كابول - قال خبراء إن هناك صراع تنافس شديدا بين حركة طالبان وتنظيم داعش الذي ينشط في أفغانستان منذ مطلع 2015. وأوضح المحلل السياسي الأفغاني أحمد سعيدي أن حركة طالبان قلقة حيال انضمام عناصرها السابقين إلى صفوف داعش، مشيرا أن حركة طالبان تعتبر نفسها الصاحبة الأصلية لأفغانستان، ولا تريد أن يكون لداعش أي نشاط في البلاد. وأشار سعيدي إلى أن أحد أسباب الصراع بين التنظيمين هو السيطرة على مصادر المعادن، مبيّنا أن داعش يطمح إلى السيطرة على الولايات الأفغانية الغنية بالمعادن والتي تعتبر مصدر دخل له. وقال المختص في الشؤون السياسية أسد الله خوزاد، إن حركة طالبان تخشى من فقدان نفذوها لصالح داعش، وتحاول جاهدة للحيلولة دون أن تقوى شوكة داعش، فيما أشار الأستاذ في جامعة كابل نجيب محمود إلى أن طالبان تخشى من قضاء داعش عليها. وأوضح محمود أن تنظيم داعش اصطدم بعرقلة طالبان والحكومة الأفغانية معا، حيث يخوض التنظيم اشتباكات مع الحركة من جهة، ويتعرّض لقصف طيران الحكومة من جهة أخرى. وظهر تنظيم داعش في أفغانستان لأول مرة عام 2014، وتحديدا في المنطقة الواقعة على الحدود مع باكستان، وأطلق عليه اسم ولاية خراسان، بعدها أعلن هو وحركة طالبان الحرب على بعضهما البعض. وذكرت مجلة نيوزويك الأميركية، أن حركة طالبان وتنظيم داعش يتواجهان في معركة للسيطرة على أفغانستان، حتى في ظل محاولات الولايات المتحدة وحلفائها تهدئة الأوضاع في الدولة التي مزقتها الحرب. وقالت المجلة إن “طالبان ظلت القوة المسلحة الأكثر قوة في أفغانستان منذ ظهورها في جنوب الدولة الواقعة في آسيا عام 1994، وفي الوقت الذي يحول فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حربه التي لا يبدو أنه يمكن الفوز بها ضد المسلحين إلى جانب أن التهديد الذي يشكله ذراع تنظيم داعش في أفغانستان الآخذ في النمو”. وذكرت نيوزويك أن “تنظيم داعش فقد السيطرة في سوريا والعراق، ولذلك بحث مسلحوه عن مناطق أخرى جديدة يستطيعون ممارسة أنشطتهم فيها، حيث ظهر الفرع الجديد لداعش في أفغانستان في أواخر عام 2014”. ووسّعت الولايات المتحدة عملياتها ضد عناصر داعش في أفغانستان مع زيادة انتشارهم في الفترة الأخيرة، وقتلت الغارات الجوية الأميركية ثلاثة قادة متواليين لخرسان.
مشاركة :