وصفت دوائر سياسية وإعلامية في برلين، الاختراق الروسي لصفوف اليمين واليمين المتطرف من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ألمانيا، بأنه قد تجاوز كل الخطوط الحمراء. وتشتعل في برلين وأروقة البرلمان الألماني منذ نهاية الأسبوع الماضي، نقاشات حادة بعد تسرب معلومات عن استفسارات طلبتها رسميًا الاستخبارات الداخلية (هيئة حماية الدستور)، من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، بشأن ما يثار عن اختراقه وكتلته النيابية من قبل وكلاء وعملاء روس ذوي نفوذ. وأعلنت الاستخبارات الداخلية أن رئيسها هانز جورج ماسن، قد التقى مسؤولين بارزين بالحزب، حيث عبر لهم عن قلق برلين الشديد من نفوذ كبير لموسكو، داخل الحزب الذي يمثل ربما أول اختراق يميني متطرف للبرلمان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وزوال الحقبة النازية. من جانبه نفى زعيم الحزب ألكسندر جاولاند، أن يكون قد تم توجه أي اتهام رسمي لهم بالتعاون مع روسيا، وقال لوكالة الأنباء الألمانية، إن الأمر "سوء تقدير ومعلومات غير صحيحة"، على حد زعمه. غير أن الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك ميركل وتحالفها المسيحي الديمقراطي في الحكم، طالب الاستخبارات الداخلية ورئيسها بتوضيح كامل لتفاصيل اللقاء مع مسؤولي الحزب اليميني، والكشف كذلك عن كافة التفاصيل المتعلقة بدور موسكو فيه. وتعتقد دوائر سياسية وأمنية أمريكية وغربية، بأن موسكو تدخلت لمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الوصول إلى البيت الأبيض. كما أن سفير الولايات المتحدة في برلين، ريتشارد جرينيل -وهو من أشد المتحمسين لترامب وسياساته- سبق وأن عبر عن ضرورة دعم المحافظين وتيارات اليمين لتصل إلى سدة السلطة في أوروبا، الأمر الذي اعترضت عليه رسميًا عدد من الدول بالقارة العجوز، وعلى رأسهم ألمانيا، واعتبرت الأمر تدخلًا سافرًا في شؤونها.
مشاركة :