أبورفا ديتال كم من الوقت يجب أن يعمل شخص ما في شركة أو مؤسسة معينة؟ الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على النمو الحقيقي الذي تحققه ببقائك في تلك الوظيفة، والخبرة التي تكتسبها. فهل بقاؤك لفترة طويلة في وظيفة ما، يجعل خبرتك أكثر تركزاً مما إذا عملت في وظيفة أخرى؟ بناء على تجربتي الشخصية، فإن البقاء في شركة واحدة لفترة طويلة، يعود بالنفع على الشخص، أكثر مما كان سيحققه عند التنقل المتواصل من عمل إلى آخر، خصوصاً فيما يتعلق بخوارزمية الخبرة، فماهي خوارزمية الخبرة ولماذا؟ خوارزمية الخبرة، هي التراكم الإيجابي الذي يحصل عليه الشخص من أدائه لعمل معين، وعندما يكون الشخص في وظيفة ما، فإنه يتعلم منها باستمرار، وبالتالي، فإنه يبني منها مصفوفته الخاصة بالخبرة.ما يحدث عند استمرارك لفترة طويلة في مؤسسة ما، هو أنه بمرور الوقت، يصبح الشخص يتلقى دروساً جديدة ليس من الوظيفة الحالية فحسب؛ بل من جميع الوظائف السابقة التي تدرج منها إلى الوظيفة الحالية، فطوال فترة عملي في الشركة التي أعمل فيها، والتي تمتد لنحو 11 عاماً، كنت أعمل على تسويق علامتين اثنتين، وقد كانت المرة الأولى التي عملت فيها في هاتين العلامتين بين العامين 2010 و2013، وبعدها انتقلت إلى مهام أخرى، أصبحت فيها أقل تركيزاً على مهامي السابقة، وبعد سنوات قليلة، ترقيت إلى أن أصبحت مديراً عاماً في المؤسسة، وهو ما أجبرني على العمل مجدداً مع العلامتين اللتين كنت أعمل على تسويقهما سابقاً؛ الأمر الذي مكنني من تقييم التقدم الذي حققتاه طوال هذه الفترة، وتحليل الطريقة التي تقدمتا بها. إن مصفوفة الخبرة التي اكتسبتها من خلال العمل ضمن نطاق معين، جعلت مني شخصاً قادراً على رؤية جميع المعطيات بكل وضوح. وقد يقول قائل إنه لا بأس بتغيير الشركة، والانتقال إلى مؤسسة أخرى بنفس المجال، ولكن أقول إن ثقافة العمل التي تتمتع بها كل شركة تختلف كلياً عن الأخرى، وبالتالي، فإن التكيف مع الثقافة الجديدة، ربما يستنزف طاقة الشخص حتى الوصول إلى المرحلة التي يستطيع فيها أداء مهامه المحددة في المؤسسة الجديدة بدون أية مشاكل، وتتمثل أهمية مصفوفة الخبرة في أنها مرتبطة بمهام محددة، كان الشخص يؤديها في الوظيفة، وبالتالي، فإن البقاء ضمن ثقافة واحدة أمر مهم جداً في تعزيز هذه المصفوفة، ومن ثم يمكن للشخص الارتقاء إلى ثقافة عمل جديدة، ولكن إلى مستوى أكبر، تكون دعامته رصيد الخبرات السابقة. الإندبندنت
مشاركة :