تفاقمت أزمة الخبز في ولاية الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى لليوم الثاني. واصطف مواطنون سودانيون في طوابير أمام مخابز العاصمة، التي حدّد غالبيتها حصة من قطع الخبز لكل مشترٍ، وسط مطالب بتعطيل الدراسة في المدارس إلى حين جلاء الأزمة. وبينما لاذ المسؤولون بالصمت وتجنبوا التعليق، شهدت مخابز العاصمة الخرطوم «حشوداً» تقف أمام أبوابها لساعات بهدف الحصول على الخبز، في ظل إصابات بالإعياء والإغماء لعدد من المصطفين، وسط جو لاهب. وقال أصحاب مخابز في مناطق متفرقة من الخرطوم لـ «الحياة»، أن كميات الطحين التي كانوا يحصلون عليها من وكلاء مطاحن الغلال انخفضت 50 في المئة من دون أن يعرفوا السبب. وكشف مسؤول في حكومة ولاية الخرطوم أنّ وزارة المال تدعم جوال (كيس) الطحين زنة 50 كيلوغراماً بمبلغ 100 جنيه، لكن ثلاث مطاحن غلال، تغطي نحو 50 في المئة من حاجة السوق، طالبت بزيادة دعم الجوال إلى 250 جنيهاً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه، على اعتبار أنّ القمح يستورد من الخارج بعملة صعبة، وعندما لم تستجب وزارة المال لمطلبها، توقفت عن مد المخابز بالطحين، ما أدى إلى فجوة كبيرة بين المعروض والمطلوب من الدقيق. من جهة أخرى، أفادت مصادر رسمية بوجود مشكلة نقل القمح من ميناء بورتسودان إلى الخرطوم بسبب شح وقود (غازولين) الشاحنات وسيارات النقل، ما تسبب في شح الوارد إلى العاصمة من القمح والدقيق بنسبة 30 في المئة. وتوقع المسؤول الاقتصادي في جمعية حماية المستهلك حسين القوني أن تؤدي أزمة الخبز إلى زيادة سعره من جانب الجهات الرسمية في إطار خطة لرفع الدعم عن القمح. وشكا عدد من سائقي المركبات العامة في الخرطوم من عرقلة حركة المرور بسبب اصطفاف المواطنين على امتداد عدد من الشوارع الرئيسية، وتوقُف بعض السيارات بطريقة عشوائية إلى جوانب الطرق الرئيسية أمام المخابز في جنوب الخرطوم، خصوصاً في الفترات المسائية.
مشاركة :