بيروت – الوكالات: قتل 39 مدنيا بينهم 12 طفلاً في انفجار مستودع أسلحة لم تحدد أسبابه في بلدة قرب الحدود التركية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأسفر الانفجار عن انهيار مبنيين بشكل كامل. ومنذ وقوع الانفجار فجر أمس الأحد ارتفعت حصيلة القتلى تدريجيا، لتصل إلى 39 مدنيا بينهم 12 طفلاً، بحسب المرصد السوري، الذي كان قد أفاد في حصيلة أولية صباحًا عن مقتل 12 مدنيا. وعزا مدير المرصد رامي عبدالرحمن ذلك «إلى انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض»، مشيرًا إلى أن المستودع يقع في أحد المباني السكنية في بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، ولا تزال أسبابه «غير واضحة حتى الآن». وأوضح عبدالرحمن أن غالبية القتلى من عائلات مقاتلين في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) نزحوا من محافظة حمص (وسط)، مرجحًا ارتفاع الحصيلة لوجود «عشرات المفقودين». ويعود المستودع المستهدف، بحسب المرصد، إلى تاجر أسلحة يعمل مع هيئة تحرير الشام التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، فيما توجد فصائل إسلامية في مناطق أخرى منها وتنتشر قوات النظام في ريفها الجنوبي الشرقي. وتستهدف قوات النظام منذ أيام بقصف مدفعي وصاروخي مناطق في ريف إدلب الجنوبي، تزامنا مع ارسالها تعزيزات عسكرية إلى المناطق المجاورة. وكررت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية، في وقت تحذر الامم المتحدة من تداعيات التصعيد على 2.5 مليون شخص في المحافظة، نصفهم من النازحين. ومن المحتمل أن يصبح «جيش وطني» تعمل المعارضة السورية على تأسيسه بمساعدة تركيا عقبة في الامد البعيد أمام استعادة الاسد السيطرة على شمال غرب البلاد، وذلك إذا ما تمكنت المعارضة من انهاء الخصومات الفئوية التي نكبت بها منذ فترة طويلة. ويمثل هذا المسعى عنصرا أساسيا في خطط المعارضة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءا من اخر معقل كبير للمعارضة في سوريا وفرض حكمها عليه. وقد ساعد وجود القوات التركية على الأرض في حماية هذا الشريط من هجوم القوات الحكومية عليه. ويقول العقيد هيثم العفيسي قائد «الجيش الوطني» ان انشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة. وقال لرويترز في مقابلة ببلدة اعزاز قرب الحدود التركية: «نحن ننتقل في تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم أمامنا صعوبات كثيرة ولكن نعمل على تجاوزها». الى جانب ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس ان بلاده استكملت الترتيبات اللازمة لإقامة مزيد من المناطق الامنة داخل الاراضي السورية مثلما فعلت خلال توغلين عسكريين في شمال سوريا. وذكر أردوغان في مقر حزبه العدالة والتنمية بمدينة طرابزون المطلة على البحر الاسود أن ربع مليون شخص عادوا بالفعل إلى مناطق «محررة» في سوريا. وأضاف أنه جرى تكثيف الجهود الدبلوماسية والعسكرية في محافظة ادلب السورية لتجنب حدوث «كارثة» كتلك التي وقعت في مناطق أخرى من سوريا.
مشاركة :