وَاحَةَ الأَحْسَاءِ مَوْقِعُ تُرَاثٍ عَالَمِيٍّ .. اِسْتِغْرَاقٌ أَوْ اِنْطِلَاقٌ ..؟؟؟

  • 8/12/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مواقع التراث العالمي هي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الإنساني العالمي الذي تُديره اليونسكو وهذه المعالم قد تكون طبيعية كالغابات وسلاسل الجبال وقد تكون من صُنع بشري كالمعالم المعمارية من جسور أو سدود ومُدن وغيرها وقد تجمع بين الاثنين وقد أقر المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشرة في باريس في 16 نوفمبر 1972 الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والتي تسعى هذه الاتفاقية على المحافظة للإنسانية وللأجيال القادمة على الشهادات الطبيعية والثقافية التي لها قيمة عالمية واستثنائية. وينبغي على الدولة الراغبة في ترشيح إحدى آثارها من الإرث الوطني الإنساني أن تُجري أولاً جردا لممتلكاتها الثقافية والطبيعية وهو ما يُطلق عليه بالقائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي وبعدها يتم تقييم الملف من طرف المجلس الدولي للمعالم والمواقع والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ثم يُرفع الملف إلى لجنة التراث العالمي وهناك عشرة معايير تُطبق على المواقع المرشحة بحيث يجب أن تكون ذات قيمة عالمية استثنائية وتستوفى على الأقل واحداً من تلك المعايير العشرة ومنها معايير ثقافية وأربعة منها معايير طبيعية. وفي اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عُقد في العاصمة البحرينية المنامة الجمعة 15 شوال 1439هـ (الموافق 29 يونيو 2018م) نجحت الجهود الكبيرة والمشتركة من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع فريق العمل من أمانة الأحساء والجهات الداعمة لها في تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي كخامس موقع سعودي يُضم للقائمة بعد موقع مدائن صالح في عام 1429هـ/ 2008م وحي الطريف بالدرعية التاريخية عام 1431هـ/ 2010م وجدة التاريخية عام 1435هـ/ 2014م ومواقع الرسوم الصخرية في موقعي جبة والشويمس بمنطقة حائل في 1436هـ / 2015م. إن مرحلة تسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي مرحلة وخطوة رائدة علينا أولا أن نشكر كل من وقف خلفها وساهم في نجاح جهودها وثانيا يجب أن نتجاوزها وتُصبح نقطة تحول كُبرى في تاريخ الواحة والوطن وعلينا أن نبدأ في المراحل والخطوات الهامة واللاحقة والتي سوف يعتمد عليها مصداقيتنا في إعطاء الصورة الحقيقية والواقعية من التسجيل والتي سوف يُشاهدها ويَستشعرها كل مواطن ومقيم وزائر وسائح لواحة الأحساء في المرحلة الحالية والقادمة ولكي نكون في واقع المشهد والحدث فلابد من التالي : · تعميق وفهم الهدف من تسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي وأن هذا التسجيل يعني أن المحتوى الثقافي والطبيعي هو إرث عالمي يجب المحافظة عليه وأنه تراث إنساني ساهمت فيه الأجيال البشرية المتعاقبة في بنائه وتطويره ونقل تراثه إلى الجيل الحالي وعلينا إضافة التحسين والتطوير والمحافظة عليه ونقله للأجيال القادمة. · أن المجتمع الإنساني في واحة الأحساء عليه أن يكون واعيا في تحمل المسؤولية اتجاه الهدف العالمي والوطني بحماية التراث الطبيعي والثقافي وأن يكون مساهما في مختلف الأنشطة الثقافية والوطنية والبيئية والتراثية والطبيعية التي تحافظ على هذا الإرث أولا ثم تُضفي عليه طابع التطوير والتحسين والاستمرار من أجل البقاء والنقل للأجيال. · إنشاء هيئة مشتركة من قبل جميع الدوائر الحكومية والاجتماعية التي شاركت في ملف الترشيح بقيادة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وإمارة محافظة الأحساء والأمانة والعمل على إعداد خطة عملية ومتكاملة لتطوير وتحسين جميع الخدمات والبيئات والبنية التحتية للمواقع التاريخية والطبيعية والتراثية بالواحة. · تبني مفهوم الشراكة المجتمعية بين المجتمع الإنساني بكافة أطيافه وتنوع فئاته في الواحة وبين الهيئة المشتركة من الجهات الحكومية لتنفيذ آليات العمل والخطة الشاملة لتعزيز مفهوم التراث العالمي والإنساني وبين المحافظة عليه والتحسين والتطوير فيه. · السعي إلى تشكيل لجنة استشارية ذات طابع تجاري واستثماري تتمتع بالخبرة والكفاءة من أجل تحديد نواحي القصور والاحتياجات في كافة الجوانب الخدمية والسياحية والترفيهية والتسويقية والتي من شأنها أن تساهم في خلق بيئة جاذبة وممتعة لسكان الأحساء وللسياحة والاستجمام فيها من قبل الزائرين. · دعم الجهود الثقافية المتنوعة والتي عليها مسؤولية ربط العلاقة بين الطبيعة والتراث والسلوك الإنساني والحضاري والشواهد المعمارية وبين أبناء الوطن والعالم من أجل الارتقاء والتطور والانسجام الإنساني. · تشجيع المهرجانات والمبادرات التطوعية والتسويقية والثقافية والطبيعية والتراثية والتي هدفها القيام بأنشطة متنوعة ذات طابع يحافظ على البيئة الطبيعية ويتبنى تعليم المهن وتسويق منتجات الطبيعة الزراعية والمحافظة عليها. · ضرورة الاطلاع على تجارب مُدن ومواقع التراث العالمي التي سُجلت من اليونسكو في الوطن العربي ودول العالم وكيف استطاع بعضها أن يُوظف هذا التسجيل لخدمة الثقافة والطبيعة والاقتصاد والتنمية البشرية. لقد سَعُدنا جميعا بتسجيل واحة الأحساء في قائمة مواقع التراث العالمي وبقي علينا الأهم وهو أن نواصل العمل الدؤوب والجاد والمثابرة والاهتمام من قبل الأفراد والمؤسسات الاجتماعية والجهات الحكومية وذوي الاهتمامات والتخصصات التجارية والزراعية والتراثية والسياحية من أجل أن تكون الواحة عنوانا من عناوين التميز في أرض الوطن. أخيرا .. انضمت واحة الأحساء لمواقع التراث العالمي واستحقت هذه الشهادة بجدارة وبتصويت كامل أعضاء المجلس ونحن الآن بين خيار الاستغراق في الافتخار والمباهاة بما حصلنا عليه أو أن يكون تسجيل واحة الأحساء صافرة الانطلاق نحو نقلة نوعية وعالمية في استثمار إمكانيات وطاقات هذه الواحة المتنوعة وأن أي محاولة للتقليل من شأن إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي هو عبث لن يُثني عزيمة الإصرار لمن سعوا في تسجيلها أو لمن يريدون متابعة الطريق في الوصول إلى تميزها وبروز مكانتها نحو الأفضل.

مشاركة :