ساوباولو: «الخليج» نظّمت مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ملتقى «الشارقة ترحب بكم»، في ولاية ساو باولو بالبرازيل، بهدف تعزيز التواصل بين «نماء» وشركائها، وتسليط الضوء على نهج المؤسسة في استكشاف فرص التعاون مع المؤسسات والشركات البرازيلية، وذلك بحضور ومشاركة أكثر من 100 شخصية من رواد الأعمال، والخبراء، وصنّاع القرار البرازيليين والعرب.ويعد الملتقى الذي يأتي ضمن جهود «نماء» في تفعيل دور المرأة، والارتقاء بها في مختلف القطاعات الاقتصادية والمهنية والاجتماعية، الأول من نوعه الذي تنظمه المؤسسة في أمريكا الجنوبية، حيث كشف الملتقى النهج الشامل الذي تتبناه قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة، الرامي إلى النهوض بالمرأة في شتى المجالات. كما استعرض الملتقى جهود ومشاريع مؤسسة القلب الكبير المعنية بتقديم المعونات والمساعدات للاجئين والمحتاجين حول العالم.وتضمن الملتقى جلسة حوارية شارك فيها كل من ريم بن كرم، مدير المؤسسة، والشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة بالوكالة، ومريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وأدارتها سيدة الأعمال العالمية البرازيلية بيل بيس، وحضر الملتقى كلّ من إبراهيم سالم العلوي، قنصل عام الإمارات في ساو باولو، و أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وإرم مظهر علوي، مستشار أول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، وندى اللواتي، عضو مجلس إدارة مؤسسة «نماء».وناقش المشاركون خلال الملتقى فرص التعاون المشترك في قطاعات الأعمال المتنوعة، وبيئة الأعمال التي توفرها إمارة الشارقة ودولة الإمارات لسيدات ورائدات الأعمال من كافة أنحاء العالم، كما استعرض الوفد عمق العلاقات الإماراتية البرازيلية في مختلف القطاعات، وتوقفوا عند حجم التجارة المشتركة حيث تعتبر الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري عربي للبرازيل بعد السعودية والجزائر، وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين خلال العام الماضي 9.88 مليارات درهم (2.69 مليار دولار) مقارنة ب 9.54 مليارات درهم (2.6 مليار دولار) قيمة التجارة البينية خلال 2016، أي بنمو قدره 3.5%، وتطرق المشاركون إلى قرار إعفاء التأشيرات بين مواطني الدولتين وما لذلك من تأثير إيجابي على تعزيز العمل المشترك.وأكد إبراهيم سالم العلوي، خلال كلمته بالملتقى، أن التكريم الذي تحظى به الشارقة في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، الذي تحل عليه ضيف شرف هذا العام، لا يحسب للثقافة الإماراتية فحسب، وإنما للتجربة التنموية بشكلها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للإمارات، مشيراً إلى أنه لا نجاح للتجارب المنعزلة، إذ النجاح يتطلب الانفتاح على تجارب الآخرين وتبادل الدروس والعِبر معهم.وأضاف: «عندما يحتفي بلد ما بثقافة غيره ندرك عمق حضارة هذا البلد ومدى اهتمامه بالمعرفة كمحرك أساسي لمسيرة الحضارة والتقدم، ولعل خير دليل على هذه المكانة الرفيعة للثقافة هو حضور وفد مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة في هذا المشهد، الذي يحمل رسالة مضمونها أن لا ارتقاء لأي فئة من فئات المجتمع دون امتلاك المعرفة كشرط ودليل يحافظ على استمرار المسيرة ويحمي منجزاتها».بدورها قالت ريم بن كرم: «صنف تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين بالمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 الإمارات كدولة رائدة في مجال المساواة بين الجنسين بالمنطقة، وهذا الإنجاز وغيره من الإنجازات التنموية تبلورت منذ قيام اتحاد الإمارات وحتى يومنا الراهن، إذ إن كل تلك الجهود نبعت من إيمان قيادتنا الرشيدة بأن النساء والرجال شركاء متساوون في المجتمع، وأن توفير الفرص المناسبة للنساء وإتاحة المجال للتعبير عن قدراتهن يصبّ في مصلحة الارتقاء بحاضرهن ومستقبلهن، ويحقق دورهنّ كشريكات فاعلات في بناء الوطن». وأوضحت بن كرم أن الإحصاءات الوطنية في الإمارات فيما يتعلق بمجالات التعليم، تشير إلى أن المرأة تحتل المرتبة الأولى للمؤشر الفرعي لمعدل معرفة القراءة والكتابة في الدولة بنسبة 95.8%، كما أن 77% من النساء الإماراتيات يلتحقن بالتعليم العالي بعد المدرسة الثانوية ويشكلن 70% من مجموع خريجي الجامعات في دولة الإمارات، فيما تشغل النساء ثلثي وظائف القطاع العام في الدولة. وأضافت مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: «قادت جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة مؤسسة تنمية الأسرة، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مبادرات ومشاريع تنموية نسائية في جميع إمارات الدولة وصلت المرأة الإماراتية إلى مكانة مميزة».وتابعت: «إن تمكين دور المرأة في المجتمع له يعد أولوية لدى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر القاسمي، رئيسة المؤسسة، حيث تحرص على ربطه بمستقبل المجتمع انطلاقاً من رؤية محورية تنظر إلى المرأة بوصفها مورداً بشرياً لا غنى عنه في مسيرة التنمية الشاملة لبلدان العالم».من جانبها قالت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي: «إن تحقيق الاندماج التام بين سيدات الأعمال والاقتصاد العالمي يسهم في بناء قدرات النساء المهنية، ويعزز من خبراتهنّ في مجالات التفاعل مع مختلف الأسواق التجارية حول العالم، الأمر الذي يصب في مصلحة تعزيز الناتج الاقتصادي الإجمالي لدولة الإمارات وإمارة الشارقة».وتابعت: «نسعى من خلال ما نقدمه من جهود إلى تعزيز رؤية الشارقة باعتبارها مدينة حاضنة لسيدات الأعمال من خلال ما توفره من بيئة مثالية وتسهيلات متعددة تجعلها قادرة على أداء أعمالها على أكمل وجه، ونحرص من خلال تواجدنا في البرازيل على تعزيز الشركات مع رائدات الأعمال البرازيليات اللواتي يمتلكن شبكة واعدة من الاستثمارات حول العالم لنثري تجربة المرأة الإماراتية، بما يسمح بتطوير خبراتها العملية، والاستفادة من التجارب المختلفة على نطاق عالمي».وأضافت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي: «تضم قاعدة المجلس 1515 من سيدات الأعمال، والمهنيات، والمنتجات، وطالبات الجامعات، والخريجات، اللواتي يمثلن 21 مجالًا متنوعًا، ما يشير إلى الوفرة والتنوّع في مجالات العمل التي تقودها النساء بدولة الإمارات، وهذا أمر مهم لنطلع عليه نظيراتنا البرازيليات خلال هذه المشاركة الفاعلة». بدورها قالت مريم الحمادي: «إن جميع الجهود التي تقودها مؤسسة القلب الكبير تترجم الرؤية المتكاملة لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تهدف إلى حماية حقوق ومصالح النساء والأطفال والشباب، باعتبارها أولوية وطنية وإنسانية تصب في مصلحة تحقيق الأهداف المستدامة بعيدة المدى للمؤسسة». وأضافت الحمادي: «تعمل المؤسسة مع مختلف الشركاء الدوليين الذين يشاطروننا نفس المهمة، بما يحقق الأهداف التي نسعى إليها وهي ضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، ونحرص من خلال تواجدنا في البرازيل على فتح مجالات أكثر للحوار، بما يسهم في بناء قدرة أكبر للتأثير تتيح الوصول إلى صناع القرار في جميع أنحاء العالم، والتعرف على مجالات مختلفة ضمن إطار العمل الإنساني، بما يحقق شراكة دائمة تقوم على قاعدة الروح الإنسانية والمجتمعية بين جمهورية البرازيل ودولة الإمارات».وتخلل الملتقى عرض أزياء ومجوهرات لثلاث مصممات من مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع للمؤسسة، وهن: شروق المدفع، وخلود ثاني، وأمل حليق، إضافة إلى المصممة وفاء بالأسود، من مجلس سيدات أعمال الشارقة، حيث قدّمن أعمالهن على منصات مستوحاة من الثقافة اللاتينية لمصممين برازيليين وهم، الأخوان كامبانا وبولا توريز.
مشاركة :