أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس، أن قوات البيشمركة استطاعت خلال 48 ساعة تحرير 3 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي من سيطرة تنظيم داعش، واصفا تقدم البيشمركة في معركة استعادة سنجار بـ«ملحمة تاريخية ونصر لكل العالم». وقال بارزاني في مؤتمر صحافي عقده أمس فوق جبل سنجار: «لم نكن نتوقع تنفيذ ونجاح الخطة بهذه السرعة الكبيرة وأن تتقدم البيشمركة بهذه البسالة وينهزم الإرهابيون. لو كنا نمتلك الدبابات والأسلحة الثقيلة لحسمنا الموقف منذ فترة، لكن البيشمركة أثبتوا أنهم أسرع من الدبابات». وتابع بارزاني: «قوات البيشمركة سجلت ملحمة تاريخية في سنجار وحررت 3 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي خلال 48 ساعة». وأضاف بارزاني: «بقي جزء صغير من أراضي كردستان تحت سيطرة (داعش)»، لافتا إلى أن قوات البيشمركة «على أهبة الاستعداد لدحر مسلحي (داعش) أينما كانوا (..) لن نترك شبرا واحدا من أرضنا تحت سيطرة (داعش) وقوات البيشمركة ستلقن كل من يفكر بالاعتداء على شعبنا درسا». وفي رده على سؤال أحد الصحافيين عن إمكانية مشاركة البيشمركة في العملية المرتقبة لاستعادة السيطرة على الموصل، قال بارزاني: «عندما يكون لدى الحكومة العراقية برنامج لاستعادة الموصل، فنحن مستعدون لمناقشته وتقديم ما يمكننا تقديمه للمساعدة في تنفيذه. لن تكون هناك شروط لضرب (داعش) في أي مكان، لكن بالتأكيد يجب أن يكون هناك برنامج وأن نتفق على الكثير من الأشياء». وعن موعد عودة النازحين إلى مناطقهم، قال بارزاني: «الحمد لله، حررت كل المناطق والمجمعات المحيطة بجبل سنجار، الآن حان وقت تطهيرها من المتفجرات والعبوات الناسفة المزروعة فيها، ووضع برنامج لتوفير الخدمات والاحتياجات لسكانها، ومن ثم يعود الأهالي حسب برنامج منظم، المنطقة تم تأمينها الآن، وبقيت خطورة العبوات الناسفة فقط». ومضى بارزاني يقول: «هذه الحرب طويلة الأمد، فهزيمة (داعش) الكبيرة هنا لا تعني أنه انتهى، فمن الممكن أن يظهر في مكان آخر بشكل آخر، برنامجنا هو أن نحمي مناطقنا، و سنضرب (داعش) أينما نجده. هذه الحرب عالمية وليست حربنا وحدنا، ونحن نفتخر بأن قوات البيشمركة وشعب كردستان استطاعوا نيابة عن العالم كله أن يلحقوا هزيمة كبيرة بهؤلاء الإرهابيين». بدوره، قال ميسر حجي صالح، قائمقام قضاء سنجار، الموجود حاليا في القضاء مع قوات البيشمركة التي تواصل عملية تطهير المدينة من عناصر (داعش)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تواصل قوات البيشمركة تقدمها وسط قضاء سنجار وهي تسيطر على 60 في المائة من المدينة. هناك عدد قليل من جيوب المقاومة في مركز المدينة تتمثل بعدد من الانتحاريين والقناصة وسيتم التعامل معهم. قوات البيشمركة تخوض حرب شوارع مع هؤلاء المسلحين ومن المتوقع حسم المعركة لصالح البيشمركة خلال ساعات». وأعلن تنظيم داعش أمس حالة التأهب القصوى في الموصل بعد الخسائر التي تكبدها في معارك الأيام الماضية مع قوات البيشمركة. وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «أعاد التنظيم أمس 332 من جثث قتلاه إلى الموصل، كما أعاد عددا كبيرا آخر من جرحاه، مما أدى إلى فوضى داخل المدينة، لأن الناس كانوا يتوافدون للتعرف على جثث القتلى لمعرفة ما إذا كانت لأبنائهم الذين انضموا إلى (داعش)». وأشار إلى أن التنظيم «قتل عددا من جرحاه الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين مسلحي التنظيم وذوي القتلى في عدد من مناطق الموصل». وكشف مموزيني عن أن «عددا كبيرا من عائلات مسلحي التنظيم ومسانديهم في زمار وسنجار نزحوا إلى الموصل»، مشيرا إلى أن قادة التنظيم طالبوا أمس زعيمهم أبو بكر البغدادي بالانسحاب من كل المناطق الكردستانية إلى داخل الموصل، وبحسب مصادرنا فإن التنظيم يستعد لترك هذه المناطق».
مشاركة :