قال موقع "بوليتيكو" الأمريكي، إن الحاصلات الزراعية الأمريكية هي الخاسر الأكبر في معركة الحرب التجارية التي تخوضها واشنطن. ونقل الموقع في تقرير -ترجمته "عاجل"- عن هان جون نائب وزير الزراعة الصيني، تأكيده أن بلاده تستطيع بسهولة العثور على دول أخرى لشراء السلع الزراعية بدلًا من الولايات المتحدة، محذرة من أن المزارعين الأمريكيين قد يفقدون حصتهم في السوق الصينية نتيجة للحرب التجارية. وتابع هان جون: "العديد من البلدان لديها الاستعداد ولديها القدرة الكاملة على الاستحواذ على حصة السوق التي تستمتع بها الولايات المتحدة في الصين، وإذا أصبحت دول أخرى موردًا موثوقًا للصين فسيكون من الصعب للغاية على الولايات المتحدة استعادة السوق". وتابع هان: "ربما لا يكون المزارعون الأمريكيون قادرين على تعويض الخسائر الناجمة عن التعريفات التجارية، حتى مع خطة المساعدات التي يخطط لها البيت الأبيض، والتي تبلغ قيمتها 12 مليار دولار للمزارعين المحاصرين في النزاع". وقال إن بكين فرضت رسومًا على 90 في المائة من السلع الزراعية التي تستوردها الولايات المتحدة منذ بدء الحرب التجارية في بداية الشهر الماضي. وأشار جون إلى أن فرض رسوم إضافية على الرسوم الجمركية، سيؤدي إلى انخفاض كبير في صادرات المنتجات الزراعية الأمريكية إلى الصين، موضحًا أن التأثير على بكين محدود للغاية؛ بسبب مصادر الاستيراد المتنوعة. ولفت جون إلى أن الشركات الصينية توقفت أساسًا عن استيراد فول الصويا من المزارعين الأمريكيين منذ 6 يوليو، وستتعامل مع التأثير من خلال إيجاد مكونات بديلة للأعلاف الحيوانية. والصين هي أكبر مستورد لفول الصويا في العالم، والذي تستخدمه لصنع زيت الطبخ والديزل الحيوي والوجبات لتغذية الماشية. وقال جون إن البلاد تتوقع أن تنخفض واردات فول الصويا من الولايات المتحدة بشكل كبير هذا العام، وأن الاستعدادات قد تمت بالفعل. تقوم الصين بشراء المزيد من فول الصويا من دول أخرى، وتشجع بدائل لفول الصويا لإطعام الماشية، وكذلك دفْع المزارعين لزراعة المزيد من المحاصيل المحلية. وقبل اندلاع الحرب التجارية، كانت الصين في طريقها لاستيراد 300 مليون طن من فول الصويا من الولايات المتحدة هذا العام. واستوردت البلاد حوالي 24.1 مليار دولار من المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة في العام الماضي، وهو ما يمثل 19 في المائة من إجمالي وارداتها الزراعية بقيمة حوالي 125.86 مليار دولار، وفقًا لوزارة الزراعة والشؤون الريفية. وقال جون إنه اعتبارًا من 6 يوليو، فرضت بكين 25٪ من الرسوم الجمركية على 517 نوعًا من المنتجات الزراعية الأمريكية، بما في ذلك المكسرات وفول الصويا والقطن والفاكهة واللحوم. وقال جون إن الاتحاد الأوروبي لن يكون قادرًا على تعويض خسائر منتجي فول الصويا الأمريكيين. وأضاف أنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي وافق على استيراد المزيد من فول الصويا من أمريكا، فإنه سيشتري فقط 13 مليونًا إلى 14 مليون طن من فول الصويا سنويًا على مدى العقد المقبل، وفقًا للتقديرات، مقارنة بأكثر من 30 مليون طن من الحبوب التي اشترتها الصين من الولايات المتحدة في العام الماضي. لكن "جون" اعترف بأن التعريفات التي تفرضها واشنطن ستؤثر على منتجي الفاكهة والخضار والمنتجات البحرية في الصين؛ لأنه لن يكون من السهل عليهم العثور على وجهات تصدير بديلة على المدى القصير. وقال إن بكين ستساعد المصدرين في العثور على دول أخرى لبيع منتجاتها، ومحاولة تعزيز الاستهلاك المحلي بدلًا من ذلك، لتقليل تأثير التعريفات. وكانت الولايات المتحدة ثالث أكبر سوق للفاكهة الصينية، وخامس أكبر سوق للخضروات في العام الماضي؛ حيث بلغت قيمة الصادرات مجتمعة 1.84 مليار دولار.