استأنف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري نشاطه الداخلي بعد فترة جمود في إطار حراك جديد للخروج من مأزق التأليف، بفعل الشروط المتبادلة بين غالبية الفرقاء الســـياســيين، والــعراقيل التي لا تزال تواجهه، فـــتوجه إلى مقر الرئاسة الثانية حيث استقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري واستبقاه إلى الغداء، في حضور الوزيرين علي حسن خليل وغطاس خوري والنائب السابق باسم السبع. وبعد اللقاء، أكد الحريري ان «لقائي الرئيس بري كان إيجابياً جداً وهو مستعد للمساعدة وسأجري لقاءات أخرى، ونأمل ببلورة شيء ما في الأيام المقبلة»، مضيفاً: «لا أحد يتدخل من الخارج في التأليف والمشكلة داخلية وتعنى بالحصص وأتمنى تعاون الجميع». وقال: «سأزور بعبدا عندما أصبح جاهزاً لتقديم تركيبة»، معلناً ان «البلد لا يقوم إلا بالشراكة وإذا أرادوا تحميلي مسؤولية التأخير فليفعلوا ذلك ولكني أكبر المسهّلين وإذا رأوا أن الحل بتحريك الشارع فليكن». وإذ أكد «أنني طلبت المساعدة من الرئيس بري وآمل بتليين الأمور»، كشف أنه سيلتقي الوزير جبران باسيل «وإن شاء الله ستكون نتائج إيجابية». ورداً على سؤال عن الحقيبة السيادية التي تطالب بها «القوات اللبنانية»، قال الحريري: «ندرس الصيغ لنرى الحل الأفضل، فكل فريق يسعى للحصول على حصة إنما علينا التنبه الى أهمية الشراكة وعملنا أن نقنع الأفرقاء بهذا المبدأ». «التيار يخلط بين حصّته وحصة الرئاسة» وفي هذا الاطار أكد نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» عضو تكتل «الجمهوريّة القويّة» النائب جورج عدوان، أن «مشكلة الحكومة هي مشكلة الاختلاف على الأحجام لأن البعض يحاول أن يأخذ حجماً أكبر من الذي ناله في الانتخابات»، معتبراً أن «المشكلة الأساسية قائمة على أن التيار الحر يريد الخلط بين حصته وحصة رئيس الجمهورية، وحصة الـ55 في المئة التي يتحدث عنها تشمل حصة الرئيس». وإذ لفت إلى أن «مشكلة الحكومة 100 في المئة داخلية وهي مشكلة أحجام وليست مشكلة خارجية ولتكن لدى اللبنانيين الجرأة على القول إن المشكلة مرتبطة بالأحجام وضرورة عكس نتائج الانتخابات بشكل سليم»، سأل: «ما هي المصلحة في استدراج المحاور الخارجية في الصراعات الداخلية ولا أعلم إلى أي مدى الاختلاف على الأحجام مرتبط بالمحاور الخارجية». أضاف: «أشعر بأن الامور تذهب إلى مزيد من التشنج لذا ندعم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لأنه يقوم بكل واجباته وسنقدم له كل التسهيلات الممكنة»، مشيراً إلى أن «حزب الله» و «حركة أمل» يبذلان جهداً كبيراً للإسراع بتشكيل الحكومة». وعن اعتبار «التيار الوطني الحر» أن «تفاهم معراب» سقط، قال: «لا يمكنهم أخذ ما يريدون منه وإسقاط البقية»، مؤكداً «أننا نفذنا الشق الجوهري من الاتفاق، أي رئاسة الجمهورية، لذلك لا يمكن الفريق الآخر الخروج مما تبقى من الاتفاق. عندما يكون هناك اتفاق بين فريقين فإنه يكون على مواضيع جوهرية، وكل اللبنانيين يعلمون أن الموضوع الجوهري كان رئاسة الجمهورية والشراكة الكاملة بالحكم. رئاسة الجمهورية تحققت ولم تحصل الشراكة، وأنا أضع هذا الأمر بين أيدي اللبنانيين ليقرروا من نفذ ومن لم ينفذ». أما عضــو التكتل ذاته الــنائب عمـــاد واكيم، فأشار إلى أن «رئيـــس «التيار الوطني الحر« الوزير جبران باسيل يعرقل تشكيل الحكومة لأنه يضع الــشروط ويأخذ دور رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية». وفي المقابل أكد عضو تكتل «لبنان القوي« النائب أسعد درغام، أنه «لا يوجد أي عائق أمام لقاء الوزير باسيل ورئيس الحكومة«، مشيراً إلى «أننا ننتظر من الحريري ليقدم أي جديد على صعيد الحكومة حتى يصار إلى عقد اللقاء». وأمل بأن «يبادر الحريري الى طرح الصيغة الأولى لنقول للبنانيين أن العوامل أمام تشكيلة الحكومة بحت لبنانية. ولكن أنا شخصياً كلبناني وكنائب أشك في أن العوامل فقط لبنانية»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن نبقى من دون حكومة والوضع الاقتصادي مزر، التحديات الاقتصادية كبيرة، وقصة النازحين من أهم الأولويات». وأعلن «أننا حتى اليوم الحريري خيارنا الأول ومرشحنا الأول، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نبقى ننتظر إلى ما لا نهاية. الشعب اللبناني بحاجة الى حكومة، وإذا كان البعض يعتقد أنه يمكنه أن يفشل العهد، العهد لن يفشل وسيقوم بالإصلاحات المطلوبة بالنظام والمؤسسات». الصايغ: لا حكومة من دون الحريري وأعلن عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب فيصل الصايغ أن «لا معالجات على خط تأليف الحكومة»، معتبراً أن «التيار الوطني الحر هو الذي انقلب على التسوية الرئاسية، فبعد الانتخابات الرئاسية، أسقط تفاهم معراب وعمل على تحجيم النائب السابق وليد جنبلاط، وتطاول على صلاحيات الرئيس المكلف». وأكد لمجلة «النجوى- المسيرة»، أن خطاب «نبش القبور» و «تكسير الرؤوس» من قبل «التيار الحر»، حمل الاشتراكي على التشدد في الملف الحكومي»، مشددا على أن «أي محاولة للتدخل في الملف الدرزي لن تنجح»، ومشيراً الى أن «الوزير باسيل يعمل لتكريس أعراف جديدة مرفوضة»، وقال إن «الخربطة في تشكيل الحكومة هي نتيجة اللعب على التوازنات معنا ومع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري». «لقاء الجمهورية»: التعطيل سببه المحاصصة أكد «لقاء الجمهورية» أن «سياسة تعطيل التأليف تنسحب من عهد إلى آخر والأسباب لا تزال نفسها، المحاصصة ومحاولة تسجيل الأهداف على حساب الدولة والشعب»، سائلاً: «لماذا لا تتألف حكومة ما بعد الانتخابات وفقاً لبرنامج واضح قائم على سياسة إنقاذية تأخذ في الاعتبار المشكلات الأساسية التي تضع لبنان في مصاف الدول الفاشلة». واعتبر خلال اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان أن «العقدة الأساسية تكمن في السياسة التي ستعتمدها الحكومة بعد تأليفها، لتجنيب لبنان التكاليف الباهظة نتيجة زجّه في أتون المحاور، بدلاً من المجاهرة بتحييده لإنقاذه سياسياً وأمنياً واقتصادياً وتحريك عجلة الدولة نحو الإصلاح الحقيقي القائم على محاربة الفساد وإيقاف الهدر واعتماد الشفافية، سعياً إلى استعادة ثقة المواطن المفقودة بقيام دولته من حضيضها».
مشاركة :