفي وقت لاحق، أمس، أكدت "حماس" أنها ملتزمة بتفاهمات التهدئة المعمول بها منذ انتهاء الحرب، التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منتصف عام 2014، إذا "التزمت بها إسرائيل". وقال الناطق باسم الحركة، مشير المصري: "طالما هناك اختراق للتهدئة، فالعدو سيتحمل تبعات ذلك"، مشدداً على أن "المقاومة الفلسطينية لن تسمح لإسرائيل باختراق تفاهمات التهدئة". واعتبر المصري، التصعيد الإسرائيلي الأخير بمثابة "رسائل دم ترسلها إسرائيل، في ظل جهود إقليمية ودولية تجري للتوصل إلى حالة تهدئة"، في إشارة للجهود المصرية والأممية الجارية حاليا، لإبرام وقف نار، يعقبه تنفيذ مشاريع إنسانية في غزة. في سياق آخر، وتزامناً مع ترحيب وزير استخبارات إسرائيل كاتز بمقتل مدير مركز البحوث العلمية السوري عزيز إسبر، الذي تعتبره تل أبيب وواشنطن ابرز مطور للصواريخ السورية بالتنسيق مع ايران، وعراب ترسانة السلاح الكيماوي، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، أنه يراقب تعاظم قوة جيش الرئيس بشار الأسد، استعداداً لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة. وخلال جولة جديدة له في الجولان السوري المحتل، حذر ليبرمان من أن دمشق تنوي إعادة حجم الجيش إلى ما كان عليه قبل الأزمة المستمرة منذ مارس 2011. وقال: "نشاهد على الجانب الثاني من الحدود، الجيش السوري لا يكتفي باستعادة السيطرة على الأراضي كلها، بل يقوم ببناء قوات برية واسعة وجديدة ستعود إلى ما كانت عليه في الماضي وأكثر من ذلك"، مؤكداً أن إسرائيل تراقب كل التطورات، ومستعدة لكافة السيناريوهات المحتملة على هذا الصعيد. من جهته، قال كاتز، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "أستطيع القول، على افتراض أن تفاصيل أنشطة هذا الرجل صحيحة، وأنه كان يقوم بتطوير أسلحة كيماوية وصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب إسرائيل، أنا بالتأكيد أرحب برحيله". ورفض كاتز التعليق على معلومات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الأول، عن "مسؤول كبير من وكالة استخباراتية في الشرق الأوسط" تفيد بأن إسرائيل تقف وراء اغتيال اللواء إسبر، الذي تصنفه مع الولايات المتحدة على أنه عالم أسلحة رفيع المستوى، بتفجير سيارته في مصياف بريف حماة الغربي ليل السبت- الأحد. وأكدت "نيويورك تايمز" أن إسبر كان أحد أهم علماء الأسلحة في سورية، وأشرف على مشروع ترسانة من الصواريخ الموجهة التي يمكن إطلاقها على المدن الإسرائيلية.
مشاركة :