التاريخ والعطاء المثمر

  • 12/21/2014
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نشر موضوعي في الأسبوع الماضي بعنوان "اليوم وخمسون عاما من العطاء المتميز"، وصلتني عدة أسئلة عن فترة البدايات المتعثرة لهذه الجريدة، حتى قيض الله لها رجلا قادها بعد التعثر إلى طريق النجاح، هو الشيخ حمد المبارك -رحمه الله-. والبداية الحقيقية عام 1384هـ، كانت على يد الشيخ عبدالعزيز التركي مدير التعليم الأسبق في المنطقة الشرقية -رحمه الله-، فهو من وضع أساسها مع مجموعة من الشركاء، الذين بادروا إثر صدور نظام المؤسسات الصحفية بالعمل على إنشاء جريدة خاصة بالمنطقة، وكانت هناك مجموعتان من المنطقة الشرقية تقدمتا لوزارة الإعلام بطلب إصدار جريدة، المجموعة الأولى برئاسة عبدالعزيز العيسى -رحمه الله-، الذي كان مديرا لشركة "مطابع الخط" ولجريدة "أخبار الظهران" المتوقفة حينها عن الصدور، والمجموعة الثانية برئاسة الشيخ عبدالعزيز التركي، فاختارت الوزارة عددا من المجموعتين، ممن تنطبق عليهم شروط العضوية في المؤسسة الصحفية.. لإصدار "اليوم"، ولم يكن الدكتور غازي القصيبي ضمن هذه المجموعة، كما أشارت بعض المصادر، إنما تم اختياره بعد سنوات من التأسيس مع مجموعة من الأعضاء؛ بهدف دعم المؤسسة ماديا، أما المجموعة التي اختارتها الوزارة لإصدار "اليوم"، فقد اختارت مديرا عاما للمؤسسة هو الشيخ عبدالعزيز التركي، الذي تحمل أعباء مرحلة التأسيس بجدارة واقتدار. في عهد الشيخ التركي، لاقت المؤسسة -الوليدة- صعوبات مالية حادة؛ لأن مشاركات المؤسسين المالية كانت متواضعة جدا، بينما مصاريف الطباعة كانت تستنزف الكثير من دخل الجريدة، لكن معونة وزارة الإعلام التي كانت تصرف سنويا للصحف في ذلك الوقت، ساعدت على استمرار صدورها، وكان مقدارها ثلاثة ملايين ريال، وهي لم تكن معونة بالمعنى الدقيق، بل كانت مقابل نشر الإعلانات الحكومية مجانا، ثم قطعت هذه المعونة لتصبح الإعلانات الحكومية كغيرها من الإعلانات التجارية. واستمر الشيخ عبدالعزيز التركي في إدارة المؤسسة ما يزيد على أربع سنوات، نقل بعدها ملحقا تعليميا في لندن. وقد تولى إدارة الجريدة بعده د. عمر الزواوي، وكان قبلها مديرا للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وفي عهد الزواوي استطاعت المؤسسة أن تنتقل من شقة واحدة في عمارة الخريجي إلى شقتين في عمارة بغلف القريبة من عمارة الخريجي، واحدة للإدارة والأخرى للتحرير، وفي عهده أيضا أصبحت للجريدة مطابعها الخاصة، في مبنى قريب من السكة الحديد، وظهرت حينها بحجمها النصفي (التابلويد) حتى انتقل د. الزواوي للعمل في سلطنة عمان بطلب من أخيه قيس الزواوي الذي كان حينها وزيرا للخارجية العمانية. بعد ذلك اختار الأعضاء المؤسسون الشيخ حمد المبارك؛ لإدارة المؤسسة، وكان حينها مديرا عاما للمالية والجمارك بالمنطقة، وعبدالله بونهية نائبا، وكان قد خلف الشيخ التركي في إدارة التعليم، وقد اختير لاحقا رئيسا لمجلس الإدارة، وساعدهما في إدارة المؤسسة حينها مساعد الخريصي، الذي عين مديرا عاما للإدارة، والشيخ المبارك رئيسا لمجلس الإدارة، وفي عهد الشيخ المبارك وبتوجيهاته، سارت المؤسسة من نجاح إلى نجاح، مما مهد لأن تصل إلى ما وصلت، حيث حققت إدارتها الحالية قفزات غير مسبوقة في تاريخ الصحافة السعودية. وفي المقدمة عبدالعزيز الحقيل وصالح الحميدان. وعندما نذكر العنصر النسائي الذي أسهم في فترة البدايات، فلا بد أن نذكر حياة عنبر وصفية عنبر وأنيسة الشريف مكي، التي تولت إعداد الصفحة النسائية في "اليوم" لفترة طويلة، وازداد مع الزمن عدد الأقلام النسائية التي شاركت في الكتابة في مختلف المواضيع، فلم تقتصر مشاركات المرأة في الصفحة النسائية، بل امتدت هذه المشاركات لتشمل بقية الصفحات. هذه المحطات في تاريخ جريدة "اليوم" قد تكون جديدة على من لم يعاصر تلك الفترة، وكان لا بد من ذكرها؛ ليعرف من لا يعرف جهود المؤسسين، وما بذلوه من جهد يسجل لهم بمداد العرفان والتقدير. رحم الله الراحلين منهم، وحفظ الأحياء، ووفقهم لمزيد من العطاء.

مشاركة :