استقرت أسعار النفط، أمس الجمعة، حيث إن المخاوف من نزاع تجاري عالمي «الحرب التجارية»، بين الصين والولايات المتحدة، قد يكبح النمو الاقتصادي والطلب على الوقود؛ إثر العقوبات الأمريكية على إيران، التي من المنتظر أن تؤدي إلى شح في المعروض، فيما حذرت وكالة الطاقة الدولية، أمس الجمعة، من أن أسواق النفط دخلت مرحلة قصيرة من الهدوء؛ لكن عاصفة ربما تقترب في وقت لاحق من العام الجاري حين ستخفض عقوبات أمريكية جديدة إمدادات النفط الإيراني.بحلول الساعة 11:20 بتوقيت جرينتش كان خام القياس العالمي برنت مرتفعاً 20 سنتاً عند 72.27 دولار للبرميل، وزاد الخام الأمريكي عشرة سنتات إلى 66.91 دولار للبرميل.وقال ستيفن برينوك المحلل لدى «بي.في.ام أويل أسوسيتس للسمسرة في لندن»: «المعنويات محاصرة بين المخاوف من أن نزاعاً تجارياً أمريكياً صينياً سيضر بالطلب على النفط، ونقص وشيك في المعروض الإيراني».تلقي النزاعات التجارية المتصاعدة بظلالها على توقعات النمو الاقتصادي وتدفع الدولار؛ عملة تداول النفط عالمياً، للصعود ما يرفع كلفة الخام للمستهلكين مستخدمي العملات الأخرى، وتشهد اقتصادات ناشئة رئيسية مثل الصين والهند وتركيا تراجعاً حاداً في عملاتها.وقال هاري شيلينجوريان مدير استراتيجية النفط لدى بنك بي.ان.بي باريبا الفرنسي في لندن خلال منتدى النفط العالمي الذي تنظمه «رويترز» «النفط، شأنه شأن السلع الأولية الأخرى، يتجاوب مع قوة الدولار».ويتجه برنت للانخفاض نحو اثنين في المئة على مدار الأسبوع في حين يبدو الخام الأمريكي الخفيف بصدد خسارة حوالي ثلاثة في المئة.وسجلت أسعار التعاقدات الآجلة للنفط تراجعاً في تعاملات، أول أمس الخميس، في ظل المخاوف من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الطلب على النفط الخام.كانت الولايات المتحدة قد أعلنت، أمس، فرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات من سلع أمريكية بقيمة 16 مليار دولار رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم إضافية على السلع الصينية.في الوقت نفسه، كان قرار الإدارة الأمريكية، أول أمس، فرض عقوبات جديدة على روسيا؛ بسبب حادث محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال» وابنته في بريطانيا، باستخدام غاز الأعصاب القاتل، ومن المقرر أن تدخل هذه العقوبات حيز التطبيق يوم 22 أغسطس/آب الحالي.وتراجع، يوم الخميس، سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي، بمقدار 0.13 دولار أي بنسبة 0.2% إلى 66.81 دولار للبرميل تسليم سبتمبر/أيلول المقبل، كان النفط قد تراجع، أمس، بمقدار 2.23 دولار أي بنسبة 3.2% إلى 66.94 دولار للبرميل، أمس، مسجلاً أكبر تراجع يومي له منذ ثلاثة أسابيع.يأتي ذلك فيما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجع المخزون الأمريكي خلال الأسبوع المنتهي يوم 3 أغسطس/آب الحالي بمقدار 1.351 مليون برميل، في حين كان المحللون يتوقعون تراجع المخزون بمقدار 3 ملايين برميل.وبحسب التقرير الأسبوعي، تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمقدار 100 ألف برميل إلى 10.8 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع الماضي، وارتفع مخزون البنزين بمقدار 2.9 مليون برميل، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعه بمقدار 1.7 مليون برميل.كان معهد البترول الأمريكي قد أصدر، الأربعاء، بياناته الأسبوعية، التي أشارت إلى تراجع مخزون الخام بمقدار 6.02 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين كان المحللون الذين استطلعت وكالة بلومبيرج للأنباء رأيهم يتوقعون تراجع المخزون بمقدار ثلاثة ملايين برميل.من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الجمعة، إن أسواق النفط دخلت مرحلة قصيرة من الهدوء؛ لكن عاصفة ربما تقترب في وقت لاحق من العام الجاري حين ستخفض عقوبات أمريكية جديدة إمدادات النفط الإيراني.وقالت الوكالة، التي تشرف على سياسات الطاقة في الدول الصناعية، في تقرير شهري «هدوء السوق في الآونة الأخيرة، مع انحسار التوترات بشأن الإمدادات في الأجل القصير، والتراجع الحالي للأسعار، والنمو المنخفض للطلب ربما لا تستمر».وارتفعت أسعار النفط قرب 80 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوياتها منذ 2014 بفعل مخاوف بشأن نقص الإمدادات؛ لكن الأسعار انخفضت في الأسابيع الأخيرة في الوقت الذي استعادت فيه ليبيا بعض فاقد الإنتاج وأشارت فيه واشنطن إلى أنها قد تمنح بعض مشتري النفط الإيراني الآسيويين بعض الاستثناءات من العقوبات في العام القادم؛ لكن الولايات المتحدة تقول إنها ما زالت تسعى لإجبار زبائن النفط الإيراني على وقف المشتريات تماماً في الأجل الطويل.وقال الوكالة «مع سريان العقوبات النفطية على إيران، ربما بجانب مشكلات في الإنتاج في أماكن أخرى، فإن الحفاظ على الإمدادات العالمية ربما يكون أمراً ينطوي على الكثير من التحديات، وقد يأتي على حساب الحفاظ على احتياطي مناسب من فائض الطاقة الإنتاجية».وتعهدت السعودية بالتدخل؛ لمنع أي نقص في المعروض، وتنتج المملكة حالياً نحو 10.4 مليون برميل يومياً، وبإمكانها نظرياً زيادة الإنتاج إلى ما يزيد على 12 مليون برميل يومياً.لكن تلك الخطوة ستترك العالم دون احتياطي طاقة إنتاجية للتصدي لأي تعطيلات محتملة للإمدادات في دول منتجة مثل ليبيا وفنزويلا ونيجيريا.وقالت وكالة الطاقة ومقرها باريس «لذلك، فإن توقعات السوق قد تبدو أقل هدوءاً في ذلك الوقت، مقارنة مع وضعها اليوم».وبجانب المخاوف بشأن الإمدادات، تتلقى أسعار النفط الدعم من قوة نمو الطلب والذي ارتفع على نحو متكرر ومفاجئ في السنوات الأخيرة على الرغم من تعافي الأسعار.وأبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2018 دون تغيير عند 1.4 مليون برميل يومياً؛ لكنها زادت توقعاتها لعام 2019 نحو 110 آلاف برميل يومياً إلى 1.49 مليون برميل يومياً، وقالت في إشارة إلى النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين «عامل آخر للوضع في الاعتبار وهو أن التوترات التجارية ربما تتصاعد وتؤدي إلى نمو اقتصادي أبطأ، وفي المقابل طلب أقل على النفط». (وكالات) الهند تهدف إلى خفض واردات النفط 1.74 مليار دولار قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس الجمعة إن بلاده تهدف إلى خفض فاتورة وارداتها النفطية بقيمة 120 مليار روبية (1.74 مليار دولار) عبر زيادة استخدام الوقود الحيوي.وقال مودي إن الهند التي تستورد ما يصل إلى 80 في المئة من احتياجاتها النفطية تخطط لاستثمار مئة مليار روبية وستبني 12 مصفاة للوقود الحيوي. (رويترز)
مشاركة :