" من أراد أن تُستجاب دعوته وأن تُكشف كُربته فليفرج عن معسر".. تسللت كلمات هذا الحديث النبوي إلى قلوب عدد من سيدات أعمال مكة المكرمة وأدركن أن من أسباب دفع السوء عنهن الصدقة وقضاء حوائج قريناتهن من الأرامل والمطلقات ممن لا يسألن الناس إلحافاً، الأمر الذي دفعهن إلى دعم مشروع مؤسسي ورسمي لتقديم القروض بلا فوائد من خلال تحويل جزء من سيولتهن المالية إلى مرفق خيري تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة. ويأتي مشروع القرض الحسن كحبة العنبر كلما تساقطت عليها قطرات المطر زادت من أريجها الفواح على ما حوله لظل آمن يقي المعوزات من لسعات القروض البنكية. وتقول المديرة التنفيذية لمركز يسر المنبثق عن مجلس الشراكة الاجتماعية بالتعاون بين إمارة منطقة مكة والغرفة التجارية وجمعية مراكز الأحياء، عفاف خياط: المشروع خصص للنساء فقط من المعوزات بهدف تنفيذ مشاريع إنتاجية تحولهن إلى منتجات وقد أنشىء بمساهمة عدد من السيدات برأسمال لم يتجاوز 100 ألف ريال لأول مرة وتقوم فكرته على تقديم قروض بلا فوائد باستقطاع شهري فيما تحفظ حقوق الممولات للمشروع بصك شرعي بحيث يمكن لها استرجاع حقوقها المالية في أي وقت تراه.وتشير مديرة التدريب والمستشارة القانونية هويدا صديقي الى أن أكبر قرض قدم بلغ 10 آلاف ريال فيما يمكن تقديم قروض بقيمة 20 ألف ريال واستفاد من تدوير أموال الممولات عبر قروض ميسرة 251 أسرة وبلغ أكبر تمويل حصل عليه المركز 500 ألف ريال. وأبانت صديقي أن المركز يقوم بحزمة إجراءات للتأكد من حاجة المتقدمة وفق بحث اجتماعي وإجراءات إدارية لضمان إقراض المستحقة وعدم التعثر في أداء القروض الشهرية. يشار إلى أن مركز يسر نتاج ميثاق بين إمارة منطقة مكة المكرمة وجمعية مراكز الأحياء والغرفة التجارية بمكة المكرمة وعمره خمس سنوات ويتطلع إلى امتصاص طابور انتظار المعوزات بمنحهن قروضا ميسرة للبدء في تنفيذ مشاريع إنتاجية.