(الدولة) التي تستمع لشكاوى المواطنين، وخصوصًا الخدماتية والمعيشية منها، وتستجيب سريعًا لإيجاد الحلول الناجعة من أجلهم هي (دولة حضارية) ناجحة.. وقد كانت الصحافة والجرائد المحلية تحديدًا هي الوسيلة التي يتعرف فيها المسؤولون في (الدولة) إلى مشاكل المواطنين وشكاواهم وتظلماتهم.. ولذلك كان ولايزال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حريصًا على قراءة (الصحافة) وتحديدًا (بريد القراء) كل صباح، ويتعرف إلى هذه الشكاوى وأصوات المواطنين، ويسارع بتوجيه الوزراء المعنيين إلى التحرك بسرعة لحل تلك المشكلات.. بل يحدث كثيرًا أن ينزل هو بنفسه لمعاينة موقع المشكلة أو الشارع أو الحي الذي انطلقت منه الشكوى كنموذج إيجابي للوزراء لكي يحذوا حذو سموه في التجاوب مع مشاكل المواطنين. حاليًا لم تعُد الصحافة وحدها هي التي تنقل مشاكل المواطنين وشكاواهم، بل أصبحت هناك (قنوات اتصال) جديدة، وأعترف أنها أكثر فعالية وسرعة من الجرائد.. وهي وسائل التواصل الاجتماعي، وفيديوهات الهاتف الذكي.. كل صاحب شكوى يسجلها صوتًا وصورة ويبثها للرأي العام مخاطبًا المسؤولين سائلاً التحرك لحل مشكلته.. مثلما حدث مؤخرًا مع شكاوى الباعة في سوق (جدحفص) الذين اشتكوا من إزالة (فرشاتهم)، وتحركت بسرعة وزارة التجارة والصناعة بتوجيه من (القيادة) وكذلك وزارة البلديات، للاجتماع مع الباعة المواطنين في (جدحفص) والتفاهم على طريقة مناسبة لحل مشكلاتهم في السوق وضمان أرزاقهم مع الحفاظ على التزاماتهم بالقوانين.. وهذه الاستجابة السريعة لشكوى الباعة تعبر عن رؤية حضارية من دولة ناجحة. ولو قارنتم النموذج البحريني مع نماذج أخرى تحدث في كثير من الدول العربية.. حيث الشكاوى هناك بالآلاف كل يوم، ولكن لا أحد يستجيب لأصواتهم إلا فيما ندر، ولعل آخر مثال هو شكوى شاب عراقي في البصرة يصرخ في شريط فيديو من الحالة اللا إنسانية وضيق العيش التي دفعت بعائلات عراقية فقيرة إلى السكن تحت جسور الشوارع في حالة مزرية تدمع القلوب قبل العيون. ونحن على ثقة بأن جلالة الملك المفدى حفظه الله، وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد يطلعون على شكاوى المواطنين في الصحافة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيهاتهم دائمًا نحو إنصاف أصحاب الحق في كل شكوى سريعا، مثلما حدث في سوق (جدحفص)، ومواقع أخرى كثيرة في البحرين.. وفي مقابل ذلك مطلوب من كل صاحب شكوى أن يتحدث باتزان واحترام لرموز الدولة.. وهذا ما عهدناه في شعب البحرين الوفي.
مشاركة :