وكالات إغاثة تحذّر من تشريد 700 ألف سوري في معركة إدلب

  • 8/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت أمس، حملات تشنها فصائل في شمال سورية لتوقيف عناصر تقول إنهم يروجون للمصالحة مع النظام، في وقت أفاد تقرير شهري صادر عن مجموعة من وكالات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة بأن هجوماً مرتقباً للنظام السوري على مسلحي المعارضة في محافظة إدلب (شمال سورية) قد يشرد حوالى 700 ألف شخص، أي أكثر بكثير من المشردين بسبب المعركة التي دارت في جنوبها الغربي أخيراً. وانتهت معارك كثيرة في سورية باتفاقات تقضي بإجلاء مسلحي المعارضة وأسرهم إلى إدلب الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد»، وتسبب تدفق النازحين إلى زيادة تعداد محافظة إدلب إلى قرابة الضعفين ، ليصل إلى حوالى 2.5 مليون نسمة. وقالت الأمم المتحدة إن إدلب أصبحت أرضا لتكديس النازحين. وجاء في نشرة «هيلث كلستر» الشهرية التي تنشرها مجموعة من وكالات الإغاثة المعنية بالصحة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية أن عمال الإغاثة «يتأهبون لمعركة إدلب». وأشار التقرير إلى أن «من المتوقع أن يسفر تصاعد الأعمال العدائية في الشمال الغربي خلال الفترة المقبلة عن تشريد بين 250 ألفاً و700 ألف شخص في إدلب والمناطق المحيطة»، متوقعاً أن «تنتج عن ذلك حاجة متزايدة للمساعدات الإنسانية إلى المعرضين الجدد للخطر وللمجتمعات المضيفة، خصوصاً خدمات الطوارئ الصحية». وأفاد بأن 184 ألف شخص نزحوا بسبب معركة في الجنوب واتفاقات لاحقة على إنهاء القتال هناك في الفترة من منتصف حزيران (يونيو) إلى نهاية تموز (يوليو). وأشار إلى أن ما يربو على عشرة آلاف من بين النازحين ذهبوا إلى إدلب ومحافظة حلب الشمالية. وحذرت الأمم المتحدة مراراً من أخطار شن هجوم على إدلب. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية بانوس مومسيس في حزيران الماضي، إن سكان المحافظة بأكملهم وعددهم 2.5 مليون نسمة يمكن أن ينزحوا باتجاه الحدود التركية إذا وقع هجوم كبير. وأضاف أن «مثل هذه المعركة ستكون أكثر تعقيدا ووحشية بالمقارنة بأي شيء حدث من قبل حتى الآن في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات». وشمل تقرير «هيلث كلاستر» خريطة تظهر توزيع السكان في المناطق الجنوبية والشرقية من المحافظة، في ما يشير إلى أن النزوح استند إلى احتمال شن القوات الحكومية لهجوم من جهتي الجنوب والشرق. وأظهرت الخريطة تقديرات لعدد السكان في أربع مناطق من الخط الأمامي وحتى الطريق السريع بين اللاذقية وحلب والطريق السريع بين حماة وحلب، وبلغ إجمالي عدد السكان في هذه المناطق 993 ألفاً. في الأثناء، تصاعدت أمس الحملة الأمنية المشتركة لفصائل منضوية تحت «الجبهة الوطنية للتحرير»، بالإضافة إلى «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، لتوقيف من تتهمهم بـ»الترويج للمصالحة مع النظام» في إدلب والشمال السوري. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» وناشطون بأن عشرات الآليات التابعة لفصائل مشاركة في الحملة، واصلت أمس، عمليات دهم واعتقالات في بلدات وقرى ريف إدلب، واعتقلت أكثر من 95 شخصاً بتهمة “التخابر مع النظام بغية المصالحة”، مشيراً إلى أن الحملة ترافقت مع إطلاق رصاص في الهواء، وسط أنباء عن إصابة طفلة برصاص عشوائي في بلدة التمانعة. وأكّد ناشطون وسكان محليون أن «الجبهة الوطنية» شنت حملة دهم واعتقال طاولت قرى ريف معرة النعمان الشرقي في ريف إدلب، بعدما كانت الجبهة اعتقلت نحو 45 شخصاً في منطقة سهل الغاب شمال غربي حماة. وتشكلت «الجبهة الوطنية» في الأيام القليلة الماضية، من كُبرى الفصائل العسكرية في إدلب وحماة، بالتزامن مع تهديدات النظام بالهجوم على المنطقة. وقال الناطق باسم «الجبهة الوطنية» النقيب ناجي المصطفى، إن الحملة بدأت فجر أمس، وشملت قرى عدة في ريف معرة النعمان الشرقي، ومن بينها تحتايا والرفة والهلبة وغيرها، مشيراً إلى أنها ستتوسع لتشمل مناطق إدلب كافة. وأضاف: جاءت الحملة بعد معلومات أمنية في شأن وجود بعض الشخصيات التي تروج للمصالحة مع النظام السوري، وتسهّل دخوله إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في إدلب. وأكد أنه تم إلقاء القبض على كثيرين منهم، بعد الحصول على أدلة حول تورطهم بالتواصل مع النظام السوري. وكانت الجبهة، التي تتلقى دعماًعسكريًا ولوجستياً تركياً، بدأت حملة أمنية مشابهة في ريف حماة، الأحد الماضي، اعتقلت خلالها أكثر من 45 شخصية من دعاة المصالحات. وأفاد المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سورية، بأن مسلحين من تنظيمي «هيئة تحرير الشام» (النصرة) و»جبهة تحرير سورية» اعتقلوا عشرات المعارضين السوريين في مناطق سيطرتهم في إدلب وحماة. وأشار المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، إلى أن حملة اعتقالات المعارضين السوريين من قبل قيادة التنظيمين ترمي إلى «تقويض التسوية وتطبيع الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد وإفشال جهود المصالحة بين أطراف النزاع السوري هناك». ودعا المركز قيادات المسلحين إلى التخلي عن الاستفزازات المسلحة والتحول إلى مسار التسوية السلمية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. في غضون ذلك، تواصل أمس حال الانفلات الأمني في أدلب، وأفاد المرصد السوري بأن مسلحين مجهولين اغتالوا بالرصاص مدنياً في جبل الزاوية، في القطاع الجنوبي لريف إدلب، وذلك بعد ساعات من إقدام مسلحين مجهولين على اقتحام مستشفى الساحل في ريف المحافظة الغربي، وعمدوا إلى خطف أحد الأطباء بعد الاعتداء بالضرب على حرس المستشفى وسرقة سيارة عائدة له.

مشاركة :