شهادات من الطرفين في الذكرى الـ10 للعدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية

  • 8/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع تضارب المواقف السياسية في العالم حول تصنيف حرب أوسيتيا الجنوبية، يبدو أن ذكريات شهود العيان من كلا طرفي النزاع لا تزال على حالها، رغم مرور 10 أعوام على الحرب. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية في تقرير نشرته بمناسبة الذكرى العاشرة للحرب عن نائب وزير الدفاع في جمهورية أوسيتيا الجنوبية العقيد فاديم سيوكايف قوله، إن قصف القوات الجورجية لعاصمة الجمهورية تسخينفال ليلة الثامن من أغسطس 2008 سبقته أسابيع من "الحرب الزاحفة"، وهي سلسلة استفزازات من الجانب الجورجي. وأشار سيوكايف إلى أن الجيش الجورجي بالتزامن مع بدء القصف، تمكن من قطع الكهرباء عن تسخينفال وتعطيل جميع الاتصالات اللاسلكية بين العسكريين الأوسيتيين، ما أتاح لتبليسي فجر الثامن من أغسطس إقحام قواتها إلى أراضي الجمهورية دون مقاومة، وسط نقص حاد في المعلومات. Reuters David Mdzinarishvili عناصر القوات الجورجية المتوجهة إلى تسخينفال - 8 أغسطس 2008 مايا بيستايفا، التي عملت ممرضة في قاعدة قوات حفظ السلام الروسية في ضواحي المدينة، قالت: كانت تسخينفال تحترق كشعلة ملتهبة، وتعرضت القاعدة للقصف لاحقا في الصباح، إذ طوقتها القوات الجورجية وسقط علينا من جميع الاتجاهات وابل من القذائف، وكانت الدبابات تستهدفنا من مسافة قصيرة، ما أدى فورا إلى سقوط قتلى وجرحى بين صفوفنا. وأصيبت بيستايفا في الذراع والكتف عند محاولتها الوصول إلى قائد القاعدة الروسية المقدم قسطنطين تميرمان الذي تعرض لجرح خطير في القدم، لكنها لم تتوقف عن أداء واجبها. وبعد قتال استمر لساعات، انسحبت قوات حفظ السلام الروسية مع عشرات المدنيين المختبئين في القاعدة، وساعدت الممرضة وهي من أهل تسخينفال العسكريين في مغادرة المنطقة التي تعرفها جيدا. مشينا طويلا وسط درجات حرارة عالية جدا، وكان رأسي يؤلمني نتيجة الارتجاج، وشعرت بالدوار بسبب نزفي كمية كبيرة من الدم.. في إحدى المناطق تعرضنا للقصف الجوي، وربضنا على الأرض وفي تلك اللحظة شعرت بأقصى التعب، ولم يكن بودي سوى ترك كل شيء والبقاء في ذلك الميدان، وشكرا لزملائي الذين أجبروني على مواصلة المسير. Reuters Denis Sinyakov مواطنة في تسخينفال تعرض منزلها للقصف الجورجي - صورة أرشيفية من جانبه، أشار مدير قسم العناية الخاصة في مستشفى تسخينفال ألكسندر بلييف، إلى أن موظفي المستشفى حققوا إنجازا بطوليا، حيث استطاعوا سحب نحو 60 مريضا ومصابا إلى القبو، وذلك تحت القصف المكثف. واستقبل المستشفى في ذلك اليوم 288 مصابا معظمهم من المدنيين، وأجرى الأطباء 112 عملية جراحية معقدة في القبو وسط ظروف لا صحية وانقطاع تام للكهرباء. حاولنا تفادي بتر الأطراف، وخضنا صراعا صعبا للحفاظ على كل يد وقدم.. ومن المذهل جدا أننا لم نفقد أحدا من المصابين الـ288. وأشار تقرير "نوفوستي" إلى أن تلك الحرب لن تسفر عن التصعيد من حدة التوتر العرقي في المنطقة التي يتعايش فيها تاريخيا الجورجيون والأوسيتينيون، مؤكدة أن نحو 4.5 ألف جورجي يقيمون اليوم في منطقة لينينغوري وحدها في أوسيتيا الجنوبية. Reuters Sergei Karpukhin أطفال يلعبون بقاذفة قنابل في تسخينفال - صورة أرشيفية كما نشرت صحيفة Lenta.ru الإلكترونية تقريرا يحوي شهادات المواطنين في جورجيا حول تلك الحرب، حيث نقلت عن السيدة ناتاليا تشيليدزه التي كانت في الـ17 من عمرها آنذاك قولها حول ساعات الحرب الأولى: كانت القنوات الجورجية مزينة بالعناوين حول "الاعتداء الروسي على جورجيا"، بينما كانت القنوات الروسية تتحدث عن هجوم جورجيا الليلي على تسخينفال واستهداف قوات حفظ السلام.. لكنني أقول بصراحة إنني كفتاة لم أهتم حينذاك بمن هو المهاجم، ولم أشعر إلا بالخوف المرعب. وأشارت تشيليدزه إلى أن إعلان رئيس جورجيا السابق ميخائيل سآكاشفيلي عن سيطرة القوات الروسية على مدينة غوري الجورجية وتقدمها نحو العاصمة تلبيسي أثار موجة من النزوح عن المنطقة، لكن عائلتها قررت البقاء ولم تتعرض لأي انتهاكات. Reuters Denis Sinyakov القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية - صورة أرشيفية من جانبه، انضم ألكسندر كوبراشفيله طوعا إلى الجيش الجورجي في بداية الحرب، لكن القاعدة التي أرسل إليها كانت قد دمرت بالقصف الجوي الروسي قبل وصوله إليها. ثم انتشر المتطوعون في محيط مدينة غوري، حيث أمضى كوبراشفيله ليلة كاملة وسط دوي محركات الطائرات الروسية التي كانت تحلق في سماء المنطقة. قبل وقت قصير من الفجر، أمرنا الضباط بالاختباء في مبنى كبير مثل دار سينما.. وعندما بدأت أغفو سمعنا دوي انفجار ضخم على بعد مئات الأمتار عنا، إثر سقوط قذيفة على أحد المباني، ما أدى إلى تحطم جميع النوافذ وتصدع جدران المبنى الذي كنا بداخله، وسمعت على مدى عدة دقائق طنينا في أذني.. وفي تلك اللحظة شعرت بالخوف الحقيقي وأدركت بكل وضوح ما جرى. وفي الصباح، أمر الضباط كوبراشفيله والمتطوعين الآخرين بالعودة إلى منازلهم دون إعطاء أي توضيحات. Reuters Sergei Karpukhin نازح في أوسيتيا الجنوبية - صورة أرشيفية أما الجورجي فانو ذو الـ74 عاما، فإن تلك الحرب لا تزال تؤثر مباشرة في حياته اليومية، لأن منزله يقع قرب الحدود بين جورجيا وأوسيتيا. ولفت العجوز إلى أن خط التماس بين الطرفين ليس ثابتا، بل يجري إعادة رسمه دائما، معربا عن خوفه من أن هذه العملية قد تهدد مزرعته، فضلا عن مواشيه التي تعبر من حين إلى آخر خط الحدود. المصدر: نوفوستي + Lenta.ru

مشاركة :