عادت إلى الواجهة، اليوم الخميس، قضية حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، طارق رمضان، الموقوف منذ 6 أشهر بتهم اغتصاب، حيث رفضت محكمة الاستئناف في باريس طلبًا ثانيًا بإخلاء سبيله على ذمة القضية، التى بدأت في أكتوبر الماضي، مع تقديم امرأتين شكويين ضده، وانضمت إليهن ثالثة في مارس.وكان القضاء الفرنسي سبق وأن رفض طلبا أول بإخلاء السبيل قدمه رمضان في مايو، تقدّم الدفاع بطلب جديد مماثل في 19 يوليو، إثر إدلاء المرأة الأولى التي تتّهمه باغتصابها بشهادتها، وتذرع فريق الدفاع عن رمضان بحالته الصحية، كونه مصابا بالتصلّب اللوحي، لكن خبيرة طبّية أكّدت أن وضعه الصحي يسمح بسجنه.واقترح فريق الدفاع أن يسلّم رمضان، الموقوف منذ مطلع فبراير، جواز سفره السويسري وأن يمنح إطلاق سراح مشروطًا، أي أن يبقى تحت الرقابة القضائية في المنطقة الباريسية ويدفع كفالة مالية قدرها 300 ألف يورو، وفي نهاية يوليو رفض قضاة التحقيق الثلاثة المكلّفون الملفّ ثم قاضي الحريات هذا الطلب، فطعن فريق الدفاع بقرارهم، وبرّر القضاة قرارهم بأن المواجهة التي كانت مقررة أصلا في 18 يوليو، بين رمضان والمدّعية الثانية الملقبة بـ"كريستال" أرجئت الى 18 سبتمبر بسبب وضعها الصحي.ونشأ رمضان في سويسرا وحصل على جنسيتها، وعمل مدرسا في مرحلة الثانوية العامة بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ويعمل رمضان استاذا في الفكر الإسلامي ومحاضرا في جامعة أوكسفورد أعرق جامعات بريطانيا وجامعة فرايبورج بألمانيا، ويعتبر أحد القيادات الإسلامية في أوروبا ويحظى بمكانة خاصة لدى تنظيم الإخوان، ليس فقط كونه حفيد مؤسس التنظيم، بل لأنه يعد واجهة أوروبية لأفكار التنظيم في زي حداثي، وينظر إلى رمضان على أنه الابن المدلل لمنظر تنظيم الإخوان يوسف القرضاوي المقيم في قطر.وكشفت إحدى ضحايا طارق رمضان المزيد عن ممارساته التي اعتاد القيام بها قبل القبض عليه، واتهمته باستغلال الدين للوصول إلى أهدافه وابتزاز ضحاياه، فقد قالت ماجدة برنوسي، وهي بلجيكية من أصول مغربية، إن رمضان كان "يظهر نفسه على أنه رجل نشيط في مجال الإسلام وتطبيقه"، وكشفت ظنها في البداية أن هذا ليس انحرافا بل بداية قصة جميلة، وأضافت "كنت بعيدة بمليارات السنوات الضوئية عن تخيل ما سأمر به"، وأوضحت برنوسي: "هو رجل ليس كما يدعي، يلبس هنداما. لديه فن القول، ولكنه لا يفعل، يتحدث جيدا لكنه لا يقول الحقيقة، وأخلاقه ودينه يستعملها فقط أمام الكاميرا، أما بعيدا عنها، فالأمر مختلف تماما".وكذلك واجه رمضان اتهاما من امرأة تدعى منية، وهي مرافقة سابقة كانت بين الشابات اللواتي شاركن في حفلات ماجنة نظمت في فندق كارلتون وشارك فيها المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، وقالت إنها تعرضت للاغتصاب من رمضان 9 مرات في فرنسا ولندن وبروكسل بين عامي 2013 و2014، وقدمت دليلا عينيا يثبت تعرضها للاغتصاب. وأعادت فضيحة طارق رمضان التذكير بعدد من الفضائح التي تورط فيها أشخاص بارزون في ما يعرف بتيارات "الإسلام السياسي" في السنوات الأخيرة، متخذين من مكانتهم الاجتماعية أو السياسية ستارا لارتكاب ممارسات تتناقض مع ما يروجون له، وكان منهم النائب علي ونيس العضو بالهيئة العليا لحزب الفضيلة الذي ضبط متلبسا في وضع جنسي مشين عام 2012، وقضت محكمة عليه نهائيًا بالحبس لمدة سنة مع ايقاف التنفيذ. ومن مصر إلى المغرب، حيث ضبطت الشرطة في أغسطس عام 2016، أحد قيادات حركة الإصلاح والتوحيد، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، ويدعى مولاي عمر بن محمد، في وضع مشين مع العضوة البارزة في الجماعة فاطمة النجار داخل سيارة قرب شاطئ البحر، وكشفت التحقيقات أن المعنيين بالأمر لا تربطهما أية علاقة شرعية، لكنهما أصرا على وجود زواج عرفي بينهما، وأصدرت الحركة بيانا أقرت فيه بالواقعة، وعلقت عضويتهما واعتبرت ما قاما به خطأ، وأدانت محكمة ابتدائية القياديين بالسجن لمدة شهرين مع إيقاف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500 درهم مغربي.
مشاركة :