في الوقت الذي تتسابق فيه الأندية الأوروبية وغيرها على اختلاف الألعاب الرّياضية، وبالتحديد أندية الطبقة الأولى المشهورة، وبالأخصّ على مستوى كرة القدم في صرف ملايين اليورو أو الدولارات في سبيل الحصول على خدمات هذا المدير الفني أو ذاك، إمّا لتطوير فرقها الرّياضية، أو اقتناص الألقاب، أو تسجيل إنجاز غير مسبوق، كلّ ذلك يسمعه الكثير، ويقرؤونه، ولم نأت به من خبط الخيال. } نجد على الطرف الآخر إزاء كلّ ذلك متابعين، حتى لو اختلفت أعمارهم ومشاربهم الثقافية والفكرية، وبكلّ سهولة يرمون كلاما لا تعرف تحت أيّ خانة تضعه أو تصنّف أصحابه، ولكنه في الأغلب كلام أقرب إلى قصر النظر، والميول الرياضية المرضيّة، عندما يقول الواحد منهم: أنّ هذا الفريق أو من على شاكلته نظرا لأنّ صفوفه مدجّجة بالأسماء ذات النجومية، فإنه (أيّ الفريق) بإمكانه أن يفوز ويحقّق مراده حتى بدون هذا المدرّب، أنظر إلى أين وصلت بنا الأمور من القشرية والسطحية؟ } مثل هذا الكلام يخرج من أصحابه إزاء النتائج والانتصارات التي تحققها الفرق التي لا تروق لميولهم، والتي تسبب لهم مغصا رياضيا، بينما نجدهم على النقيض تماما عندما تخسر فرقهم الأثيرة، فتراهم يضعون المسؤولية كلها على عاتق المدير الفني، وإليه يعود الفضل في الخسارة، لأنه لم يحسن اختيار التشكيل المحدّد، وأنّ التكتيك الذي وضعه للفريق كان ساذجا، أو أنّه لم يقرأ مجريات المباراة قراءة واعية، ويجهل كيفية توظيف اللاعبين رغم وجود مجموعة من الموهوبين في تركيبة الفريق. } في كلا الحالتين، نجدهم يستصغرون من قيمة المدير الفني بطريقتين مختلفتين، ففي الحالة الأولى ومن وجهة نظرهم يستوي وجود المدير الفني وعدمه، فإنّ الفريق قادر على اللعب بدونه، ويترتب على ذلك أننا لا ندري من الذي يضع تشكيلة الفريق، ويرسم التكتيك الفني، ويعين قائده، ويقوم بالتغييرات التكتيكية أو الاضطرارية، وغيرها من المسؤوليات، ربما يناط الأمر كله وفق ذلك إلى رئيس النادي أو نائبه أو مديره أو أحد المقربين إلى هؤلاء كما يحدث في بعض أندية بني يعرب، وفي الحالة الثانية، يظهرون أنفسهم وكأنهم وحدهم لا شريك لهم يملكون ناصية الفهم والمعرفة، ولم يتبق إلا أن يسمع المدير الفني للفرق التي يتحزّبون إليها توجيهاتهم، وكيفية قراءتهم لسير المباريات حتى يأخذ بها ليكون النصر حليفه. } نقول إنّ هذين الموقفين النقيضين والمتضاربين موجودان في أوساطنا الرياضية، ولو جاءا من متابعين متواضعين وعاديين لوجدنا لأصحابها العذر، ولكنها مع شديد الأسف تصدر من أناس يدّعون كلّ الادعاء أنهم أصحاب كل سبق، ولا نقول إلا: رحم الله من عرف نفسه، فإذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب.
مشاركة :