إحباط تفجير انتحاري استهدف كنيسة شمال القاهرة

  • 8/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحبطت قوات الأمن المصرية أمس، عملية إرهابية كانت تستهدف كنيسة «العذراء» في منطقة مسطرد (شمال القاهرة)، بتفجير انتحاري، في وقت يشهد محيط الكنائس المصرية كافة استنفاراً أمنياً مشدداً لحراستها. وأفادت مصادر أمنية بأن انتحارياً فجر نفسه أعلى جسر مسطرد في محيط كنيسة العذراء، بعدما فشل في الوصول إلى موقع الكنيسة في ظل التشديدات الأمنية. وقال كاهن كنيسة العذراء القمص عبد المسيح بسيط إن الانتحاري تنكر بزي عامل في إحدى الشركات المكلفة بأعمال في محيط الكنيسة. وتطوق قوات الأمن الكنائس المصرية، ضمن خطة محكمة أثبتت قدرة على تقويض العمليات الإرهابية على دور العبادة المسيحية، وتعد العملية الإرهابية الفاشلة أمس الأولى لاستهداف كنيسة خلال العام الحالي. وتتضمن عمليات حراسة الكنائس على مستوى الجمهورية فرض طوق أمني في محيطها، وغلق الشوارع المؤدية إليها ومنع مرور السيارات والدراجات النارية فيها، وتدقيق المارة. وانتشرت قوات الأمن بعد الانفجار في منطقة مسطرد (ضاحية شعبية) ومناطق محيطة للبحث عن إرهابيين متورطين بالهجوم، في وقت مشطت القوات محيط الكنيسة المستهدفة وتحفظت على كاميرات المراقبة للوقوف على ملابساته، كما حضرت فرق البحث الجنائي وخبراء المفرقعات إلى موقع الحادثة، وأرسلت عينات من أشلاء الانتحاري لإجراء تحليل الحمض النووي عليها للتعرف إلى هويته. وانتقلت النيابة العامة إلى موقع التفجير وباشرت تحقيقاتها. وارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية التي تستهدف الكنائس في مصر خلال العامين الماضيين، إذ شهدا تفجير الكاتدرائية المرقسية في العباسية في كانون الأول (ديسمبر) 2016، ثم تفجير كنيستين بالتزامن في محافظتي طنطا والإسكندرية في نيسان (أبريل) 2017، إضافة إلى هجوم مسلح على كنيسة حلوان نهاية العام الماضي. وعادة ما تستهدف العمليات الإرهابية الكنائس بالتزامن مع الأعياد المسيحية، ويأتي تفجير أمس، بالتزامن مع قرب موعد الاحتفال بعيد مولد السيدة العذراء. ونجحت القوات الأمنية خلال العام الحالي في تقويض قدرة الجماعات الإرهابية على شن عمليات في القاهرة والمحافظات، عبر ضربات استباقية برزت فيها قدرة الأجهزة الأمنية على جمع المعلومات عن البؤر الإرهابية وإنشاء غرف عمليات وإحباط الهجمات قبل تنفيذها. وكانت قوات الشرطة قتلت 5 من عناصر حركة «حسم» الإرهابية وأوقفت 5 آخرين في هجوم على ثلاث بؤر شرق القاهرة في نهاية تموز (يوليو) الماضي. وتوقع الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي ماهر فرغلي تورط تنظيم «داعش» الإرهابي في العملية الأخيرة، وقال في تصريح إلى «الحياة» أنه «لا يمكن الجزم بهوية المتورطين إلا بانتهاء التحقيقات، لكن المؤشرات الأولى تذهب إلى تورط داعش». وأشار إلى أن «هذه الجماعة الإرهابية تضع في أولوياتها استهداف المسيحيين، فضلاً عن طبيعة العملية الانتحارية بـحزام ناسف وهو الأسلوب الذي يعتمد عليه التنظيم، وسبق واتبعه في تفجير الكاتدرائية المرقسية وغيرها». ولفت فرغلي إلى أن «إحباط العملية الإرهابية بفعل الانتشار الأمني، لا ينفي الخطورة المستقبلية التي تستدعي يقظة واستنفاراً مضاعفين للكشف عن المتورطين وبقية العناصر التي جهزت للعملية»، ورأى أن «وقوع عملية يعني وجود تنظيم، في إشارة إلى عودة العمليات الإرهابية إلى القاهرة». وتشن القوات المسلحة والشرطة عملية عسكرية شاملة «سيناء 2018» للقضاء على الجماعات الإرهابية في المحافظة التي تعتبر مسرحاً لعمليات تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يتمركز في مثلث «رفح، الشيخ زويد، العريش»، علماً أن العملية استطاعت تدمير البنية الأساسية للتنظيم وتوقيف وقتل مئات التكفيريين في سيناء. وأشار فرغلي إلى أن «تفجير أمس، كان يستهدف مصنع البتروكيماويات وليس الكنيسة نفسها، لإحداث أكبر انفجار ممكن، وحصد أكبر عدد من الضحايا، في محاولة للعودة إلى العمليات النوعية الضخمة، لكن الانتشار الأمني، وطبيعة الانتحاري الذي ارتبك ولم يستطع أن يكمل المهمة حالا دون وقوعها». وشدد على «ضرورة العمل على كشف أي عمليات أخرى وإحباطها قبل تنفيذها».

مشاركة :