مشروع (كلنا عون وسند) التطوعي لاحظت أمس أثناء دخولي مركز الحد الصحي وجود مجموعة من الشابات والشباب البحريني، يرتدون قمصانا زرقاء، مكتوب عليها (مركز تنمية العمل التطوعي)، بعضهم يجلس خلف طاولة التسجيل، وبعضهم يقوم بشرح التوعية الصحية للمراجعين، وبعضهم يمارس عمل قياس الوزن وغيره، والبعض الآخر يؤدي مهام إدارية بالمركز الصحي. استوقفني ذلك المشهد الجميل، وسألت شابا وشابة عن الموضوع، فقالا لي: نحن أعضاء في مركز «تنمية العمل التطوعي» التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وشرحا لي الأعمال التي يقومون بها، والمهام التي يؤدونها، والتي تأتي ضمن مشروع مجتمعي تطوعي، أطلق عليه مبادرة (كلنا عون وسند)، الهادفة الى توفير خدمات مجانية (فرص تطوع) لأفراد المجتمع من أجل تقديم خدمات للمجتمع ومؤسسات الدولة، وان الشباب موزعون حاليا على عدد من المراكز الصحية في محافظات البلاد، بالتنسيق مع وزارة الصحة وبدعم من وزارة العمل. بصراحة.. مثل هذا المشروع الحضاري، وهذه المبادرة الجميلة، وهذا المركز التطوعي الفريد من نوعه، يستحق الشكر والإشادة، كما يستلزم الإبراز الإعلامي الدائم لصورة بحرينية حضارية رفيعة، ويستوجب الدعم المجتمعي لمفهوم العمل التطوعي وإحيائه من جديد بصورة عصرية متجددة، اسثمارا لطاقات الشباب البحريني من الجنسين. مركز تنمية العمل التطوعي، نموذجا مشرفا وتجربة رائدة في مملكة البحرين، وقد قام في الفترة الماضية بتنفيذ (12) مبادرة تطوعية، شارك فيها نحو (1000) متطوع ومتطوعة، وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين (5) جهات حكومية، و(15) جهة أهلية، كما طرح المركز(6) برامج تدريبية منذ تدشينه، والمركز يعمل على تعزيز الدور الإيجابي للمتطوعين، وبث روح الإحساس بالمسؤولية المجتمعية والإقبال على العمل التطوعي والخيري وتنمية المجتمع. الأجمل ضمن مشاريع المركز أنه نفذ في العام الماضي مشروعا بيئيا وطنيا أطلق عليه اسم (حلوة سواحلنا) بحضور وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزير العمل والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع بلدية المحرق، وحقق المشروع الحضاري الذي شارك فيه نحو (50 شابة وشابا) تعزيز الحفاظ على البيئة، والوعي البيئي بمفاهيم إعادة التدوير، وتنظيف السواحل وتجميلها وتشجيرها في سواحل محافظة المحرق. وبالتأكيد لدينا في مملكة البحرين جمعيات ومؤسسات وشخصيات تعنى بالعمل التطوعي، وهناك جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة التي تستعد اليوم لإطلاق النسخة الثامنة من الجائزة، والتي ستقام بالتزامن مع اليوم العربي للتطوع في شهر سبتمبر المقبل، بعد النجاح المتميز والإشادة الرفيعة لفعالية الجائزة السابقة، والتي أقيمت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. تحية خالصة للشباب البحريني في العمل التطوعي، وتحية أكبر لوزارات وجهات الدولة الداعمة لتلك الجمعيات والشباب، وتحية لكل الجهود المخلصة في وطننا العزيز، التي تسعى جاهدة لإحياء مفهوم العمل التطوعي، وتحارب من أجل تجاوز صعوباته وتحدياته، ومن أجل وطن ينعم بالعمل والإنجاز، ويزخر بفرص المشاركة والتنمية، ويفخر بسواعد بناته وأبنائه الشباب.
مشاركة :