الحديدة (اليمن) - شهدت جبهة تحرير محافظة الحديدة على الساحل الغربي اليمني من سيطرة المتمرّدين الحوثيين، الأحد، تحوّلا مهمّا بتمكّن القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من بسط سيطرتها الكاملة على مديرية الدريهمي جنوبي المحافظة. وخلال الأشهر الماضية شهدت معركة تحرير الحديدة التي تضم ميناء استراتيجيا تستخدم ميليشيا الحوثي موارده في تمويل جهدها الحربي وتتخذ منه منطلقا لتهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، تقدّما كبيرا، قبل أن تصطدم باعتراضات أممية شديدة بحجّة حماية أرواح الأهالي والحفاظ على البنية التحتية والمنشآت المدنية. ورغم موافقة التحالف العربي والقوى المدعومة من جانبه على منح المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، فرصة التوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع اليمني بما في ذلك ملف الحديدة، إلاّ أن القوات اليمنية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا من جيش ومقاومة، حرصت على الإبقاء على زخم معركة الحديدة وحماية الانتصارات المتحقّقة خلالها من الانتكاس والتراجع. ويُبقي التقدّم المتحقّق، ولو بشكل جزئي، في تلك المعركة على الضغط المسلّط على المتمرّدين الحوثيين، ويحرمهم من تحقيق مكاسب ميدانية يمكنهم استثمارها سياسيا في محادثات السلام التي يريد غريفيث إعادة إطلاقها قريبا في جنيف بسويسرا. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، الأحد، أن قوات الجيش تمكنت من تحرير مديرية الدريهمي بعد معارك ضدّ ميليشيا الحوثي. وقال العقيد أحمد الجحيلي من اللواء الثاني عمالقة، إن القوات اليمنية شنت هجوما عنيفا على الدريهمي من عدة محاور، تمكنت على إثـره من تحـرير المـديرية بالكامل. وأشار إلى أن المعارك أسفرت عن تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، علاوة على أسر نحو مئة من عناصرهم، مؤكّدا تمكّن قوات الجيش من قطع خطوط إمداد ميليشيا الحوثي القادمة من مديرية بيت الفقيه وعدد من خطوط الإمداد الأخرى.
مشاركة :