في وقت تدعي فيه الحكومة الكندية أنها مجتمع مفتوح متعدد الثقافات، يفتح الباب أمام آلاف اللاجئين والمهاجرين، تشير التقديرات - بحسب تقرير نشره موقع الـ BBC - إلى وجود 100 جماعة يمينية متطرفة على الأقل نشطة في السنوات الأخيرة في كندا، وتتراوح ما بين خلايا صغيرة وكبيرة، وهي أكثر تنظيما، ويعتقد أنها تميل لأن تكون أقل عنفا من نظيراتها في الولايات المتحدة وأوروبا، ويظهرون تأييدا لعدم المساواة على أساس عنصري أو عرقي ويؤمنون بالقومية العرقية وبالوسائل الراديكالية لتحقيق أهدافهم السياسية. نشر الكراهية شهدت كندا مؤخرا عدة حوادث تؤكد توغل تلك الجماعات في المجتمع ونشر الكراهية، ففي منتصف ليلة 5 أكتوبر2017، قام أعضاء في جماعة كوكلوكس كلان العنصرية بوضع حقائب مليئة بالمنشورات أمام عشرات المنازل بمدينتين بمقاطعة كلومبيا البريطانية. وقبل ذلك في الصيف ألقيت منشورات مماثلة في أحد أحياء الجاليات. ومؤخرا ظهرت أيضا لافتات مناوئة للمسلمين والسيخ في حرمين جامعيين في ألبرتا. وتتعارض هذه الأحداث مع صورة كندا كمجتمع مفتوح متعدد الثقافات، والذي فتح مؤخرا الباب أمام أكثر من 30 ألف لاجئ سوري. وقال الباحث جيمس إليس، والمرتبط بالشبكة الكندية لبحوث الإرهاب والأمن والمجتمع (TSAS): «يبدو القلق على المستوى القومي من التطرف اليميني أقل من الأشكال الأخرى، وهذه رفاهية لا تستطيع كندا تحملها. فكل المؤشرات تؤكد بعث اليمين المتطرف والإرهاب في العالم الغربي، وليس هناك سبب خاص يحول دون وصول ذلك لكندا.» الجماعات اليمينية المتطرفة تزايدت في كندا قال إليس إن «تصاعد النعرة المعادية للهجرة في الولايات المتحدة وأوروبا في الشهور الأخيرة جرأت المتطرفين اليمينيين في كندا، وهم أولئك الذين يظهرون تأييدا لعدم المساواة على أساس عنصري أو عرقي ويؤمنون بالقومية العرقية وبالوسائل الراديكالية لتحقيق أهدافهم السياسية. وكما هو الحال في كل مكان غذت هذه المشاعر أيضا المخاوف من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي». وتشير التقديرات في كندا إلى وجود 100 جماعة يمينية متطرفة على الأقل نشطة في السنوات الأخيرة، وتتراوح ما بين خلايا صغيرة وكبيرة، وهي أكثر تنظيما، ويعتقد أنها تميل لأن تكون أقل عنفا من نظيراتها في الولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف: «هناك العديد من المواقف التي تولد فيها خطابات وموسيقى الكراهية هنا، وتؤثر في الناس في أماكن أخرى». النعرات العنصرية عابرة للحدود قال الباحث ريان سكريفينس بجامعة سيمون فريزر في كلومبيا البريطانية (جامعة كندية بحثية عامة)، والذي يدرس الجماعات اليمينية المتطرفة في كندا، إن السلطات الأميركية والأوروبية تتبع بشكل أفضل هذه الحركات من نظيرتها الكندية. وأضاف قائلا: «إننا نعتقد أن بلدنا هو المجتمع المثالي للتعددية لثقافية، ولكن ذلك غير صحيح». وتوصل سكريفينس وزملاؤه إلى وقوع مئات الحوادث بين عامي 1980 و2015 في أنحاء البلاد، وقاموا بتوثيق اعتداءات لفظية وجسدية وتخريب له علاقة بهذه الجماعات. وتنشط هذه الجماعات حول كيبيك وغربي أونتاريو وألبرتا وكلومبيا البريطانية. وتتجه جرائم الكراهية في كندا صوب المسلمين واليهود والأقليات الملحوظة والسكان الأصليين. وكان أنتوني ماكلير عضوا سابقا بمنظمة المقاومة الآرية البيضاء اليمينية المتطرفة. وهو يعمل الآن مع جماعة الحياة بعد الكراهية وهي منظمة أميركية لا تهدف للربح أسسها أعضاء سابقون بحركة يمينية متطرفة عنيفة في الولايات المتحدة. وتكرس جماعة الحياة بعد الكراهية جهدها لمواجهة الأيديولوجية اليمينية المتطرفة. كما تعرضت السياسية الكندية كيلي ليتش، التي تنافس على زعامة حزب المحافظين، لانتقادات بسبب اقتراحها إخضاع المهاجرين لفحص على أساس غامض يعرف بـ «القيم الكندية». وفيما تعرضت لانتقادات من منافسيها نفت ليتش أنها تستهدف مجموعة بعينها باختبار القيم، وفي الوقت ذاته أشارت استطلاعات الرأي إلى أن اقتراحها يحظى بدعم شعبي.
مشاركة :