بدأت أمانة مدينة جدة مؤخرا التشهير بعدد من المطاعم المخالفة للاشتراطات الصحية، وهي ذات الخطوة التي شرعتها وزارة التجارة بحق المتلاعبين بالأسعار، الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، وأثار تساؤلاتهم أيضا. في البدء تساءل المواطن عبدالرحيم هاشم نيازي، بالقول: كيف لتلك المطاعم المخالفة أن تكتسب الشهرة الواسعة وهي تقدم طعاما غير صالح للتناول ويتسبب بمختلف الأمراض؟ ورغم تقديري الكبير للجهود التي قامت وتقوم بها أمانة جدة، لكنني أرى أن إقفال تلك المطاعم وفرض الغرامة بحقها لا يكفي، بل يجب إحالة ملاكها للقضاء. وأضاف: يجب على أصحاب المطاعم الحرص كل الحرص على نظافة ما يقدمونه من طعام، ولو تطلب الأمر وضع كاميرات مراقبة بمطبخ المطعم، بدلا من ترك مسؤولية إعداد الأطعمة لعمال يفتقدون للنظافة وللأمانة. وأضاف بلغيث أحمد السميري قائلا: إن قرارات الإغلاق والتشهير التي اتخذتها الأمانة بحق المطاعم المخالفة لاشتراطات السلامة تأخرت كثيرا، فصحة الإنسان وطعامه يجب أن يكونا خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، ومن وجهة نظري ان التشهير وحده لا يكفي ولكن يجب مع التشهير فرض غرامات مالية عالية جدا حتى تؤثر في المخالفين، كما أرى ان هذه الحملات يجب ان لا تقتصر على المطاعم الكبيرة بل يجب أن تشمل كل من يعمل على تقديم المأكولات. وأضاف: يبقى على المواطن الدور الأكبر في مقاطعة المطاعم المخالفة، ومساعدة هذه الحملة بالإبلاغ عن أي مخالفة يراها بلا تردد أو توان حتى تتحقق سلامة وصحة غذائنا. ويؤكد محمد بن أحمد القرني، ان ما قامت به أمانة جدة يعد خطوة جريئة انتظرها جميع المستهلكين طويلا، وسيكون لها عائد اجتماعي وصحي واقتصادي. وقال: كم من الأسر عانت صحيا ونفسيا وكم من شخص تغيب عن العمل بسبب عدوى أو مرض تسببت به تلك المطاعم المخالفة. والآن وبدلا من اعتذار تلك المطاعم لمرتاديها علانية، تقوم بتبرير أخطائها، وتحاول إخفاء حقيقة إهمالها لصحة المستهلك. وأشار فهد بن عابد مراد، الى أن كثيرا من الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي نقلت جهود أمانة جدة في غلق وتغريم بعض المطاعم ومحلات بيع السمك المخالفة للاشتراطات الصحية، التي منها سوء التخزين للمواد الغذائية أو سوء النظافة، خاصة أن هذه المطاعم لها تصنيف الخمس نجوم ولها ثقة عالية لدى كثير من الناس. وأضاف: هذه الجهود تفاعل معها المواطن والمقيم، وتعيد الثقة للمستهلك بشكل عام، لكنها تثير تساؤلا: هل ستصمد الأمانة في أداء هذا الدور المتميز أم أنها ستضطر في نهاية الأمر إلى المسايرة والسكوت عن المخالفين؟.
مشاركة :