"اشتهرت بابتسامتها المشرقة بينما تخفي في قلبها وجعًا كبيرًا"، بهذه الكلمات التي غمرتها الدموع، بدأت والدة محاربة السرطان نوال الغامدي حديثها عن معاناة ابنتها مع المرض الخبيث الذي ألزمها الفراش. وتروي والدة الغامدي، قصة اكتشاف المرض لدى ابنتها، قائلة: "ما إن وصلت إلى الصف الخامس الابتدائي، إلا وظهرت عليها آثار مرض غريب، فبدأت تعاني من آلام وهبوط وارتفاع في درجة الحرارة، وتارة غثيان وألم في الرأس وتورم في الرقبة، ومرات تصاب بحالة إغماء، وعندما تمّ نقلها إلى المستشفى، تم اكتشاف مرض سرطان في الغدد اللمفاوية.. من هنا بدأت رحلة العناء". ووصفت والدة الطفلة نوال رحلتها بالعذاب والمليئة بمحطات الألم، وخاصة خلال فترات العلاج بالكيمياوي، الذي كان ينهش جسدها الصغير، قائلة: "عاشت نوال مع الناس ولم يعزلها مرضها عن المجتمع، بل أقبلت عليه تزرع الأمل والابتسامة، وتبتلع مواجعها لتبثّ الفرح في قلوب الناس، واشتهرت بابتسامتها المشرقة، بينما تخفي في قلبها وجعًا كبيرًا"، بحسب قناة "العربية". وتابعت: "نوال هي أصغر أبنائي، ولها 3 إخوة من الذكور، وقد عاشت في المستشفى فترات طويلة أكثر من مدة بقائها في البيت، وهي تعيش في كل يوم قسوة مرض لم يرحم ضعفها وقلة حيلتها، فهي دائمة الصبر والحمد والشكر لله على كل ما أصابها من الألم". وكشفت والدة نوال عن تبرعها لابنتها "نوال" بنخاع شوكي، لكن العملية وبعد فترة لم تنجح ولم يتحمل جسدها، لتظل نوال تعيش على أمل الشفاء (..) بكيت نوال قبل أن تَمُت.. بكيتها وأنا أراها تتألم وتعاني أمام عيني، وليس لي حيلة في إزالة الألم عنها، كنت حينها أقرأ عليها القرآن وأرقيها وأحصنها، وكنت أدعو لها بالخير، وأدعو الله إن كانت الحياة خيرًا لها أن يحييها، وكنت أعرف أنها مودعة". وأضافت: "عشت معها معاناتها خمس سنوات، وآخر حياتها وقبل 6 أشهر وأنا ملازمة معها في المستشفى، للتداوي من هذا المرض الذي حرمها من طفولتها، وفي آخر أسبوع أخذت 3 جرعات، ووقت الزراعة أخذت 17 جرعة كيمياوي في شهر شوال الماضي، لتتحسن قليلًا، وبعد أسبوعين عانت من جرثومة، ودخلت في إشكاليات زيادة سوائل في الجسم وماء على الرئة، وتأثرت الكلى والقلب، وآخر أيامها عاشت على التنفس الصناعي، وفي آخر 4 أيام أكد لنا الأطباء أنها في مرحلة حرجة، وتوفيت أمس الفجر وتم إبلاغ خالها في الدمام". وعن آخر موقف جمعها بابنتها "نوال" عندما كانت تقول "اشتقت لإخواني وجمعتنا مع بعض"، وكانت تردد "اللهم استودعتك نفسي" وهي تكرر الحمد لله. بينما قال "عبد العزيز الغامدي" ابن شقيق نوال: "هي رمز لمحاربة السرطان، لقد ظلت متماسكة وقت معاناتها بجرعات الكيمياوي، لتتجاوز تلك الآلام بقربها من الناس، وواجهت المرض بشجاعة وبسالة وإقدام، فانتقلت من تخصصي الرياض إلى جدة، لتستكمل رحلتها في العلاج".
مشاركة :