محلل سياسي: حقيقة إيران تكشفت بعد الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان

  • 8/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال أسامة الهتيمي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إنه على الرغم من أن ثورة الخميني عام 1979 وبعد أن أطاحت بشاه إيران، رفعت حزمة من الشعارات الإسلامية التي صورت للكثيرين أن إيران ستسعى لتوطيد علاقاتها بمحيطها العربي والإسلامي، إلا أن الحقيقة تكشفت وبعد شهور قليلة من ترسخ أقدام الخميني وأنصاره في الحكم، بدا واضحا لكل المتابعين أن الخميني ألبس الحلم الإيراني لتأسيس إمبراطورية فارسية ثوبا دينيا مذهبيا زينه بالحديث عن المقاومة وتحرير القدس.وأضاف الهتيمي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن مزاعم الخميني للأسف انطلت على قطاعات جماهيرية كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، فانساقوا يؤيدونه ويدعمونه دون إدراك واعي وعميق لمغزى ما يطمح إليه الخميني وأعوانه.وتابع أن الخطة الخمينية لتنفيذ مشروع التمدد الإيراني ظهرت في الانفتاح على كل الأدوات، فشملت الإعلام بمختلف وسائله والمراكز الثقافية والسينما والدراما والدعوة المذهبية والمؤتمرات السياسية والسياحة ودعوات زيارة إيران واستقطاب الأحزاب والمكونات والشخصيات السياسية ونشر التشيع وتشكيل الميلشيات العسكرية وغير ذلك، الأمر الذي ساهم في أن تمكنت إيران وبعد سنوات من العمل المتواصل في اختراق مجتمعات عربية وإسلامية وإيجاد قاعدة شعبية أو سياسية داعمة لمواقفها وسياساتها وهي ما نطلق عليه اليوم "أذرع إيران".وأشار الهتيمي إلى أن إيران نجحت في أن تقدم نفسها لكل الشيعة باعتبارها المخلص لهم من المظلومية التاريخية التي وقعت عليهم منذ مقتل الإمام الحسين – رضي الله عنه - في كربلاء عام 61 هـ، ومن ثم فقد أصبحت إيران بالنسبة لهم قبلتهم السياسية والدينية يمنحونها ثقتهم الكاملة ويأتمرون بأوامرها.وتابع "لم تقتصر علمية الخداع الإيراني على الشيعة العرب فحسب والذين لا زالوا في حالة خداع ولكنها امتدت أيضا لتشمل قطاعات كبيرة من السنة، غير أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ومن قبله الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 كشفا حقيقة إيران بعد أن تبين للجميع الدور الإيراني الداعم والمؤيد للحرب الأمريكية على هاتين الدولتين وهو الدعم الذي كشف زيف الادعاءات والشعارات الإيرانية وساهم بشكل كبير في دفع الدول العربية أن تتحرك من أجل الاستمرار في عملية فضح الدور الإيراني الساعي لمد النفوذ وتحقيق السيطرة وهي التحركات التي ساهمت إلى حد ما في الحد من نفوذ إيران وإن كانت عملية المواجهة تحتاج إلى المزيد من الجهود وامتلاك رؤية موحدة عربيا وإسلاميا".واستطرد" بالطبع ليس من المنطق الرهان على أن تكون العقوبات أحد أدوات الحد من النفوذ الإيراني أو كبح جماح قادة إيران على مواصلة مشروع ما يسمى بتصدير الثورة، ذلك أن العقوبات تؤكد صحة خيارهم في أن يكون لهم أذرع بالخارج تكون أدوات ضغط على العالم وتكون أحد أدوات التحايل على العقوبات أيضا في إطار صراع ممتد مع القوى الكبرى ومن ثم فلابد أن لا تقتصر حركة العرب على مواجهة المشروع الإيراني على أداة واحدة وأن تشمل أدوات مواجهتهم كل الأدوات التي تستخدمها إيران أيضا".

مشاركة :