فكرة الكاريكاتير الإنساني ليست محددة بتاريخ صلاحية

  • 8/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضيفتنا لهذا الإسبوع من أوائل رسامات الكاريكاتير في منطقتنا العربية، فمنذ تخرجها من كلية الفنون الجميلة عام 1997م وهي تعشق الرسم الكاريكاتوري ونشرت رسوماتها في عديد من الصحف والمجلات، والمواقع الإلكترونية، العربية والأوروبية، كما أسست استوديو خاصاً لتقدم فيه كل ما يتعلق بفنون الكاريكاتير والرسوم المتحركة، إنها رسامة الكاريكاتير المصرية «رشا مهدي»، التي تعدّ أول رسامة للكاريكاتير السياسي في مصر، مجلة «اليمامة» التقت بها في هذا الحوار الشيق.. * كيف بدأت رحلتك مع فن الكاريكاتير؟ - بدايتي كانت مع ملحق «أيامنا الحلوة» الذي كانت تصدره جريدة الأهرام المصرية، كان ملحقاً ساخراً بامتياز، وعلى الرغم من كوني كنت هاوية حينها، إلا أنني كنت الريشة النسائية الوحيدة بهذا الملحق، لاقت رسوماتي الكاريكاتورية استحسان القراء، وكذلك المشرفين على الملحق، بعدها توسعت في نشر أعمالي، كنت أول رسامة كاريكاتير عربية تنشئ موقعاً على شبكة الإنترنت لنشر رسوماتي، كما بدأت بالنشر في عدة مجلات وصحف مصرية وعربية، ومع مرور السنوات باتت رسوماتي تُنشر في مواقع أوروبية مثل موقع ca*toon movement، وغيره من المواقع. * تبنيتِ حملة مضادة للرسوم المسيئة للنبي الكريم، وكانت تحت عنوان «حملة الرسوم لمناصرة الرسول»، حدثينا قليلاً عن تلك الحملة؟ - في عام 2005م قامت صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية بنشر صور مسيئة لنبينا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتبعتها في النهج نفسه عدة صحف غربية أخرى، بحجة حرية التعبير، كانت أشبه بحملة ممنهجة من بعض الصحف الغربية لإهانة النبي والتقليل من شأنه ومكانته؛ لذا جاءتني فكرة بأن نرد عليهم بحملة أخرى، تحت عنوان «حملة الرسوم المناصرة للرسول الكريم»، استخدمت فيها الكاريكاتير لتوضيح مكانة النبي محمد وخلقه وفضائله، والرد على الرسوم المسيئة المغلوطة برسوم صادقة ومناصرة للرسول. بعد فترة الثورات الأخيرة التي حدثت في بعض البلدان العربية، تبنيت حملة أخرى مشابهة، لكن هذه المرة لتوضيح جوهر الدين الإسلامي الصحيح، خاصةً في ظل الحملة المتعمدة للإساءة للإسلام والتجني عليه وإلصاق تهمة الإرهاب به، بعض التعليقات على الرسومات أقوم بترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية، ونشرت معظمها في مواقع غربية لإيصال الصورة السليمة لديننا الحنيف، ومواجهة الغرب بحقيقة الدين التي ربما يجهلها، أو يتعمد أن يجهلها! * ترسمين الكاريكاتير السياسي، ألا ترين أن هذا النوع يستحوذ عليه الرسامون الذكور أكثر، خاصة في وطننا العربي؟ - لا أظن ذلك، اليوم باتت المرأة العربية تدخل في كل المجالات تقريباً، بل إنها تؤدي أحياناً بشكل أفضل ويفوق الرجل، في الكاريكاتير السياسي باتت هناك فنانات عربيات ماهرات، المشكلة فقط أن الرسامين الرجال يتفوقون في العدد، وهذا كل شيء. * كان لديك فكرة ثم صارت حقيقة، وهي إنشاء أول رابطة إلكترونية تجمع فنانات الكاريكاتير في العالم العربي، حدثينا إلى أي مدى وصل حال الرابطة؟ - نعم، كانت فكرة رائعة، لكن للأسف لم يتم تفعيلها بالشكل المأمول، في بدايتها نجحنا في تجميع عدد من رسامات الكاريكاتير بالوطن العربي، لخلق نوع من التعارف والتواصل المباشر بينهن، وتوثيق أعمالهن وتقديم نبذة عن كل فنانة وأعمالها، وقد تم فعلاً، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، وتوقف نشاط الرابطة. * لكل كاريكاتير بعض الشخصيات الثابتة التي تميز معظم أعماله، ك«حنظلة» لناجي العلي، فماذا عن شخصيات «رشا مهدي»؟ - لي بعض الشخصيات التي استخدمتها قديماً، لعل أشهرها.. شخصية «هدهد»، وهو طائر حكيم، ظهر في الكثير من الكاريكاتيرات السياسية لي، وذلك للتعليق على الأحداث، لكن لم أستمر طويلاً في استخدامه. * هل لديك خطوط حمراء تلتزمين بها عند إبداع رسوماتك؟ - أي تجاوز في أي مجال هو أمر غير مقبول، هناك خطوط حمراء للجميع يجب الالتزام بها مثل المقدسات والأديان والذوق العام للمجتمع، وعدم خدش الحياء أو استخدام عبارات أو رسومات تسيء للمشاهد أو القارئ، هذه كلها أمور أضعها في اعتباري عندما أبدأ في الرسم وعند كتابة التعليقات. * قلتِ ذات مرة: «أحب كثيراً فكرة الكاريكاتير الإنساني غير المرتبط بحدث، لأنه يعيش لفترة طويلة»، ألا ترين أن عمر الكاريكاتير يحدده جودته ومدى تعلق الناس بالفكرة المطروحة به، حتى وإن ارتبط بحدث سياسي أو عابر؟ - كلامك قد يبدو صحيحاً للوهلة الأولى، لكن اسمح لي أن أوضح أمراً ما، الكاريكاتير السياسي يظل مرتبطاً شئنا أم أبينا بحدثٍ ما، لحظة معينة في مسار التاريخ، وموقف محدد في مسيرة الأحداث التي لا تتوقف، ومرتبط ببلدٍ ما، أو قضية ما؛ لذا فإنه مهما حدث سيأتي وقت قد لا يفهمه من يراه، لأنهم لم يشهدوا ذاك الحدث أو أن القضية التي يعبر عنها الكاريكاتير ليست قضيتهم وهكذا، على العكس تماماً نجد الكاريكاتير الإنساني، فإن فكرته تظل صالحة لكل زمان ومكان، هي ليست محددة بتاريخ انتهاء صلاحية! * من يعجبك من فناني وفنانات الكاريكاتير في الوطن العربي؟ - أتابع كثيرين، لكن تجذبني رسومات أمجد رسمي، ياسر أحمد، عفراء اليوسف، ومن المملكة «أيمن يعن الله».

مشاركة :