"أبل" عملاق التكنولوجيا الأميركي يكتسح بورصة وول ستريت

  • 8/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السوقية لأبل تصل إلى تريليون دولار، وشركتا هواوي الصينية وأمازون تهددان عرش أبل من حيث مبيعات الهواتف الذكية في العالم. أصبحت أبل أول شركة أميركية مدرجة للتداول العام بعد أن وصلت قيمتها السوقية إلى تريليون دولار الخميس الماضي، لتتوج بذلك موجة صعود استمرت عشر سنوات بدعم من هواتفها الرائجة آيفون التي حولتها من شركة متخصصة في أجهزة الكمبيوتر الشخصي إلى شركة عالمية كبرى تعمل في مجالات الترفيه والاتصالات. وأبل واحدة من خمس شركات أميركية احتلت المركز الأول في وول ستريت من حيث القيمة السوقية منذ الثمانينات، إلا أن شركات مثل ألفابت وأمازون دوت كوم وهواوي الصينية قد تطيح بها من الصدارة مستقبلا، إذا لم تجد لنفسها منتجا أو خدمة جديدة ذات ثقل، في الوقت الذي بدأ فيه الطلب على الهواتف الذكية يفقد زخمه. لندن - اكتسحت شركة أبل، وهي أكبر شركة للتكنولوجيا في العالم، الأوساط المالية بعد أن وصلت قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، الخميس الماضي، لتفوز في سباق التنافس حول بلوغ هذا الرقم الخيالي أمام شركات مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت. وقفز سهم أبل 2.8 بالمئة، لتصل مكاسبه إلى نحو 9 بالمئة منذ الثلاثاء الماضي، حينما أعلنت شركة التكنولوجيا نتائج مالية تجاوزت التوقعات في الربع المنتهي من يونيو وقالت إنها ستعيد شراء أسهم بقيمة 20 مليار دولار. وزادت أبل، التي بدأت نشاطها في مرآب مؤسسها المشارك ستيف جوبز في العام 1976، إيراداتها لتتجاوز الناتج الاقتصادي للبرتغال ونيوزيلندا ودول أخرى. وكان سهم أبل قفز بما يزيد على 50 ألف بالمئة منذ طرحها العام الأول في عام 1980، بينما ارتفع المؤشر ستاندر آند بورز 500 بنحو 2000 بالمئة خلال الفترة نفسها. وتوقع خبراء تكنولوجيا أن تقدم الشركة في المستقبل المزيد من النجاح والابتكارات، إذ لن تكتفي بهذا الإنجاز الذي حققته كأول شركة في الولايات المتحدة تصل إلى قيمة 1 تريليون دولار في السوق، ولدى الشركة الكثير مما تقدمه في المستقبل. ويشير دان إيفيس المحلل في مؤسسة “جي.بي.سي إنسايتس” لصحيفة سي.أن.بي.سي “إن ما يحدث لأبل هو نوع من أنواع الانتقال إلى مرحلة جديدة من النمو والربحية”. فيما يرصد خبير التكنوجيا ستيف كوفاتش في تقريره على صحيفة سي.أن.بي.سي الاقتصادية الآليات التي ستتبعها أبل من أجل تحقيق زيادة في النمو إلى ما يزيد عن 1 تريليون دولار. تطوير الخدمات لا يخفي كوفاتش أن نمو مبيعات آيفون مازال بطيئًا بعض الشيء، لكن في المقأبل حجم الأرباح يستمر في الارتفاع. فبالنسبة للربع الثالث من العام الجاري، حققت الشركة أرباحا أفضل بفضل مبيعات هواتف آيفون ولا سيما طراز “آيفون إكس” الجديد، الذي يبدأ من 999 دولارا. حيث بلغ متوسط ​​سعر بيع أبل للآيفون 724 دولارا أميركيا، ما أثبت أن أبل لديها القدرة الفريدة على زيادة أرباحها بوتيرة صحية من خلال الاحتفاظ بقاعدة مستخدمين ثابتة نسبيا. بينما فشلت سامسونغ وغيرها من شركات الهواتف الذكية المنافسة في تحقيق مثل هذه المكاسب. وأعلن عملاق التكنولوجيا الأميركي أبل، أواخر يوليو الماضي، نتائج فاقت تقديرات وول ستريت وتوقع أن الإيرادات في الربع الحالي ستكون أعلى من التوقعات مدفوعة بمبيعات لهواتف آيفون الأعلى سعرا، وإيرادات من خدمات مثل أبل ستور وأبل ميوزيك وآيكلاود. وباعت الشركة 41.3 مليون هاتف، أي أقل من التوقعات البالغة 41.8 مليون. وسجلت أبل في الربع الثالث من سنتها المالية إيرادات بلغت 53.3 مليار دولار وربحا قدره 2.34 دولار للسهم مقارنة مع تقديرات المحللين البالغة 52.3 مليار دولار و2.18 دولار للسهم. شركة أبل تخطط لإصدار زوج متطور من سماعات الأذن اللاسلكية وسماعات {آير بودز} الجديدة مع خاصية إلغاء الضجيج المخطط إطلاقها في العام 2019 ووفقا للمحلل التكنولوجي، مينغ تشي تشيو، من شركة “تي أف إنترناشيونال سيكيوريتيز”، تخطط شركة أبل لإصدار نسخة أكبر من طراز “إكس” هذا الخريف. وسيكون هذا الهاتف أعلى من حيث التكلفة ومن المرجح أن يرفع أيضا من متوسط ​​سعر بيع أبل للآيفون وبالتالي نمو الأرباح بشكل أكبر. وقد لا يكون هناك نفس التكرار لتجربة “آيفون 6”، من حيث كبر حجم الشاشة والذي أدى في السابق إلى عمل الكثير من التحديثات وأدى أيضا إلى زيادة قاعدة المستخدمين الجدد، وطالما أن شركة أبل يمكنها مواصلة رفع الأسعار دون تخويف العملاء، فإن أرباح الشركة من المتوقع أن تستمر في النمو. وعلى الرغم من أن شركة أبل هي شركة أجهزة إلكترونية في المقام الأول، إلا أنها تقوم ببناء بعض الخدمات القوية التي تساعد في تعزيز أجهزتها وأدواتها. ويشتمل قطاع خدمات الشركة على بعض الخدمات مثل “آب ستور” و”أبل ميوزيك” و”أبل كير” ورسوم الترخيص، مثل الرسوم التي تجمعها شركة “أبل” من “غوغل” لوضع البحث الخاص بها على متصفح “سفاري”. وقد ظلت شركة أبل تتحدث عن إنجازاتها في مجال الخدمات خلال السنوات القليلة الماضية، وهي الآن في طريقها لتجاوز هدف الشركة الخاص بمضاعفة نشاطها بحلول العام 2020. وفي الربع الأخير من هذا العام، قامت شركة “أبل” بتحقيق 9.55 مليار دولار كعائدات للخدمات، أي قفزة بنسبة 28 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك لا تزال أبل تخطط لزيادة خدماتها إلى أبعد من ذلك. حيث تقوم الشركة حاليا بتطوير مكتبة من البرامج التلفزيونية الأصلية المرتبطة ببعض أكبر الأسماء في عالم الترفيه والإعلام مثل أوبرا وينفري وستيفن سبيلبرغ وريس ويذرسبون. كما اشترت مؤخرا شركة تدعى “تكستشر” والتي توصف بأنها “نتفليكس المجلات” وهي توفر إمكانية الوصول إلى العديد من المجلات المشهورة مقابل اشتراك شهري. وعلى الرغم من أن شركة أبل لم تذكر بعد كيف تخطط لبيع كل هذا المحتوى الجديد، إلا أنها بالفعل انتهت من إعداد تلك الخدمات من أجل ضخ المزيد من الأموال من مالكي “الآيفون” عن طريق الاشتراكات. وتعتبر الملحقات الأخرى التي تنتجها أبل مثل “أبل ووتش” و”هوم باد” و”آير بودز″ مجالا واعدا آخر لنمو الشركة. حيث حققت تلك الفئات إيرادات بلغت 3.74 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، بزيادة قدرها 30 بالمئة عن ربع العام الذي سبقه. ولم تفصح أبل عن مبيعات كل ملحق على حدة، ولكن يبدو أن هناك الكثير من العائدات التي حققتها “أبل ووتش”، والذي قال عنها تيم كوك المدير التنفيذي لأبل إن مبيعاتها ازدادت بمقدار 40 بالمئة في هذا الربع من العام. ستيف كوفاتش: شركة أبل تضع حجر الأساس لتطوير شيء آخر بعد "آيفون" من خلال الاستعانة بتكنولوجيا الواقع المعززستيف كوفاتش: شركة أبل تضع حجر الأساس لتطوير شيء آخر بعد "آيفون" من خلال الاستعانة بتكنولوجيا الواقع المعزز وتستمر أبل في إضافة بعض المميزات الجديدة إلى الساعة، خاصة تلك التي تسمح للعملاء بتتبُّع نظامهم الصحي. في هذه الأثناء، بدأ ملحق “هوم بود” الذي أُطلق في وقت سابق من هذا العام، في الانتشار. ويقدر تقرير جديد صدر عن مؤسسة “كونسيومر إنتليجنس ريسيرش بارتنرز” أنه من خلال إطلاق مكبر الصوت البالغ ثمنه 349 دولارا يبدو وكأن شركة “أبل” تحاول اللحاق بركب منتج “أمازون” المنتشر في الأسواق الآن منذ أربع سنوات وهو “أمازون إيكو” من خلال مضاعفة حصتها في السوق في فئة مكبر الصوت الذكي إلى 6 بالمئة. كما طورت شركة أبل من عملها في مجال أتمتة المنزل من خلال إصدار ملحق “هوم كيت”، والذي يتيح للأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل “آي.أو.أس” بالتحكم والتفاعل مع الأجهزة المنزلية الأخرى. وتشير تقارير بلومبرغ إلى أن شركة أبل تخطط لإصدار زوج متطور من سماعات الأذن اللاسلكية وسماعات “آير بودز” الجديدة مع خاصية إلغاء الضجيج المخطط إطلاقها في العام 2019. المستقبل في الابتكارات تمتلك شركة “أبل” تاريخا في إنشاء منتجات جديدة للأجهزة تعمل على تفكيك تشكيلتها الحالية، وربما ستفعل نفس الشيء مع جهاز “آيفون”. فالشركة بالفعل تضع حجر الأساس لتطوير شيء آخر بعد “آيفون” من خلال الاستعانة بتكنولوجيا الواقع المعزز، والتي تسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات لأجهزة “آيفون” و”آي باد” تساعد على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية. واكتسبت تكنولوجيا الواقع المعزز على الهواتف المحمولة، التي يتم من خلالها إسقاط أجسام افتراضية في البيئة الحقيقية، شعبية واسعة مع إطلاق لعبة “بوكيمون غو” الشهيرة في الولايات المتحدة في يوليو من العام الماضي. ولا تخفي أبل أبداً في الكشف عن خططها في التطوير في مجال الواقع المعزز، وببدء نظام بيئي مطور، فهي تضع نفسها في وضع جيد لتوفر الكثير من تطبيقات الواقع المعزز مثل إصدار نوع من نظارات الواقع المعزز المستقبلية، والتي ورد بالفعل أنها تخضع لمرحلة التطوير. وهذه النظارات لديها القدرة على استبدال أي شيء في حياتك وجلب أي شيء تريد أن تراه أمامك مباشرة. وتتسابق أبل مع منافستها غوغل على طرح أدوات للواقع المعزز لجذب مطوري البرامج إلى منصاتهما. وتسعى الشركتان لطرح أدوات تسمح لشخصين بتبادل البيانات ليتمكنا من رؤية نفس الشيء الافتراضي في نفس الفضاء عبر أجهزتهما الشخصية. أبل تتسابق مع منافستها غوغل على طرح أدوات للواقع المعزز لجذب مطوري البرامج إلى منصاتهما لكن الأمر أثار مخاوف متعلقة بالخصوصية، حيث يقول مطورون إن تطبيقات الواقع المعزز إذا انتشرت فسيقوم الأشخاص بمسح لمنازلهم والأماكن الشخصية المحيطة بهم بشكل روتيني. وقال مصدر لوكالة رويترز إن أبل صممت نظامها المعتمد على شخصين ليعمل بين هاتف وآخر فيما يرجع جزئيا إلى تلك المخاوف المتعلقة بالخصوصية. وهذا النهج الذي لم يعلن عنه من قبل، مختلف عن نهج غوغل الذي يتطلب عمليات مسح لمحيط المستخدم وإرسالها لتصبح مخزنة على نطاق الحوسبة السحابية. وهناك مجال آخر تعمل أبل على تطويره، وهو مجال النقل، حيث أكد كوك بالفعل أن أبل تعمل على تكنولوجيا القيادة الذاتية، والتي وصفها بأنها "أمّ جميع مشاريع الذكاء الاصطناعي". ولكن لم يتضح بعد كيف سيتم إنتاج هذا المشروع. فقد صدرت تقارير منذ بضع سنوات مضت تفيد بأن شركة أبل لديها خطط لبناء سيارتها الخاصة، ولكن يبدو أن هذه الطموحات قد تلاشت. غير أن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن تقوم “أبل” بإنشاء نظام تشغيل للسيارة التي تتعامل مع القيادة الذاتية ومراكز المعلومات والترفيه. وما يمكن أن نستنتجه من مشاريع أبل المستقبلية أن 1 تريليون دولار هو مجرد رقم بالنسبة لشركة أبل التي تطمح لتخطي هذا الحاجز الرقمي. منافسة صينية لشركة أبل روابط قوية مع الصين حيث يجري تصنيع الكثير من منتجاتها للتصدير حول العالم. وقد حث رئيسها التنفيذي على تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين ودعا إلى المزيد من الانفتاح في التجارة بعد أن تفجّر النزاع التجاري في الآونة الأخيرة بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن رغم ذلك استثمرت أبل في بيكين فهي تتعرض إلى منافسة كبرى من شركات التكنولوجيا الصينية. ووصف رين زنغفاي مؤسس شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات مجموعته “بذئب” مندفع بلا هوادة لا يترك طريدته. ورغم منعها تقريباً في الولايات المتحدة، إلا أنها انتزعت من أبل المرتبة الثانية عالميا في الهواتف الذكية وباتت تتحدى سامسونغ. أبل تتجاوز التوقعات بدعم من مبيعات هواتف آيفونأبل تتجاوز التوقعات بدعم من مبيعات هواتف آيفون وتتنافس أبل منذ العام 2010، ومقرها في كاليفورنيا، وسامسونغ الكورية الجنوبية على المرتبتين الأوليين في عالم الهواتف الذكية. لكن هذه المبارزة انتهت في الربع الثاني من السنة عندما باعت هواوي 2.54 مليون هاتف (15 بالمئة من السوق العالمية) وفق شركة “آي.دي.سي” متقدمة على أبل التي باعت 3.41 مليون هاتف، ولا تزال سامسونغ تحتل الصدارة مع 5.71 مليون وحدة. والشركة الممنوعة تقريبا من دخول السوق الأميركية المهمة، تعرض هواتف ذكية متميزة في أوروبا وتكيف معروضاتها مع متطلبات الأسواق النامية. ويقول الخبير في شركة “كاونتربوينت” تارون باثاك، “تحقق سمعة هواوي تحسنا متزايدا وهناك اعتراف متزايد بعلامتها التجارية. منتجاتها متميزة وتناسب مختلف الأذواق والأسعار”. وتسيطر هواوي على 10 بالمئة من حصة الهواتف الذكية في السوق الأوروبية (مقابل 25 بالمئة لشركة أبل و30 بالمئة لسامسونغ) وأطلقت في مارس الماضي هاتفها الجديد “بي 20” بعد عرضه في لندن وبرشلونة. ومن أهم مميزات هواتفها الذكية شاشاتها الكبيرة وذاكرة لا مثيل لها وكاميرا تصل دقتها العالية إلى 40 ميغابكسل طورتها الشركة الألمانية ليكا كل هذا يباع بسعر مبدئي من 650 إلى 900 يورو. لكن الشركة عاجزة عن دخول سوق الولايات المتحدة حيث يثير الماضي العسكري لمؤسسها شكوكا بالتجسس، وهكذا بذريعة أمنية استبعدت من مشاريع للبنية التحتية فيها. وفي بداية 2018، رفضت الشركات الأميركية عرض هواتفها تحت ضغط من الكونغرس. وعلى غرار شركة هواوي تنافس أمازون شركة أبل، وكانت القيمة السوقية لأمازون دوت كوم وصلت في 18 يوليو الماضي إلى 900 مليار دولار، مسجلة علامة بارزة في مسارها الذي بدأته قبل 21 عاما كشركة مدرجة للتداول العام، وتهدد أيضا بإزاحة أبل عن عرشها كصاحبة أعلى قيمة سوقية في بورصة وول ستريت.

مشاركة :