توجهت بوصلة أغلب أندية دوري النجوم السعودي إلى القارة العجوز لإقامة معسكراتها الإعدادية للموسم الرياضي الجديد، سعياً منها للاستفادة أيضاً من وجود أندية كبيرة من أوروبا وأمريكا الجنوبية، وذلك من أجل إقامة مواجهات تجريبية معها وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على معسكرات الأندية وكيف كانت ولماذا تم الاختيار؟ أوروبا تكسب واختلفت وجهات إدارات الأندية السعودية التي حزمت حقائبها وتوجهت إليها ما بين الدول لكنها اتفقت على الوجهة الأوروبية التي جذبت إليها جميع الأندية العالمية سواءً من القارة الأمريكية أو الآسيوية وحتى الإفريقية، وعلى الرغم من ارتفاع التكاليف المادية للمعسكرات الأوروبية والتي تبلغ 450 ألف دولار تقريباً، ما بين تكاليف التنقلات والإقامة والإعاشة وخوض مباريات تجريبية، فإن إدارات الأندية ترى أن هذا التجمع الخارجي لا بديل عنه في ظل ارتفاع درجات الحرارة في المملكة والدول القريبة، ولما تتمتع به تلك المدن الأوروبية من المرافق الرياضية من ناحية الملاعب وصالات اللياقة البدنية والعيادات الطبية، فضلاً عن الجانب الأهم وهي الأجواء المعتدلة صيفاً والتي تمكّن المدربين من تطبيق برامج الإعداد اللياقية والتكتيكية للموسم الجديد على أكمل وجه. الأندية السعودية تختار النمسا وجاءت النمسا وجهة لغالبية الأندية السعودية لتوافر جميع الإمكانات التي يتطلبها نجاح المعسكر، حيث توجهت 6 أندية سعودية إلى النمسا وهي الهلال والأهلي والاتحاد والقادسية والوحدة والحزم، فيما وجد في هولندا الاتفاق والتعاون، وناديا الشباب والفتح في سلوفينيا والتي تعتبر هي المرة الأولى التي تتوجه إليها الأندية السعودية، ونادي الفيصلي في رومانيا، وجاءت إسبانيا خياراً لنادي الفيحاء، والرائد توجه للتشيك أما نادي الباطن فقد عسكر في بلجيكا لأول مرة، فيما يعتبر أحد هو النادي الوحيد الذي كسر القاعدة في هذا الموسم بذهابه لدولة عربية وهي الأردن. ووقع اختيار نادي الهلال حامل لقب الدوري المحلي على مدينة لينز النمساوية، حيث خاض معسكره من 14 يوليو واختتم في 3 أغسطس، وخاض الفريق خلال المعسكر 5 مباريات تجريبية، قبل التوجه إلى مدينة لندن الإنجليزية لملاقاة الاتحاد يوم 18 أغسطس في كأس السوبر السعودي. وغادر النادي الأهلي وصيف بطل النسخة الماضية، إلى النمسا لإقامة معسكره الخارجي من 15 يوليو حتى 7 أغسطس، ولعب الفريق عدداً من المباريات التجريبية، قبل العودة إلى جدة، على أن تتوجه بعثة الفريق إلى مدينة تبوك السعودية للمشاركة في بطولة تبوك الدولية. وجاء اختيار نادي النصر لمدينة سانت غالين السويسرية في المرحلة الإعدادية الأولى والتي انطلقت في 15 يوليو، ثم انتقلت لمحطتها الإعدادية الثانية في مدينة فيفي السويسرية واستمرت حتى 6 أغسطس، على أن تكون المرحلة الأولى للجوانب اللياقية والتدريبات التكتيكية، فيما شهدتت المرحلة الثانية إقامة عدد من المباريات التجريبية. ولحق نادي الاتحاد بناديي الهلال والأهلي، وحدد النمسا وجهةً له في المعسكر الخارجي التي انطلقت في 14 يوليو حتى 15 من أغسطس، وتخلل المعسكر الاتحادي إقامة 6 مباريات تجريبية لإعداد الفريق قبل توجه البعثة الاتحادية إلى لندن لملاقاة الهلال في كأس السوبر. وكما هي النمسا جذبت غالب الأندية الكبيرة في الدوري السعودي هو كذلك نادي الصاعد الحديث لدوري النجوم السعودي النمسا وجهةً للفريق الأول للاستعداد للمنافسات المحلية وينتظر عشاق الوحدة أن يقدم الفريق صورة جيدة وأن ينافس على الألقاب خصوصاً بعد الدعم اللامحدود الذي تلقاه من هيئة الرياضة. الشباب والفتح في سلوفينيا فيما انطلق معسكر نادي الشباب يوم 20 يوليو في سلوفينيا، حتى 9 أغسطس، وخاض الفريق الشبابي عدداً من المباريات التجريبية مع الأندية السلوفينية المحلية قبل العودة مجدداً إلى الأراضي السعودية، والتوجه إلى مدينة تبوك للمشاركة في بطولة تبوك الدولية. أما الفتح فقد كان ينوي إقامة معسكره بتركيا ثم حول وجهته هو الآخر إلى سلوفينيا الاتفاق والتعاون في هولندا والفيحاء في إسبانيا فيما غادر فريق نادي الاتفاق إلى مدينة تيل الهولندية مبكراً كأول نادٍ سعودي يقيم معسكره الخارجي في هذا الموسم، حيث انطلق يوم 3 من يوليو حتى 31 من الشهر نفسه، وتخلل المعسكر الهولندي إقامة عدد من المباريات التجريبية، قبل العودة إلى الدمام لبدء المرحلة الثالثة التي ستستمر حتى موعد انطلاق الدوري. واختار جاره القادسية النمسا لإقامة معسكره الخارجي هناك، والذي انطلق في 21 يوليو حتى 13 أغسطس، على أن يخوض الفريق القدساوي خمس مباريات تجريبية. فيما توجهت بعثة نادي التعاون إلى هولندا لإقامة معسكر يستمر 18 يوماً، والذي انطلق في 6 من يوليو حتى 24 من الشهر نفسه، حيث خاض الفريق خمس مباريات تجريبية، قبل العودة إلى القصيم واستكمال مرحلة الإعداد بمعسكر داخلي، وحددت إدارة نادي الرائد التشيك مقراً لإقامة معسكره الخارجي لمدة 21 يوماً، حيث تأخرت الإدارة الرائداوية في تحديد الدولة لإقامة المعسكر الخارجي نظراً لتأخرها في ملف التعاقد مع المدير الفني للفريق. فيما وقّع اختيار نادي الحزم للنمسا لإقامة معسكر يمتد 21 يوماً، استعداداً للمشاركة في دوري النجوم السعودي بعد صعوده من دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى. في حين توجهت بعثة نادي الفيحاء إلى إسبانيا لإقامة المعسكر الإعدادي بمدينة سان بيدرو الذي سيستمر لمدة 26 يوماً، قبل العودة إلى السعودية لمواصلة الفترة الإعدادية الثانية، على أن تتخلل المعسكر الفيحاوي الخارجي 6 مباريات تجريبية مع أندية أوروبية. وفضّل الغريم التقليدي للفيحاء نادي الفيصلي، رومانيا وجهةً لمعسكر الفريق الأول لكرة القدم، استعداداً لانطلاق الموسم الرياضي، على أن يبدأ المعسكر في 13 يوليو واستمر حتى 31 منه. فيما غير نادي الباطن مساره من جمهورية مصر العربية والتي كان غالباً يقيم معسكراته الخارجية فيها إلى أوروبا وتحديداً بلجيكا، وتوجه فريق أحد إلى مملكة الأردن الهاشمية، حيث يعتبر هو النادي الوحيد الذي أقام معسكره الخارجي في دولة عربية، حيث خاض عدداً من المباريات الودية وقد تخلل المعسكر خوض دورة دولية. برامج غذائية خاصة وخلال المعسكرات يحرص المدربون على تطبيق برامج غذائية خاصة تساعد اللاعبين على التخلص من الأوزان الزائدة ورفع المعدل اللياقي بعد الإجازة الطويلة التي تمتد ما بين نهاية الموسم الرياضي الماضي وبداية الموسم الرياضي الجديد، إذ يتفرغ اللاعبون في المعسكر الخارجي لتطبيق البرامج المعدة بعيداً عن الارتباطات الاجتماعية، ما يساعد على الإعداد بشكل مثالي. ويعد نجاح المعسكر الإعدادي أولى خطوات نجاح الأندية في مسيرتها المحلية أو الخارجية متى ما أُعدّ الفريق بطريقة سليمة وفق الضوابط الفنية والإدارية الصارمة، التي تساعد اللاعب على معرفة السياسة الفنية للمدير الفني وتطبيق نهجه التكتيكي، وتأقلم اللاعبين الجدد سواءً الأجانب أو المحليين مع بقية اللاعبين السابقين في الفريق في ظل زيادة اللاعبين الأجانب إلى 8 لاعبين، سواء خلال المباريات التجريبية أوالحصص التدريبية، لتحقيق أفضل النتائج في المباريات الرسمية.