لم يكن الاحتفال بالذكرى ال1038 لمولد أبي الطب، ابن سينا، مقتصراً على محرك البحث «جوجل» أمس، في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، كأحد رموز أغسطس/ آب، بل أفرد عدد من أهم الصحف العالمية والبريطانية مساحة كبيرة للاحتفاء بالعالم الذي كان يزين واجهة موقع «جوجل» في المملكة المتحدة أيضاً. وفي تقرير طويل، قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إنه ربما تفاجأ بعض البريطانيين المستخدمين لمحرك البحث الشهير بصورة شخص تبدو ملامحه شرق أوسطية، ولكنه واحد من أعلام الطب الحديث، وعلوم الفلك، الذي أضاء العالم بعلومه لقرون طويلة، وظلت مؤلفاته المرجع الوافي الأوحد حتى القرن الثامن عشر في جامعات أوروبا. وأكدت الصحيفة أن العالم الفذ هو نتاج العصر الذهبي للإسلام، ملقية الضوء على نشاط ابن سينا في الوقت الذي كان يشهد تبادلاً علمياً وفكرياً بين العالم الإسلامي والغرب، وهو ما ظهر في تأثره الكبير بجهود الفيلسوف اليوناني أرسطو في مجال الميتافيزيقا، إضافة إلى مؤلفاته التي تجاوزت 400 مؤلف في مختلف العلوم على رأسها «القانون في الطب» الذي له الفضل في وصول ممارسة الطب الحديث إلى مستوياته غير المسبوقة.العالم يعترف بفضل ابن سينا على الجانب الآخر، وصفت صحيفة ديلي ميل البريطانية ابن سينا بواحد من أكثر المفكرين والعلماء تأثيراً في كل العصور، إذ أبدع في مجالات متعددة مثل الرياضيات، والفيزياء، والطب، والفلسفة، بشكل غير مسبوق لم يصل إليه غيره على الإطلاق. ووصفت مجلة تايم الأمريكية ابن سينا بواحد من نوابغ العصر، والأول في التاريخ الذي قدم لمحات عن الأدوية المركبة شديدة التعقيد، كما ألف أول بحث علمي لتحديد الأمراض المعدية مثل السل، ووضع أساسيات التشريح وطب الأطفال، وأمراض النساء. وألقت الضوء على مؤلفه «كتاب الشفاء» الذي يعد موسوعة من العلوم والفلسفة. كما وصفت صحيفة مترو البريطانية ابن سينا بالرجل متعدد المواهب الذي ساهم في نقل البشرية إلى آفاق جديدة من العلوم الطبية الحديثة.