الشاعرة الكويتية ندى الرفاعي، أكاديمية عشقت الشعر منذ صغرها واختارته ليكون دليلها في الحياة، وأداتها التي تعبر بها عن تطلعاتها وحبها لوطنها... وهي بنت فضيلة الشيخ الداعية الوزير السابق يوسف السيد هاشم الرفاعي.ولدت الشاعرة وترعرعت في سويسرا وعانت من مرض شلل الاطفال، ولكنها بإرادة صلبة حاربت المرض وتغلبت عليه. لم يمنعها مرضها من الدراسة وتعلم اللغات كالالمانية والانكليزية ثم العربية، بعد ان عادت لوطنها في التاسعة من العمر، وكانت مهمة صعبة ان تبدأ حياة جديدة ولغة جديدة في بلدها، الذي لم تعش فيه حتى ذلك العمر.تابعت دراستها بارادة وعزيمة قوية في المدارس الكويتية وتخرجت في كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية فتوسعت ثقافتها واطلعت على ما كتب باللغه الانكليزية. واحبت الشعر والادب منذ طفولتها المبكرة وهي التي درست في المدرسة الموجودة في الدور الارضي من المشفى الذي كانت تتعالج فيه في سويسرا، واشتركت في المسرحيات المدرسية.وبعد عودتها إلى الوطن وتعلمها العربية بدأت بالاطلاع على الشعر العربي، فقرأت لأمير الشعراء احمد شوقي وشاعر النيل حافظ ابراهيم وايليا ابو ماضي والرصافي وغيرهم من كبار الشعراء، وتأثرت بهم وهذا ملاحظ في شعرها كله. كما تأثرت بالثقافة الاسلامية جدا فهي ابنة عالم وداعية كبير ويلاحظ هذا من عناوين دواوينها وقصائدها... ومن ثم فقد كان لنا مع الشاعرة هذا الحوار الذي نورد إليكم نصه:• أين ولدت ونشأت؟ - وُلدت في بيت جدي لأبي النوخذة السيد هاشم السيد أحمد الرفاعي في منطقة المطبة في قلب مدينة الكويت القديمة.أما النشأة فكانت في مستشفى للأطفال في ريف مدينة زيورخ في سويسرا حيث أمضيت ثماني سنوات أتعالج من مرض شلل الأطفال الذي أصابني في السنة الأولى من عمري.• وماذا عن ذكريات الطفولة؟- أتذكر الطبيعة الخلابة في سويسرا، فقد أحببت الثلوج والزهور والغابات والجبال والبحيرات. كما أتذكر أصدقاء الطفولة ومعلماتي ومربيتي الفاضلة الممرضة السويسرية ليلي ويبر التي رعتني واحتضنتني.• كيف كانت رحلتك مع الأدب خصوصا الشعر؟- أحببت الشعر منذ نعومة أظفاري وكأنما وُلد معي. كنت أحب سماع وترديد الأناشيد باللغة الألمانية التي كانت لغتى الأساسية وبعدها تعلمت الإنكليزية أما العربية فلم أعرف شيئا عنها حتى عدت إلى الكويت في سن التاسعة لأتعلم الأبجدية العربية.• ما المدارس التي درست بها؟ وهل كان لها أثر في تنمية موهبتك بعد اكتشفاها؟- درست الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية في سويسرا حيث كانت هناك فصول دراسية في الطابق الأرضي من المستشفى. وفي المدرسة كنت أحفظ القصائد بسرعة عجيبة وطلاقة حتى أنه تم اختياري لأداء دور السيدة مريم العذراء في احتفال عيد الكريسماس في الحفل السنوي المقام في قاعة المستشفى أمام جميع الاطباء وأولياء الامور والضيوف.وبعد عودتي لبلدي الكويت التحقت بمعهد الشلل حيث جاهدت في تعلم اللغة العربية التي أتقنتها بعد عام وهنا بدأ اهتمامي بالشعر العربي فقد أغرمت بقصائد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وإيليا أبو ماضي والأخطل الصغير ومعروف الرصافي وغيرهم وبدأت اكتب الشعر في سن الحادية عشرة تحديداً على شكل خواطر كنت أدونها وقد أنهيت المرحلتين الابتدائية والمتوسطة باللغة العربية حسب نظام المدارس العامة في دولة الكويت. ثم انتقلت في المرحلة الثانوية... ولم يكن للمدرسة أي دور في تنمية موهبتي الشعرية سوى أنني كنت استمتع بدراسة الشعر واكتبه في دفاتري.• ما دور البيت في ثقافتك وتنشئتك؟- كان للبيت الدور الأكبر في ثقافتي بفضل والدي السيد يوسف الرفاعي رجل الدين والسياسة رحمه الله، حيث شغل والدي مناصب سياسية ودينية عديدة وكان أبرزها منصب وزير الدولة لثماني سنوات 1963-1970 بالإضافة إلى عضويته في مجلس الأمة الكويتي 1962-1974. فالكتب والصحف كانت في كل أرجاء البيت وكان والدي يشجعنا على القراءة والمطالعة أما على الصعيد الديني فقد شغل منصب رئيس الأقليات الإسلامية في المؤتمرات الإسلامية. ووالدي هو شيخ الطريقة الرفاعية الصوفية في منطقة الخليج العربي. • كم ديواناً كتبت الشاعرة ندى الرفاعي؟- كتبت ثمانية دواوين شعرية تشير عناوينها إلى موضوعاتها وأترك لغيري مهمة التعليق عليها.• من المـلاحظ أن الشاعرة كتبت معـظـم دواوينها على نحـو الشعــر الكلاسيكي الذي يحافظ علـى بحـور شعر الخليل بن احمد الفراهيدي يعني النمط القديم الكلاسيكي وليس شعر التفعيلة ما رأيها بشعر التفعيلة وهل كان لك محاولات شعرية بهذه الطريقة؟- شعر التفعيلة هو للمبتدئين ثم هو لأنصاف الشعراء العاجزين عن الانتقال إلى كتابة الشعر العمودي. فليغضب من يغضب من أنصار هذا النوع ممن يطلقون على أنفسهم الشعراء المجددين. هذا النوع من الشعر تقليد لتجديد الشعر في اللغات الأخرى القائم شعرها على حركة المقطع لا الحرف. فهو لا يناسب الشعر العربي القائم شعره على الحرف الساكن والمتحرك.أما قصيدة النثر، فهي إهانة للشعر العربي، مجرد أنك ذكرت كلمة (النثر) يعني أنها ليست شعرا. مَن يعجز عن كتابة الشعر، ماذا يفعل؟ يسمي النثر شعرا.• هناك ديوان عن الوطن الكويت فما يعني الوطن وما تعني دولة الكويت بالنسبة للشاعرة ندى الرفاعي؟- لقد كان وطني الكويت دوما غالياً الى نفسي ولكن الغزو الغاشم وخوف فقدانه جعلني اشعر أكثر بقيمة الوطن. فالإنسان الذي لا وطن له إنسان ذليل لا قيمة له. ولقد كنت كثيرا ما اتساءل لماذا هذه المبالغة في إظهار حب الوطن فعلمتني محنة الغزو العراقي أن تلك المبالغة لم تكن سوى شيء ضئيل في ملحمة حب الوطن الذي تجسد في أروع صور التضحيات والبطولات من أبناء ونساء الوطن. وإني إن كنت افخر بشيء فإنما افخر بأشهر الصمود التي أمضيتها على أرضي الحبيبة فالموت دون الأرض شهادة. وخرجنا يوم التحرير ووسام الصمود معلق على صدورنا. ولكن كم هو محزن بغي المسلمين على اخوتهم حقا انه لشيء يثير البكاء.ولقد كتبت قصائد كثيرة عن هذه الفترة جمعت بعضا منها في قصيدة طويلة اسميتها جدارية الوطن.* كاتب وصحافي سوري haithamalmously1964@gmail.com
مشاركة :