شدّد جنرال أمريكي كبير، أمس الأول الأربعاء، على أن الولايات المتحدة عازمة على تأمين الملاحة في مضيق هرمز، بعد مناورات بحرية إيرانية رأت فيها واشنطن تهديداً. وقال الجنرال، جوزيف فوتيل، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لصحفيين إنه «من الواضح جداً أنهم حاولوا أن يستخدموا تلك المناورات لكي يبعثوا لنا رسالة»، وفق ما أوردت «فرانس برس».وأضاف أن النظام الإيراني أراد أن يثبت أنّ لديه «قدرات» عسكرية في مضيق هرمز الاستراتيجي. وأجرت إيران، في أوائل أغسطس/آب، عمليات بحرية في الخليج، ومضيق هرمز، وخليج عمان.وأشار فوتيل إلى أن إيران تملك في هذه المنطقة ألغاماً وقوارب متفجرة وصواريخ دفاع ساحلي، فضلاً عن رادارات، غير أنه شدد على «أننا يقظون بشكل استثنائي، ونحن نراقب أي تغيير» في المنطقة.وقال الجنرال الأمريكي «إنّ إحدى مهماتنا الرئيسية هي ضمان حرّية الملاحة، وحرّية التبادلات التجارية، وسنواصل القيام بذلك في كل أنحاء المنطقة». وكان مسؤولون إيرانيون حذروا من أن نظامهم يمكن أن يغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيوياً لإمدادات النفط العالمية.وشن فوتيل هجوماً على اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، وقال إنه «يقف خلف الكثير من النشاطات الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط... أينما نرى نشاطات إيرانية نرى قاسم سليماني، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، هو هناك، و«فيلق القدس» الذي يقوده هو التهديد الأساسي وراء نشاطات زعزعة الاستقرار.»في الأثناء، واجهت إيران مصاعب اقتصادية غير مسبوقة بعدما جددت الإدارة الأمريكية عقوباتها بحقها، فبعدما ساد ظن بأن الاتفاق النووي سيمد طهران بطوق نجاة عبر جلب مستثمرين أجانب، أعلن البيت الأبيض، مؤخراً، حزمة غير مسبوقة من القيود لكبح دور الملالي المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.وبحسب ما نقلت وكالة «بلومبرج»، فإن لا أحد في إيران يسدي لرئيس البلاد، حسن روحاني، النصيحة التي تكفل إخراج البلاد من المأزق الذي تفاقم بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم سنة 2015.ورغم دعوات المرشد علي خامنئي «الظاهرية» إلى محاربة الفساد، وانتقاد عدد مهم من البرلمانيين لسياسة الرئيس الاقتصادية، لا يبدو في الأفق ما يبدد المخاوف إزاء الغضب المستعر في الشارع.وشهدت إيران في الأسابيع الأخيرة مشكلات غير مسبوقة؛ مثل ارتفاع درجة الحرارة، وانقطاع الكهرباء، ونقص المياه، فيما ناهز ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية 50 في المئة، ما أدى إلى احتجاجات أوقعت على سبيل المثال قتيلاً واحداً، فيما اعتقل عشرون آخرون في مدينة كاراج، غربي البلاد.وتقول «بلومبرج» إن الغضب الاجتماعي في إيران سيزداد حدة في المستقبل، بعدما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات اقتصادية تمنع إيران من شراء الدولار، والذهب، والمعادن، والسيارات، فيما فقد الريال الإيراني سبعين في المئة من قيمته منذ مايو/ أيار الماضي.وحاولت الحكومة الإيرانية أن تحل أزمة الريال من خلال تثبيت سعر العملة عند مستوى معين أمام الدولار، ما عاد بنتائج عكسية، وأدى إلى مزيد من التقهقر أمام الدولار، لكن العقوبات الأقسى ستبدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل حين تبدأ القيود الأمريكية على صناعة النفط الإيرانية، التي تعد عصب الحياة لاقتصاد إيران.وكان روحاني فاز بولاية رئاسية ثانية بعدما قدم نفسه للإيرانيين بمثابة خيار وجيه بالنظر إلى توقيعه اتفاقاً مع الغرب، وتعهده بجلب استثمارات أجنبية تخفف عبء السنوات الطويلة للعزلة التي أحاطت بإيران من جراء برنامجها النووي.وبعد 3 أعوام فقط، على توقيع الاتفاق، يجد روحاني نفسه مضطراً لشرح ما حصل بعدما تبددت الآمال التي جرى تعليقها على الاتفاق النووي، فيما كان المتفائلون يعتقدون أن الصفقة ستكون مفيدة لإيران.لكن الرئيس الذي يوصف ب«الإصلاحي» لم يقدم الجواب، فخلال لقاء تلفزيوني بث مؤخراً، اكتفى بدعوة الولايات المتحدة إلى تخفيف العقوبات قبل القبول بالتحاور معها.ومن مآزق روحاني، أنه يجد نفسه بين كماشتين، فهو يخضع لضغوط رجال الدين المحافظين من جهة، بسبب توقيعه الاتفاق النووي الذي كان رهاناً اقتصادياً مهماً، وفي الوقت نفسه يتلقى انتقادات من الشعب لأنه لم ينفذ إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة، حين كان الاتفاق النووي سارياً طيلة عامين.(وكالات)
مشاركة :