«الفيلم الوثائقي» رحلة تاريخية تنقل المشاهد إلى زمن مختلف

  • 8/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المخرجين السينمائيين أن الفيلم الوثائقي الذي يعد فرعًا من الأعمال السينمائية، يتميز بقدرة كبيرة في التأثير على المشاهد من خلال ما يتضمنه من معلومات ترصد تاريخ حقبة زمنية معينة أو حقائق علمية مشوقة، تجعل هذا الفيلم اشبه بالمصدر المهم لأي باحث أو مخرج سينمائي يرغب في نقل تاريخ ما في أحد أعماله.نقل الحقيقةفي البداية أوضح المخرج محمد الحمادي، الذي عشق السينما منذ طفولته ما جعله يتجول في قريته الصغيرة بكاميرا منزلية يلتقط بها كل تفاصيل الحارة، أن الفيلم الوثائقي هو نقل الحقيقة بدون إضافات أو رتوش، مؤكدًا أن بالإمكان تحويل الزاوية الضيقة لجانب من حياة شخصية ما إلى فضاء رحب وواسع من خلال هذا اللون من الأفلام، الذي لا يعتمد في تصويره على الزوايا الإخراجية الدقيقة بقدر ما يعتمد على العشوائية والتلقائية التي تعطي العمل واقعية ومصداقية أكثر.وأضاف: أنا بطبيعتي أميل كثيرًا لصناعة الفيلم الوثائقي؛ لأنه يعتمد على الحقيقة في نقل الواقع حتى وإن اختلفت طرق التوثيق، وكان أول فيلم صنعته بعنوان «البسطة» أردت من خلاله بث بعض رسائل الأمل قبل كل شيء، فمن رحم الطرقات تولد السعادة، وقررت أن استمر في صناعة هذا النوع من الأفلام حيث أخرجت فيلم «المركاز» وبعدها «رصيف السمك» وهناك فيلمان قادمان قريبًا.تفاصيل دقيقةمن جهته، أكد المخرج ياسر الجبيلي، أن الفيلم الوثائقي لا يقتصر على الجوانب التاريخية فقط، بل يشمل الجوانب العلمية والبحثية التي تعتمد عليها الكثير من الأبحاث والدراسات إضافة للجوء بعض صناع السينما لها باعتبارها ترصد العديد من الجوانب المهمة لطبيعة الزمان والمكان والتفاصيل الأخرى.وقال الجبيلي: تعتبر الأفلام الوثائقية الملجأ الأول لصناع السينما عند رغبتهم التعرف على تاريخ حقبة زمنية معينة، حيث نتحصل منها على معلومات ووصف دقيق يستند على روايات أو كتب تاريخية وقصصية إضافة للنقل الشفهي لاشخاص عاصروا تلك الحقب.وأضاف: المعلومات التي نستقيها من الأفلام الوثائقية تساهم بشكل كبير في مساعدة المخرجين السينمائيين لوضع الرؤية الإخراجية التي تعتمد على اللغة البصرية بما تحتويه من تفاصيل دقيقة للشخصيات والزمان والمكان الخاص بسيناريو الفيلم، لتكون النتيجة عملًا سينمائيًا متقنًا.شاهد على التاريخويرى المخرج والمنتج سعيد الرمضان، أن الفيلم الوثائقي يعتبر أفضل وسيلة اتصال بصرية لما يملكه من قدرة على نقل الحس والشعور الإنساني للجمهور.وقال: من المعلوم أن وسائل الاتصال البشرية تطورت عبر التاريخ حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، ما جعل السينما تتربع على عرش الفنون البصرية لما تملكه من قدرة هائلة على التأثير الحسي لدى المشاهد الذي يتفاعل مع القصة الدرامية الممزوجة بمؤثرات صوتية وبصرية محكمة.وأضاف: كل مزايا السينما متوافرة في الفيلم الوثائقي الذي يعتني بنقل الواقع بأحداثه وتفاصيله، إلا أنه يختلف عن الأفلام المعروضة على شاشات السينما المعروفة التي تعتمد على قصة درامية تكون في أغلب الأحيان من وحي خيال الكاتب، والمشاهد يعلم يقينًا أن جميع ما يشاهده أحداث تمثيلية بعيدة عن الواقع، بينما الفيلم الوثائقي يُحدث تأثيرًا مغايرًا لدى الجمهور فهو يستشعر أحداثه الواقعية.واختتم الرمضان حديثه بالتأكيد على أن الأفلام السينمائية العادية في الغالب تفقد بريقها مع الزمن بسبب التطور الذي تشهده تقنية الإخراج والتصوير، بينما العكس يحدث مع الأفلام الوثائقية التي تزداد قيمتها مع تقادم الزمن؛ لأن المشاهد يراها شاهدًا تاريخيًا لا يمكن أن يفقد قيمته مع الأيام.

مشاركة :