ما زال موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من التزام العقوبات الأميركية الجديدة على طهران يثير عاصفة انتقادات من القوى السياسية الموالية لإيران. وللمرة الأولى صعّد ممثل المرشد علي خامنئي اللهجة ضد العبادي، معتبراً أن إعلانه التزام العقوبات «لا ينسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة» لإيران في «الدفاع عن العراق». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مجتبى الحسيني خامنئي في العراق قوله في بيان أصدره أمس إن «تصريحات رئيس الوزراء اللامسؤولة (...) لا تنسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة للجمهورية الإسلامية ودماء الشهداء التي قدمت للدفاع عن العراق، وتطهير أرضه من لوث داعش». وأسف لن موقف العبادي من العقوبات الجديدة على إيران «يعبر عن إنهزامه تجاه أميركا» و «لا يتلاءم مع الروح العراقية التي قدمت بطولات كبيرة في مقارعة داعش المدعوم من أميركا». وفي بغداد أعلن مسؤول حكومي عراقي أمس أن العبادي الذي كان مقرراً أن يتوجه إلى تركيا وإيران هذا الأسبوع سيزور أنقرة فقط بسبب ازدحام جدول أعماله وعدم تكامل الإعداد لذلك. وقال مسؤول السبت لوكالة «فرانس برس» إن العبادي سيزور الثلثاء أنقرة والأربعاء طهران، لبحث ملفات اقتصادية مع الحليفين الاقتصاديين اللذين يتعرضان لعقوبات أميركية جديدة. وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية برهم قاسمي لوكالة «إيسنا» شبه الرسمية: «ليست لدينا معلومات عن مثل هذه الزيارة». وذكر مسؤول عراقي أمس أن «السلطات الإيرانية أصرت على قيام العبادي بهذه الزيارة من دون استكمال الإعداد المسبق لها». وأكدت مصادر عراقية مطلعة أن الإيرانيين غير مرتاحين إلى التصريحات الأخيرة للعبادي حول العقوبات الأميركية الجديدة على طهران. وكان رئيس الوزراء قال: «لا نتعاطف مع العقوبات ولا نتفاعل معها لأنها خطأ استراتيجي لكننا نلتزم بها» مشيراً إلى أن «العقوبات ظالمة في شكل عام وأعلنت موقفي منها «مذكراً بأن بلاده عانت الحظر الدولي طوال 12 سنة. واستدرك «نحن ملتزمون حماية شعبنا ومصالحه». على صعيد آخر، تضاربت الأنباء في العراق أمس عن انسحاب فصائل «الحشد الشعبي» من مناطق في نينوى، وفيما أكده مسؤولون أكراد، اعتبرت هيئة «الحشد» أن ما حصل هو إعادة انتشار. لكن وسائل إعلام نشرت وثائق صادرة عن الهيئة تقر بوجود جماعات تستغل صفة «الحشد» لفتح مقرات تتولى مهمات اقتصادية وسياسية. وقال رئيس أركان قوات «البيشمركة» الفريق جمال إيمينكي في تصريحات نقلتها مواقع كردية إن «قوات الحشد الشعبي أخلت مواقع في نينوى وحل محلها الجيش العراقي، ونحن كقوات بيشمركة، على دراية بكل تحركات قوات الحشد والقوات العراقية في المنطقة». وتحدث عن «فتح الطرق المغلقة التي تربط الإقليم بنينوى في صورة محدودة»، مشيراً إلى أن «النازحين لن يعودوا إلى ديارهم إلا مع عودة البيشمركة». ونفى المسؤول في عمليات «الحشد» جواد كاظم انسحاب قوات «الحشد» من قاطع نينوى، ونقل موقع الهيئة عنه قوله إن «ما تردد أخيراً عن الانسحاب عار من الصحة». ونشرت وسائل إعلام محلية معلومات عن خطابات رسمية صادرة عن هيئة «الحشد»، تدعو قوات قيادة عمليات نينوى إلى إغلاق العديد من المقرات في نينوى، تحديداً في الموصل، تتبع جهات تستخدم صفة «الحشد» لتنفيذ مشاريع اقتصادية خاصة، ونشاطات سياسية بعيدة من صلاحياتها.
مشاركة :