افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الأحد، مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية.ويعد مشروع قناطر أسيوط الجديدة نقطة تحول في تاريخ إنشاء وتنفيذ المنشئات المائية الكبرى على مجرى النيل الرئيسي حيث استمر العمل في تنفيذ أكبر مشروع مائي مقاوم للزلازل على نهر النيل في مصر بعد السد العالي ومن أعظم المشروعات القومية التي نفذتها الدولة على مدى 6 سنوات من العمل المتواصل وملحمة من الصمود والتحدي ، وتكاليف تجاوزت 6٫5 مليار جنيه.كما يعتبر المشروع بمثابة نقلة حضارية فى الصعيد تم فيه حفر وردم نحو 6 ملايين متر مكعب من الرمال وبلغت فيه أعمال الأحجار لنحو 360 ألف متر مكعب حجر، ومن أهم مكوناته بعد الهويس، المفيضان الغربى والشرقى وبواباتهما الثماني وتعمل على التحكم فى تنظيم المياه ومناسيبها ويصل وزن البوابة الواحدة لنحو 80 طنا بعرض 17 في 9 أمتار.والمفيض مكون من 3 فتحات عرض الفتحة 17 مترا وكلها منشآت خرسانية بالدرجة الأولى تم فيها صب نحو 425 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة ونحو 60 ألف طن حديد تسليح قام بها نحو 3000 مهندس وفنى وعامل على مدى 6 سنوات واصلوا فيها الليل بالنهار لإنجاز المشروع، كما يضم المشروع الكوبرى العلوى الذى ربط بين شرق النيل فى مدينة الفتح وغربه بمدينة أسيوط فى اتجاهين بعرض 20 مترا وحمولة 70 طنا والذى أحدث سيولة مرورية كبيرة.وكذلك السد الغالق وهو سد ترابى مسطح على مساحة 30 فدانا غرب المشروع بجوار منطقة الوليدية وفيه مخرج الكوبرى ومنطقة خضراء تقدر بنحو 25 فدان من مكتسبات المشروع تعد كمتنزه ومتنفس للمنطقة بأكملها، وهناك بعض المبانى الخدمية منها مبنى إدارى للعاملين يضم إدارتين الأولى تابعة لوزارة الرى والثانية تابعة لوزارة الكهرباء باعتبارهما الجهتين المالكتين للمشروع، وهناك مبنى للإطفاء ومسجد لخدمة العاملين.وهناك مبنى محطة طلمبات فى البر الغربي.ويضم المشروع غرفة التحكم بأعلى موقع بالمبنى الإدارى المطل على المشروع وتم ربطها بالبوابات مما يتيح لها فتح وغلق البوابات إلكترونيا كما تتحكم فى رصد حركة المياه فى الهويسين ومناسيب المياه خارج وداخل الهويس ورفع المياه وخفضها لعبور السفن وإتمام دورة التفريغ والعبور وضبط مناسيب المياه لبوابات المفيضين الغربى والشرقى ومتابعة حركة الملاحة، وكذلك عمليات المراقبة والتدخل الفورى عند أى طارئ.وشهد هذا المشروع الكبير حزمة من مراحل الإنجاز والعمل الشاق، تكاملت فيه أعمال المهندسين والعمال مع رسومات الفنانين التشكيليين لتسجيل وقائع المشروع، حيث تسابقت أيادي العمال المصريين لتبني هذا الصرح العملاق والذى سيكون له مردودا كبيرا خاصة في قطاعي الري والكهرباء بتلك المحافظات، كما أسفر المشروع عن تضافر جهود أكثر من 3 آلاف عامل ومهندس وفني عملوا بهذا المشروع واكتسبوا خبرات كبيرة ستفيد مصر فى المشروعات القومية الاخرى مثل مترو الأنفاق وغيره من المشروعات الكبري.كما تخطت مكاسب هذا المشروع القومي العملاق من مجرد تحسين عملية الرى ودعم التنمية المستدامة بصعيد مصر، لتسهم فى إكساب جيل كبير من الشباب المهارات والخبرات التى أهلتهم لسوق العمل بما يتواكب مع احتياجات المشروعات الكبرى ، حيث شهد المشروع رفع كفاءة وخبرة ومهارات آلاف العاملين به وأصبحوا على دراية بأدق التفاصيل، أيضا أثمر المشروع عن إعادة تأهيل جزيرة "بنى مر" برفع منسوبها لأعلى منسوب للمياه خلف القناطر الجديدة ليتمكن المزارعون من زراعتها طوال العام بعد أن كان يتم زراعتها لموسم واحد وتغمرها المياه باقى العام. ومن مكتسبات مشروع قناطر أسيوط الجديدة أيضا تيسير حركة الملاحة النهرية، حيث تم إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى بأبعاد 17م عرض و170 م طول بما يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين فى ذات التوقيت فى زمن عبور قياسى يقدر بـ 11 دقيقة وبما يتزامن مع خطة الدولة الرامية لتطوير النقل النهري ضمن المشروع التي تقوده الدولة لخلق ممر ملاحي يربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يكون بمثابة ممرًا تنمويًا لدول حوض النيل وبالاخص التي تفتقد الي منافذ بحرية منها مما يعد نقلة حضارية واقتصادية واجتماعية لتلك الدول.كما يسهم المشروع في إنشاء 4 مراس للسفن لوضع المحافظة على خريطة السياحة النيلية بما يسمح للسياح بالتوقف والتجوال داخل معالم محافظة أسيوط الأثرية وهو ما لم يحدث من قبل، وسيسهم فى رواج البرامج السياحية خاصة أن أسيوط تضم بين جنباتها جميع الآثار من الفرعونية والمسيحية والإسلامية.كما أن المشروع يعد من أهم مخرجات المخطط الإستراتيجي للوزارة حتي عام 2050 لإحلال أو تدعيم المنشات الهيدروليكية الرئيسية على النيل والرياحات والترع الرئيسية والذي يهدف الي وضع خطة ديناميكية للتعامل مع المنشات سواء بالصيانة او الاحلال بعيدًا عن تعدد الرؤى واختلاف التوجهات.ويعد مشروع أسيوط تجسيدًا للإستراتيجية التي اعلنتها الوزارة لادارة وتنمية الموارد المائية وتحديدًا المحور المعني بترشيد استخدامات المياه.جدير بالذكر أنه تم تجسيد وتسجيل ملحمة التضحية والعطاء لاستكمال البناء،حيث استقبلت قناطر أسيوط الجديدة 30 فنانا تشكيليًا وبمشاركة كبيرة من فنانى أسيوط التشكيليين واللذين رصدوا بريشتهم لوحات فنية بديعة لكل كبيرة وصغيرة فى المشروع، حيث تم رصد وتسجيل المشروع وترجمته فى أكثر من 45 لوحة فنية تجسد المشروع كما تم جمع اللوحات لتدشين المتحف الفنى للمشروع ومقره المبنى الإدارى وهو نواة لمتحف كبير لفنانى مصر من أجل توثيق هذا المشروع الوطنى الكبير بمدارس فنية مختلفة.بالإضافة لورش فنية للأطفال وتصميمات لوحات جدارية لتكون نواة لجداريات تغطى الحوائط الخرسانية للقناطر وتحولها لأعمال فنية ضخمة تضفى جمالا على المكان الذي يشهد على براعة أبناء مدرسة الري المصرية المصرية من مهندسين وفنيين وخبراء ، ويجسد صدق العزيمة وقوة الإرادة والإصرار لدى أبناء المحروسة على مواجهة التحديات وصناعة المعجزات من أجل خروج هذا المشروع القومي العملاق إلى النور.يأتي اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بهذا المشروع الضخم تتويجاَ لاهتمام الدولة الخاص بتنمية محافظات الصعيد وإقامة المشروعات التي تخدم الزراعة والرى لتحقيق التنمية المستدامة بها، كما يأتي المشروع كثمرة لجهود الشعب المصري فى جميع أنحاء البلاد ، وإصراره على النهوض بمصر وحمايته والانتقال بها إلى مستقبل أفضل، حيث يسهم هذا المشروع العملاق فى تحسين رى وزراعة مليون وستمائة وخمسون ألف فدان.فضلا عن توليد طاقة كهربائية نظيفة بقدرة 32 ميجاوات من خلال أربع توربينات وبما يوفر قرابة الـ 15 مليون دولار سنويًا حال انتاج نفس الكمية باستخدام الوقود الأحفوري التقليدي.
مشاركة :