دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (السبت) الأتراك إلى شراء الليرة من أجل «الكفاح الوطني»، في وقت تواجه فيه العملة تراجعا حادا بسبب الأزمة بين أنقرة وواشنطن، ومضاعفة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم المستوردين في أنقرة إلى 50 و 20 في المئة. وحض الرئيس الأتراك، في كلمة ألقاها في بايبورت، ونقلتها شبكة «تي آر تي» التلفزيونية الرسمية، على «الكفاح الوطني»، قائلا «إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية»، وأكد «لن نخسر في هذه الحرب الاقتصادية». لكن تصريحاته زادت من الأمر سوءاً، إذ تأثرت الأسواق المالية بالأزمة، فانخفضت أسهم بنوك أوروبية عدة، في حين فتحت بورصة وول ستريت على انخفاض، ما يؤشر إلى الخشية من عدوى عالمية. وسجّلت الليرة التركية أمس، تراجعاً حاداً تغذّيه الأزمة بين أنقرة وواشنطن، لتواصل مسارها الانحداري متراجعة إلى مستويات قياسية. وتم التداول بالليرة التركية أمس عند إغلاق جلسة التداولات في وول ستريت بسعر 6.43 ليرة للدولار، متراجعة بذلك 13.7 في المئة، بعدما كانت خسائرها وصلت خلال جلسة التداولات الى 24 في المئة، إثر إعلان ترامب. ولدى إعلان ترامب على «تويتر» رفع التعرفة على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، ذكر أن «علاقاتنا مع تركية ليست جيدة في الوقت الحالي». وإلى هذا الخلاف الديبلوماسي الأميركي – التركي، تتخوف الأسواق من المنحى الذي ستتخذه سياسة اردوغان الاقتصادية، في وقت يتحفظ البنك المركزي التركي على رفع معدلات فائدته للحد من تضخم بلغ معدله السنوي حوالى 16 في المئة في تموز (يوليو) الماضي. وحذرت الخارجية التركية مساء أمس، من أن زيادة التعرفة الجمركية بمرتين على الصلب والألمنيوم ستضر بالعلاقات، متوعدة بالرد. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان «يجب أن تعلم الولايات المتحدة بأن النتيجة الوحيدة التي ستجلبها مثل هذه العقوبات والضغوط، هي إلحاق الضرر بعلاقاتنا كحليفين». وأضافت «كما هي الحال مع كل الإجراءات التي اتخذت ضد تركيا، سيتم إعطاء الرد الضروري». وقالت إن هذه الخطوات «تجاهلت» أحكام منظمة التجارة العالمية. وأشار اردوغان أمس بالاتهام إلى «لوبي معدلات الفائدة»، من غير أن يحدد ملامح هذه الجهة الغامضة. وكان أعلن في خطاب سابق ليلة (الخميس – الجمعة): «إذا كان لديهم دولارات، فلدينا شعبنا ولدينا حقنا ولدينا الله»، ما عزز مخاوف الأسواق. وانعكست أزمة الليرة التركية على أسهم مصارف أوروبية كبرى، منها «دويتشه بنك»، و«كومرتز بنك» الألمانيان، و«يونيكريديت»، و«إينتيسا سانباولو» الإيطاليان، مرورا بـ «سانتاندير» الإسباني، فسجلت تراجعا في تداولات قبل ظهر أمس. ولزمت شبكات التلفزيون الرئيسة والصحف الواسعة الانتشار، ومعظمها تحت سيطرة السلطة، الصمت حيال انهيار الليرة التركية هذا الأسبوع.
مشاركة :