القاهرة (د ب أ): أسدل الحارس المصري المخضرم عصام الحضري الستار على مسيرته الدولية مع منتخب الفراعنة بعد مشوار حافل بالإنجازات، وأعلن الحضري 45 عاما العائد حديثا الى صفوف الاسماعيلي، مساء يوم الاثنين عن اعتزاله اللعب الدولي بعد 161 مباراة دولية مع منتخب بلاده. وجاء اعتزال الحضري بعدما اصبح أكبر لاعب سنا يشارك في تاريخ كأس العالم عندما ذاد عن شباك الفراعنة في المباراة التي خسرتها مصر أمام السعودية 1-2 في 25 يونيو الماضي ضمن فعاليات مونديال روسيا، وحطم الحضري الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم حارس المرمى الكولومبي فاريد موندراجون، أكبر لاعب سنا يشارك في أي مباراة في بطولات كأس العالم، وذلك عندما شارك في مونديال 2014 بالبرازيل وعمره 43 عاما وثلاثة أيام، وأهدى الحضري قائد منتخب الفراعنة، الرقم القياسي لبلاده قائلا إنه ليس رقما شخصيا وإنما رقم لمصر. وبدأ الحضري مسيرته الكروية في مسقط رأسه من خلال نادي دمياط وكان المستوى الرائع الذي قدمه مع الفريق كفيلا بالتحاقه بالمنتخب المصري في عام 1996 حيث خاض أولى مبارياته مع الفريق في مواجهة ودية انتهت بالتعادل مع كوريا الجنوبية 1 / 1. ولم يتردد مسؤولو الأهلي، أكبر وأعرق الأندية المصرية، في ضم الحارس الواعد إلى صفوف الفريق صيف نفس العام لتكون البداية الحقيقية للمسيرة الرائعة للحضري، وعلى مدار 12 عاما قضاها ضمن صفوف الأهلي بين عامي 1996 و2008. خاض الحضري أكثر من 400 مباراة مع الفريق وشارك في الفوز بالعديد من الألقاب منها لقب الدوري المصري في ثمانية مواسم وكأس مصر في أربعة مواسم، كما فاز بأربعة ألقاب لكأس السوبر المصري ومثلها في دوري أبطال إفريقيا وثلاثة ألقاب في كأس السوبر الإفريقي. وعلى المستوى الدولي، وبعد سنوات، تناوب فيها الحضري على حراسة مرمى الفراعنة مع أكثر من منافس، حصل الحارس المتألق على فرصة العمر عندما منحه الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة حسن شحاته مهمة حراسة مرمى الفريق في كأس الأمم الإفريقية 2006 التي استضافتها مصر. ولعب الحضري دورا بارزا في فوز الفريق باللقب، كما فاز بلقب أفضل حارس مرمى في هذه النسخة. وخلال النسختين التاليتين عامي 2008 بغانا و2010 بأنجولا، لعب الحضري دورا بارزا أيضا في فوز الفريق باللقب الغالي ليصبح المنتخب المصري أول فريق يحرز اللقب الإفريقي في ثلاث نسخ متتالية ،كما رفع الفريق رصيده من الألقاب في البطولة إلى سبعة ألقاب (رقم قياسي)، وكان الفوز بلقب 2010 بمثابة قبلة الحياة للحضري بعد فشله مع الفراعنة في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، كما كان طوق النجاة لمسيرته في مواجهة انتقادات عديدة تعرض لها عقب الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية 2008، وذلك نتيجة هروبه إلى نادي سيون السويسري من دون علم الأهلي وهو الانتقال الذي أسفر عن إيقافه وتغريمه. ورغم التوقيع على عقد مع سيون مدته أربع سنوات، قضى الحضري موسما واحدا مع الفريق وعاد إلى الدوري المصري صيف 2009 ليلعب للاسماعيلي ثم الزمالك قبل انتقاله إلى المريخ السوداني ثم الاتحاد السكندري ووادي دجلة والاسماعيلي مجددا، وبعد فترة أخرى في وادي دجلة، شق الحضري طريقه إلى الدوري السعودي من خلال الاحتراف في نادي التعاون، لكنه عاد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية إلى الاسماعيلي. وقبل خمس سنوات ترددت أنباء في يناير 2013 عن اعتزال الحضري اللعب الدولي بعد جلوسه على مقاعد البدلاء عدة مباريات متتالية، ولكنه عاد لتمثيل المنتخب في العام التالي. وكانت الفترة من 2013 إلى منتصف 2016 بمثابة كبوة عابرة في مسيرة الحضري الدولية، حيث خاض خلالها عددا قليلا من المباريات مع الفراعنة. ولكن حاجة الفريق الوطني الى خبرة الحارس الكبير، بعد غياب الفريق عن ثلاث نسخ متتالية في كأس الأمم الإفريقية أعوام 2012 و2013 و2015، اسهمت بقوة في العودة إلى الاعتماد عليه في عدد أكبر من المباريات بداية من منتصف 2016. وبالفعل أسهم الحضري في بلوغ الفريق نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2017 بالجابون. وفيما كانت النية تتجه الى الاعتماد على الحارس شريف إكرامي المتألق مع الأهلي ليكون الحارس الأساسي للفراعنة في البطولة، جاءت إصابة إكرامي حارس مرمى فينورد الهولندي سابقا خلال تدريبات الفريق قبل بداية البطولة ثم إصابة زميله أحمد الشناوي بعد دقائق قليلة من بداية المباراة الأولى للفريق في البطولة أمام منتخب مالي لتدفع بالحضري إلى المشهد مجددا. وعاد الحضري للتألق في حراسة مرمى الفراعنة ليلعب دورا أساسيا في بلوغ الفريق المباراة النهائية التي أصر على خوضها رغم مرضه ولكن الفريق خسر أمام المنتخب الكاميروني في الوقت الإضافي. ونال الحضري دفعة معنوية هائلة، كما كان تألقه في هذه البطولة سببا في الدفع به خلال المباريات الأخيرة الحاسمة بتصفيات إفريقيا لمونديال 2018 بروسيا ليسهم في تحقيق حلم الفراعنة ببلوغ المونديال للمرة الأولى منذ1990. ورغم الخروج المبكر للفراعنة من المونديال، ترك الحضري أثرا من المتوقع أن يبقى خالدا في تاريخ كرة القدم لفترة طويلة بعدما أصبح أكبر لاعب يسجل مشاركته في تاريخ المونديال بعمر يبلغ 45 عاما و161 يوما.
مشاركة :